حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال عامين ومنذ توليه الرئاسة علي استعادة دور مصر الرائد عربيا, وذلك في وقت تشهد فيه المنطقة ثورات وتوترات في الأوضاع وموجة إرهاب غير مسبوقة. سعي الرئيس خلال هذه الفترة لإعادة البريق العربي لمصر حيث أصبحت بؤرة اهتمام العرب ومنصة لانطلاق التعاون العربي بين كل الأشقاء, فوسط كل تلك العواصف التي تضرب بلادنا العربية, ورغم ما تعاني منه مصر من إرهاب وأزمة اقتصادية, لم تنس مصر قضايا وأزمات الدول العربية, لم تنس القضية الفلسطينية وكفاح شعبها ضد همجية ووحشية الاحتلال الإسرائيلي, وسوريا التي مازال يدفع شعبها ثمن ارهاب أسود يعصف بجنباتها, واليمن الذي يعاني من أكبر أزمة إنسانية في التاريخ- كما وصفتها الأممالمتحدة-, وليبيا التي تشهد انهيارا أمنيا وانتشارا للسلاح وتناميا مرعبا لتنظيم' داعش'علي أراضيها. القضية الفلسطينية..الشاغل الأكبر لاتزال القضية الفلسطينية هي القضية العربية الأهم في أجندة الخارجية المصرية, فمنذ أن تولي الرئيس السيسي مهام منصبه, وهو يؤكد في كل لقاء عربي يجمعه مع الزعماء العرب أو في المحافل الدولية أن القضية الفلسطينية كانت ومازالت الشاغل الأكبر لمصر عربيا, لما تمثله من أولوية لسياسة مصر الخارجية, وما تتمتع به من مكانة في الوجدان المصري, وهو ما ظهر في كلماته خلال لقائه الاخير مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس' أبو مازن', الذي عقد في القاهرة, حيث أكد علي ثبات موقف مصر إزاء دعم القضية الفلسطينية ومواصلة تفاعلها الإيجابي مع المبادرات التي من شأنها مساندة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني, مضيفا أن مصر ستواصل مساعيها الدءوبة من أجل إقامة الدولة الفلسطينية علي حدود الرابع من يونيو7691 وعاصمتها القدسالشرقية, وموضحا أن التوصل لتسوية عادلة وشاملة من شأنه أن يدعم استقرار المنطقة ويساهم في الحد من الاضطراب الذي يشهده الشرق الأوسط. وبرز الاهتمام المصري بالقضية الفلسطينية في الفترة الأخيرة بقوة في ظل التحركات المصرية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وسبل الاستفادة منها لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني, بالإضافة إلي تنسيق الجهد العربي فيما يتعلق بالخطوات التي سيتم اتخاذها في إطار مجلس الأمن بالأممالمتحدة, لاسيما في ضوء تولي مصر رئاسة مجلس الأمن الشهر الجاري. الأزمة السورية.. ضرورة الحل السياسي حرص الرئيس خلال مناسبات عديدة علي تأكيد سياسة مصر تجاه الأزمة السورية والتي تتمثل في رفض مصر التام لأي تقسيم لسوريا, مع بقاء الدولة السورية موحدة, والتمسك بحق الشعب السوري في اختيار من يحكمه دون أي تدخل خارجي. وشدد الرئيس علي أن الموقف المصري يدعم الحل السياسي السلمي الذي يحفظ دماء السوريين, مع تأكيد ضرورة محاربة الإرهاب, وعدم اعتبار الإرهابيين شركاء في أي حل سياسي يتم هناك. وسعت الدبلوماسية المصرية إلي إقناع كافة الأطراف السورية بضرورة الاحتكام إلي لغة الحوار والحل السياسي وتقريب ووجهات النظر بين النظام والمعارضة خلال الفترة الاخيرة, نظرا لأن الحل العسكري لن يؤدي سوي إلي المزيد من أعمال القتل وسفك دماء الأبرياء وقامت مصر في سبيل هذا الهدف باستضافة العديد من جولات الحوار السوري. اليمن.. تمكين الدولة سعت مصر خلال العامين الماضيين إلي الحفاظ علي وحدة اليمن وسلامة أراضيه ومصالح شعبه الشقيق ووحدته الوطنية وهويته العربية و تمكين الدولة من بسط سيطرتها علي كامل الأراضي اليمنية واستعادة أمنها واستقرارها. فجاءت مشاركة مصر في تحالف عملية عاصفة الحزم العسكرية بجهد من القوات الجوية والبحرية, بهدف استعادة الاستقرار في اليمن, واسناد وحماية مقدرات شعبه, الذي عاني علي مدار السنوات الأخيرة من اقتتال داخلي, أدخل الشعب والدولة اليمنية في نزيف يومي بشري ومادي. وقد أمر الرئيس السيسي بالمشاركة لاستعادة الشرعية في اليمن متمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي. العلاقات السعودية.. مستقبل واعد وشهدت العلاقات المصرية السعودية خلال فترة حكم الرئيس السيسي الكثير من التعاون والانجازات التي سيذكرها تاريخ البلدين في كل المجالات, فكانت السعودية ومازالت خير عون لمصر ولن ينسي المصريون موقفها المشرف ودعم المملكة لمصر خلال ثورة03 يونيو, كلل هذا التعاون بزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة مؤخرا, تلك الزيارة التي أعلن فيها عن مشروع انشاء الجسر البري الذي يربط بين مصر والسعودية بما يساهم في تعزيز التبادل التجاري وتسهيل حركة نقل الأفراد والبضائع بين القارتين الأفريقية والآسيوية. ليبيا.. وحدة الأرض تأتي القضية الليبية ضمن أولوات الساسة الخارجية المصرية الخارجة, لما تحتله ليبيا من أهمية قصوي بالنسبة لمصر لاعتبارات الجوار الجغرافي والصلات التاريخية القديمة, حيث سعت مصر خلال فترة حكم الرئيس السيسي لاعادة الأمن والاستقرار في لبا بعد الثورة اللبة في71 فبرار1102 وذلك للتواصل والتنسيق بشأن الأزمة الليبية ومواجهة قوي العنف والتطرف والإرهاب في ليبيا, والحيلولة دون انزلاق البلاد إلي منعطف الفوضي والدمار والحفاظ علي وحدة الأراضي اللبة. سعي الرئيس السيسي لمحاولة التقريب بين وجهات نظر الأطراف الليبية المختلفة, وتعزيز مسار التحول الديمقراطي والاتفاق علي شكل العملية السياسية والدولة ودعم الهئات والمؤسسات الشرعة اللبة, وفي مقدمتها البرلمان اللبي والجش الوطني ومساندة جهود مبعوث الأممالمتحدة. كماحرص الرئيس علي تشجيع المجتمع الدولي لرفع حظر السلاح عن ليبيا وتسليح جيشها محذرا من التدخل الاجنبي وتبعاته, مذكرا بالإخفاقات التي واجهتها الأسرة الدولية في الصومال وأفغانستان.