توجه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر ببالغ الشكر والتقدير لمصر علي الجهود المبذولة لإنجاح القمة لعربية وحسن الاستقبال الذي حظي به علي الأراضي المصرية لدى وصوله لمطار شرم الشيخ. وقال تميم خلال كلمته بالقمة العربية المنعقدة اليوم بمدينة شرم الشيخ ،تنعقد القمة في ظل أوضاع معقدة وتحديات خطيرة توجهها امتنا العربية، وتأتي القضية الفلسطينية في مقدمة التحديات فلن يتحقق الأمن ولاستقرار إلا بالتوصل لحل عادل وفق مبدأ حل الدولتين ، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية ، لافتا إلى أن السلام العادل والشامل خيارنا الإسترتيجي منذ أمد طويل وما زالت العملية تترنح دون فائدة. وأضاف تميم: منذ 20 عامًا شهدت القضية الفلسطينية تراجعًا فإسرائيل لا زالت مستمرة في اعتداءاتها علي غزة وحصار القطاع والاستيطان واستمرار الخطط الإسرائيلية لتهويد القدس ورفض قيام دولة فلسطينية. ونوه تميم بأن مفاوضات السلام وصلت إلى منتهاها في ظل التعنت الإسرائيلي ، فلا جدوى من التفاوض وندعو مجلس الأمن لتحمل مسئوليته وأخذ المبادرة لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية وفق القرارات الدولية وضمن خطة وبرنامج زمني محدد. وأكد أمير قطر على ضرورة التحرك العربي لوقف الاستيطان ورفع الحصار عن قطاع غزة، مطالبا القادة العرب بدعوة المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل، وعمل ما بوسعنا لرفع الحصار. وبشأن الأزمة السورية قال تميم إن النظام السوري حوَّل الدولة إلى ركام وأصبح السوريون عرضه للغربة وتعرض الأطفال لأهوال مشاهد القتل والدمار، والنظام قابع في غيه ويمارس أشد بشاعة القتل والتعذيب والأسلحة الفتاكة ضد المدنيين. ونوه قائلا:"لم يعد أمامنا سوى وقف الحرب ضد الشعب السوري، وتوفير سبل الأمان لهم، وعلينا أن نوضح بشكل حازم ليس جزء من حل الأزمة ، ولكن يجب تطبيق الحل السياسي بتلبية مطالب الشعب السوري وإتاحة المجال لتشكيل حكومة انتقالية تعمل علي تحديد الطرق أمام الشعب السوري واختياراته من خلال انتخابات حرة واستعادة وطنه وكرامته دون خوف أو إرهاب". وأوضح تميم: "سبق أن قامت الجامعة العربية وطرحت حلا سياسيا يؤمّن تغييرا حقيقيا ويشمل النظام لكن النظام رفض وواصل عملية الإبادة ضد شعبه"، لافتا إلى ضرورة قيام العرب بالواجب الإنساني بالنسبة للشعب السوري وتقديم كل أنواع المساعدات. وأشاد أمير قطر بدولة الكويت لإعلانها عقد مؤتمر لدعم جهود الإغاثة للشعب السوري الشقيق، متسائلاً:"هل سنبقي ننتظر ما يفعله الآخرون في سوريا لم يعد مجال للتكهن فمتي سوف نتحرك كعرب للتنسيق مع من يجب أن ننسق معه". وتابع تميم :"شاهد العالم خلال السنوات الماضية تنامي ظاهرة الإرهاب ، وأصبحت تمثل خطراً على الأمن العربي والدولي، لافتا إلى أنه لا يمكن فصل ظاهرة الإرهاب عن عوامل عديد خلال السنوات الماضية من بينها الإقصاء والنعرات الطائفية والتمهيش الاجتماعي وإن كانت الأسباب لا يجوز تبرير الإرهاب فنحن ندين الإرهاب بكل صوره لكونه يهدد مجتمعاتنا ويشل قدرتنا على العطاء والبناء والتفاعل الإنساني . وبشأن أزمة اليمن قال أمير قطر إن الأحداث الأخيرة التي قامت بها جماعة الحوثي بالتنسيق مع الرئيس السابق عبد الله صالح تمثل اعتداء على الشرعية وتخرج نتاج الحوار من مضمونها وتفوض مؤسسات الدولة وتزرع في اليمن بذور ظاهرة خطيرة . وحمل تميم مليشيات الحوثيين وعبد الله صالح المسئولية كاملة لكونهم وضعوا شروط مسبقة وجري التنسيق مع المملكة السعودية فرفضوا الحوار، لافتا إلى أن ذلك سلوك يعبر عن نهج فرض الحقائق على الأراضي بقوة السلاح. وقال تميم إن الرئيس اليمني توجه طالباً حماية بلاده فلبَّت دول التعاون العربي طلبه علي خلفية هذه المعطيات ومن منطلق التعاون العربي الذي غلب مصلحة اليمن ، والتزاما بالشرعية المتمثلة في الرئيس هادي ندعو لسحب المليشيات والعمل على استكمال العملية السياسية والاصطفاف إلى جانب الشرعية والحفاظ علي وحدة اليمن، لافتا إلى أن قطر لن تدخر جهدا في تحقيق ذلك بالتعاون مع الأشقاء. وبشأن الأزمة في ليبيا قال تميم لا حل للأزمة الليبية دون حوار فهو المخرج الوحيد بشكل يحترم إرادة الشعب الليبي ويهيئ الظروف لبناء الدولة بمشاركة جميع القوي الليبية دون إقصاء أو تهميش بعيدا عن التدخلات الخارجية. وبشأن الوضع بالعراق أكد تميم أن العراق بحاجة لإطلاق عملية سياسية شاملة لتحقيق المصالح الوطنية وتكريس نمط جديد من العلاقات الاجتماعية تزول فيها الخلافات الطائفية وتجسد لتطلعات الشعب العراقي وتحقيق آمال المواطنين في العيش الكريم ومساعدتهم على مواجهة الإرهاب بما يحفظ استقلال ووحدة أراضي العراق.