بدون غرفة إفاقة أو حتي غرفة عادية...بدون أسرة بيضاء أو أي لون آخر...وإنما علي بطاطين مفروشة علي الأرض وفي ممر ب معسكر للتعقيم القيت أجساد هؤلاء السيدات للإفاقة من التخدير عقب إجراء عمليات تعقيم لهن بولاية راجسثان الهندية. وتأتي عمليات التعقيم لهؤلاء السيدات الهنديات الفقيرات في إطار برنامج تبنته الهند كإحدي وسائل الحد من الانفجار السكاني في البلاد الذي وصل إلي2,1 مليار نسمة. وتسهم بريطانيا في تمويل البرنامج بمبلغ يقدر بنحو166 مليون جنيه استرليني. وأن كنت تأسي لوضع هؤلاء النسوة وتري أن به الكثير من القسوة واللانسانية تريث قليلا لأنك سوف تكتشف أن حظهن أفضل من غيرهن.فمنفذو البرنامج في بعض الولايات الهندية ليس فقط يستهدفون النساء والرجال(فالعمليات ليست مقصورة علي النساء فقط) الفقراء والأميين في المناطق الريفية بل إنهم قد لا يخبرونهم بما هم مقدمون عليه. فقد كشفت الدعاوي القضائية المنظورة حاليا في عدد من المحاكم الهندية أن كثيرا من الضحايا تم إخبارهم بأنهم سينقلون إلي معسكرات صحية لإجراء عمليات جراحية لتحسين صحتهم العامة ليكتشفوا الحقيقة المفجعة بعد أن يكون مبضع الجراح قد انتهك أجسادهم المخدرة.وآخرون يتم تهديدهم بسحب البطاقات التموينية منهم اذا لم يخضعوا للعملية في حين يتم إغراء آخرين بمبالغ مالية هزيلة600 روبية أي7.5 جنيه استرليني بالاضافة إلي ساري( الزي الهندي للنساء). وتجري ولايات أخري,أكثر رأفة, قرعات للفوز بسيارة أو ثلاجة أو مجهز أطعمة كهربائي للتشجيع علي خوض العملية. والمال هو الحافز الرئيسي الذي يدفع الأطباء وبعض الموظفين بالقري إلي الاقبال علي إجراء عمليات التعقيم المتسرعة بدون الالتزام بأي قواعد طبية أو حتي إنسانية لدرجة أن بعض الأطباء يجرون عمليات تعقيم لسيدات حوامل مما يتسبب في اجهاضهن.ومكافأة العملية تختلف من ولاية إلي أخري, ففي ولاية بيهار علي سبيل المثال يأخذ الطبيب1500 روبية مقابل كل عملية وقد ترتفع إلي2000 روبية اذا أجري30 عملية في يوم واحد. وكشفت صحيفة الأوبزرفرالبريطانية نقلا عن مصدر بالمحكمة العليا في الهند عن أن هناك دعوي قضائية مقامة ضد جراح أجري53 عملية تعقيم خلال ساعتين! إن أذهلك العدد والمدة بقي أن تعرف أن العمليات أجريت في مبني مدرسة في ولاية بيهار دون وجود فريق طبي معاون أو أدوات معقمة أو حتي مياه جارية. والنتيجة الحتمية لمثل هذه العمليات هي النزيف أوالموت. أما السبب الذي يدفع بريطانيا للإسهام في تمويل مثل هذا البرنامج فقد كشفت عنه ورقة عمل نشرتها إدارة التنمية الدولية البريطانية في عام2010 حيث ذكرت أن الحاجة للتصدي للتغيير في المناخ هو السبب الرئيسي وراء تشجيع مثل هذه البرامج. وأشارت إلي أن خفض عدد سكان العالم سوف يؤدي بالضرورة إلي انخفاض انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري ولكنها حذرت في الوقت نفسه من أن برامج السيطرة الاجبارية علي النمو السكاني تنطوي علي بعض القضايا الاخلاقية والمتعلقة بحقوق الإنسان. ومن جانبها حذرت عدة تقارير حكومية هندية من سوء الممارسات في أثناء اجراء عمليات التعقيم في عدد من الولايات وأعربت عن قلقها من تردي الأوضاع ببعض معسكرات التعقيم.... ولا عزاء للفقراء والفقيرات.