فرج، رجل بسيط فى الخمسين من عمره كان يعمل نجار مسلح، ومتزوج ولديه ثلاث بنات وولد وتعانى احدى البنات اعوجاجا باليدين، ولا تستطيع حمل أى شيء، وتعتمد تماما على والدتها فى المأكل والمشرب، وبالرغم من الظروف المعيشية الصعبة، فقد حصلت الابنة الكبرى على مؤهل متوسط، وتقدم لها شاب، وتزوجته، وبمرور الوقت عانى فرج من حالة قيء شديد، وتورم بالقدمين، فلم يهتم لأمره أحد، ومرت سنة وراء أخري، وهو على هذه الحال، ثم تدهورت صحته تماما، فلم يجد بدا من أن يزور الطبيب، وبالأشعة والتحاليل تبينت اصابته بالفشل الكلوي، ولزم الفراش، وقد أنهى ابنه تعليمه الجامعي، وظهرت بارقة أمل فى أن يتحمل هموم الأسرة، ولكنه لم يجد فرصة عمل بمؤهله الدراسي، واضطر إلى أن يمتهن مهنة أبيه كنجار مسلح، وأصبح العائد الذى يحصل عليه يكفى متطلبات الأسرة وعلاج أبيه بصعوبة بالغة. وجاء يوم أسود فى حياة هذه الأسرة عندما كان الابن عائدا من عمله، حيث صدمته سيارة مسرعة فأطاحت به لعدة أمتار، وتم نقله إلى المستشفي، وبعد فحوص شاملة أكد الأطباء اصابته بارتجاج فى المخ، وبترت قدمه اليمني. وتروى الأم حكاية ابنها والدموع تملأ عينيها فتقول: «ما حدث لابنى هو الطامة الكبرى التى لم أكن أتخيلها، وللأسف لم يتلق العلاج اللازم له كما ينبغي، فلقد أدى البتر إلى حدوث تسوس بالقدم اليمني، وكان لابد من اجراء عملية بتر كامل بالقدم.. والآن نحن بلا عائل يوفر متطلبات المعيشة للأسرة والعلاج لابنى وزوجي». صفاء عبدالعزيز