قبل النطق بكلمة «كلاكيت» لتحرك الكاميرات لتصوير فيلم ضخم، بمشاركة نجوم من كندا وأمريكا والعرب، يحكى جانبا من معاناة الشعب الفلسطينى من الاحتلال الإسرائيلي، شنت الصحافة الإسرائيلية حملة شعواء ضد هذا الفيلم الذى لم يكن قد تحدد اسمه. كما منعت إسرائيل المخرجين الإسرائيلى ميئور جيلر والألمانى ماركوس فيتر من عرض فليمها «قلب جنين» فى مهرجان تل أبيب السينمائى الذى يحكى القصة الواقعية للطفل الفلسطينى أحمد الخطيب (9 سنوات) الذى أصيب إصابة بالغة فى رأسه وسقط شهيداً برصاص جندى إسرائيل عام 2005، وقرر والده- من مخيم جنين - الفلسطيني، التبرع بقلب ابنه وأربعة أعضاء أخرى لخمسة أطفال إسرائيليين فى لفتة إنسانية رائعة متجاوزا الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، فقد رفضت إسرائيل عرض الفيلم بعد أن وصفته بأنه متحيز للفلسطينيين ويعكس انسايتهم ويدعو لكسب التعاطف معهم، فالفلسطينى، وفقا للسياسة الإسرائيلية لا يجب التعاطف معه، بل يجب أن يكون فى السينما كشقيقه العربى سيئاً وسلبياً للغاية، ومطابقاً للمواصفات الراسخة فى ثقافة وعقلية المواطن الأمريكى والإسرائيلى بأنه (أى العربي) ثرى ومتخلف ولا ينتقل إلا بالجمال ويأكل بيديه وضد الديمقراطية وقبل ذلك كله إرهابي. وتلك هى أهداف الدراسة التى أعدها أخيرا معهد السينما فى تل أبيب وكشف فيها عن خطة لإنتاج عشرة أفلام جديدة تهدف إلى الإساءة إلى الإنسان العربى وترسخ الكراهية للعرب على غرار الأفلام الأمريكية التى بلغت أكثر من 150 فيلما من أشهرها فيلم «المومياء» الذى يعد أسوأ ما أنتجته هيولوود عن مصر والمصريين، حيث تجلت فيه الكراهية لمصر والعنصرية ضد المصريين، وفيلم «الحصار» الذى تم فيه استغلال حادث تفجير المركز التجارى بنيويورك، ليصبح كل عربى أو مسلم إرهابيا حتى يثبت براءته، فاليهود يحتكرون صناعة السينما ويخضعونها لخدمة أهدافهم، فلا يستطيع أى ممثل أو مخرج أو حتى منتج أن يخرج عن تلك الأهداف، حيث أصبحت القاعدة هى أن الحصول على الجوائز العالمية فى السينما لن يكون ممهداً إلا بمناصرة اليهود وإسرائيل حتى إن المخرج العالمى ستيفن سبيلبرج لم يحصل على الأوسكار إلا بعد أن أخرج فيلم «قائمة شندلر» الذى يتنصر لليهود بالباطل، بينما اعترف أخيرا الإسرائيلى أيفى ليفى العضو البارز فى صناعة السينما فى هيوليود بالآثار السلبية والأضرار التى يتركها هذا النوع من الأفلام على العرب والمسلمين موجها الكلام لزملائه صناع السينما الأمريكية والإسرائيلية: إن ما نفعله بالعرب والمسلمين فى أفلامنا ينزع الإنسانية تماما عن عدد كبير من البشر !. وتنفيذاً لتلك السياسة الفجة التى ترسخ الكراهية للعرب أنتجت إسرائيل حتى الآن أكثر من 200 فيلم أخذت طريقها إلى أكثر من 70 دولة، شارك فيها ممثلون ومخرجون ومنتجون عالميون صهاينة لتأصيل المفاهيم المغلوطة عن الصراع العربي، الإسرائيلى مستخدمة قصص التوراة التى تتحدث عن شعب الله المختار، واستغلال الشعور الجماعى بالذنب تجاه «الهولوكوست» ووصف الفلسطينيين والعرب الذين يخوضون كفاحا مشروعا لتحرير وطنهم بأنهم إرهابيون وذلك باستخدام شخصيات ومشاهد تسيء إلى العرب مع مزجها بالعنف والإثارة وأخيراً بالجنس، حتى إن أحدى شركات الإنتاج السينمائى الإسرائيلى لجأت أخيراً إلى إنتاج الفيلم الجنسى «البورنو» الإباحى زيوسف وفاطمةس الذى أحدث ضجة واستياءً كبيرين فى الوسط العربى داخل إسرائيل، حيث لاحق كل عربى نجمى الفيلم من عرب إسرائيلي: آمال قشوع (38) سنة وزوجها الذى قاسمها البطولة فى مسقط رأسيهما بمدينة الطيرة داخل الخط الأخضر فى إسرائيل بالبصق عليهما وضربهما بالجزمة القديمة! لمزيد من مقالات فرحات حسام الدين