معاهد القراءات تعلم الدارسين القراءات العشر.. وإغلاق غير الجاد منها رواق القرآن الكريم يهدف إلى تحديث دور الكتاتيب ومساعدة الطلاب الوافدين واكتشاف ذوى الأصوات الحسنة ودعمهم إعلامياً مسابقة كبرى لاكتشاف المواهب الشابة فى التلاوة والإنشاد الدينى بالتعاون مع إذاعة صوت العرب بمشاركة 1500 متسابق واختتامها فى شهر رمضان
لا يزال الأزهر الشريف حصن الدين المنيع الذي يبذل كل ما في وسعه خدمة له وتذليلا للطريق إليه، وليس أعظم شأنا ولا أرفع راية ولا أوضأ منهجا من القرآن الكريم نبراس الأمة ودليلها، ومن ثَمَ لا يدخر الأزهر الشريف جهدا في سبيل تحفيظ كتاب الله تعالي، وتعليم أحكامه تلاوة وقراءات، ولا يقف الأمر عند ذلك فحسب، بل يحفظ الدهر ما للأزهر الشريف من جهود في تفسير كتاب الله تعالى وتوصيل معانيه الصحيحة إلى قلوب الناس وعقولهم، محببا إياهم مبتعدا بهم عن تفسيرات متعصبة متشددة تهدم ولا تبني، تدمر ولا تعمر، هكذا الأزهر الشريف منارة العلم والدين في بقاع الدنيا ينشر علي الناس رسالة الإسلام السمحة وتعاليمه المبشرة، وأخلاقه السامية. ..............................................................ويظهر اهتمام الأزهر الشريف بالقرآن كما يقول الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر،من خلال العديد من معاهد القراءات التي تعلم الدارسين تلاوة كتاب الله على القراءات العشر ومنح عدة شهادات بمستويات مختلفة ويدرس فيها متخصصون في علوم القراءات، وتتابع بدقة متناهية من قبل مشيخة الأزهر وقطاع المعاهد ويتم إغلاق غير الجاد منها والذي لايسجل حضورا كافيا من طلابه،حيث إن تعليم التجويد والتلاوة على القراءات لايمكن أن يتم بإتقان إلا من خلال الحضور والتلقي،كما يتوسع الأزهر الشريف في نشر الكتاتيب في القرى والنجوع لتشمل كافة محافظات الجمهورية لتعليم النشء كتاب الله حفظا وتجويدا وتلاوة بضوابط خاصة، تضمن تحقيق الهدف المنشود وذلك بالمجان على نفقة الأزهر،وزيادة في العناية المتخصصة بكتاب الله وحفظه أنشأ الأزهر الشريف كلية خاصة بالقرآن الكريم تذخر بالأكفاء ممن يندر وجود أمثالهم في أي بلد في العالم الإسلامي،فضلا عن كون حفظ كتاب الله جزءا لا يتجزأ من الدراسة في الكليات الشرعية والعربية ،كما يوجد بالجامع الأزهر الشريف رواق القرآن الكريم لذات الغرض وهو غير خاص بطلاب الأزهر بل هو متاح للجميع،وتشجيعا على حفظ كتاب الله وتلاوته تجرى بالأزهر العديد من المسابقات بين حفظة كتاب الله وتمنح للمتفوقين جوائز تشجيعية. أروقة الأزهر.. منارة لعلوم الدين والقرآن نشأت أروقة الجامع الأزهر منذ أن أصبح للأزهر الشريف صبغة جامعية وله طلاب يقيمون بجواره ويُطلق عليهم المجاورون، وكان لأبناء كل بلد داخل مصر أو خارجها رواق يعيشون فيه ينتهلون من علوم مشايخه ويتدارسون مناهجهم، ومع تعاقب الحكام على مصر ظل الجامع الأزهر موضع رعاية ملوكها وسلاطينها وأمرائها، مما ترتب عليه تغيير أكثر معالمه الفاطمية، حتى أصبح بوضعه الحالي حصيلة إضافات من العمران تم ضمها إليه في أزمنة متتابعة، وكانت مساحته وقت إنشائه تقترب من نصف مساحته الآن، وكان عبارة عن صحن تطل عليه ثلاثة أروقة، أكبرها رواق القبلة، ثم أضيفت له مجموعة من الأروقة ومدارس ومحاريب ومآذن، غيرت من معالمه، عما كان عليه من قبل. وفي الوقت الحالي تقوم أروقة الأزهر الشريف بدورٍ كبير في نشر صحيح الدين وتنشئة وتدريب أجيال قادرة على التواصل مع الناس ونشر سماحة الإسلام،فيقول الدكتور محمد مهنا المشرف على أروقة الجامع الأزهر، إن التدريب بالجامع الأزهر خلال الآونة الأخيرة شهد عديدا من البرامج، منها برامج خاصة ببراعم وشباب الأزهر، وبرنامج رواد المنهج الأزهري لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة والوعاظ والطلاب الوافدين وأئمة وزارة الأوقاف، وبرامج الإرشاد الأسري والتربوي، وبرامج لترجمة المصطلحات الدينية، كما شهد رواق القرآن الكريم دورات تدريبية في علم التجويد والقراءات القرآنية والمقامات الصوتية وتحفيظ القرآن الكريم ولقى إقبالا كبيرا من المصريين والوافدين ، أزهريين وغير أزهريين ، رجالا ونساء وأطفالا ؛ وذلك بفضل رعاية فضيلة الإمام الاكبر شيخ الأزهر ، وتشجيعه على إحياء الأروقة الأزهرية . رواق القرآن والقراءات ومواهب الأصوات يأتى رواق القرآن الكريم ضمن مشروع الأروقة الأزهرية ، ويعمل على تحقيق مجموعة من الأهداف يوضحها الدكتور محمد مهنا، وهى استعادة دور الكتاتيب ، مما يغنى عن معاهد تحفيظ القرآن التى ربما يكون لها انتماءات غير أزهرية، وإحياء تعليم القراءات العشر المتواترة بين الأزهريين وغير الأزهريين، مساعدة الطلاب الوافدين فى تعلم قراءة القرآن وحفظه وتجويده،وأيضا اكتشاف ذوى الأصوات الحسنة وتنمية مواهبهم وتعليمهم المقامات الصوتية ودعمهم إعلامياً،وكذلك رفع كفاءة خريجى الأزهر الشريف ، من خلال مساعدتهم في إتقان حفظ ومراجعة القرآن الكريم، بالإضافة إلى تنمية التواصل الفعال لدى شباب الجامعات المختلفة ، وكذلك المدرسيين والوعاظ ورفع كفاءاتهم فى تلاوة وحفظ القرآن الكريم ، وتحقيق مقولة "نزل القرآن بمكة وقرئ في مصر". برامج الرواق يوضح الدكتور على شمس المشرف على رواق القرآن بالجامع الأزهر أقسام وأنشطة الرواق، وتشمل كما يقول خمسة أقسام :القسم الأول : مقرأة عامة ،وتكون متاحة لعموم الناس ، ولايشترط فيها الانتظام ، بطريقة المصحف المعلم ، برواية حفص عن عاصم ، تعقد بين المغرب والعشاء بصحن الجامع الأزهر ،القسم الثانى : برنامج التأهيل : وهو مخصص للمبتدئين ، لتعليم قراءة القرآن الكريم ومبادئ التجويد ، بطريقة "الكتاتيب" مع حفظ جزء عم ومتن تحفة الأطفال،القسم الثالث : برنامج التحفيظ :وينقسم إلى أربعة مستويات ،بداية من الراغبين فى بدء حفظ القرآن الكريم ،والمستوى الثانى من يحفظ ربع القرآن، ويرغب فى استكمال الحفظ والمراجعة، المستوى الثالث : يلتحق به من يحفظ نصف القرآن،والمستوى الرابع : يلتحق به من يحفظ ثلاثة أرباع القرآن ، ويرغب فى استكمال الحفظ والمراجعة ،ويلتحق بهذا البرنامج كثير من طلبة الكليات الأزهرية ؛ رغبة فى حفظ مقررهم الدراسي فى القرآن الكريم ، كل فى المستوى الذى يتفق مع مقرره، أما بالنسبة للقسم الرابع فهو برنامج القراءات وهو عبارة عن مقرأة عامة يومية ، تقرأ ختمة كل شهر بقراءة من القراءات العشر، وتكون متاحة لعموم الناس ، ولايشترط فيها الانتظام ، بطريقة المصحف المعلم،ودورة أصول القراءات : وتقوم بتعليم أصول القراءات العشر ، علمياً وعمليا ، ويشترط للالتحاق بها إتقان حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم أو إحدى الروايات المتواترة، وفرش القراءات: وتقوم بتعليم قراءة القرآن الكريم بإحدى القراءات العشر علميا وعملياً، ويشترط للالتحاق بها إتقان حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم أو إحدى الروايات المتواترة . أما القسم الخامس والأخير فهو برنامج مواهب الأصوات و يقوم بالتدريب على المقامات الصوتية وتنمية المواهب الشابة ورعايتها أزهريا ودعمها إعلامياً ، على أيدى أساتذة متخصصين ، وكبار القراء والمبتهلين ، وذلك من خلال برامج مكثفة فى سلامة الأداء الصوتى فى القرآن الكريم والإنشاد الدينى ،و يلتحق به ذوو الأصوات الحسنة من الأزهريين وغير الأزهريين . ومن الجدير بالذكر أن الرواق الأزهرى أعلن خلال هذه الأيام عن مسابقة كبرى لاكتشاف المواهب الشابة والأصوات الحسنة فى التلاوة والإنشاد الدينى ،وذلك بتعاون جيد من إذاعة صوت العرب ، شارك فيها ما يزيد على ألف متسابق ، من مختلف أنحاء الجمهورية ، وما يقرب من خمسمائة من البلاد العربية والإسلامية ، و ستختتم فعالياتها فى شهر رمضان المبارك . دور مجمع البحوث الإسلامية يقوم مجمع البحوث الإسلامية بدور مهم فى الحفاظ على كتاب الله من أى عبث أو تحريف وذلك حسب الدور المنوط به بموجب القانون رقم 102 لسنة 1985 الخاص بطباعة المصحف الشريف والأحاديث النبوية الشريفة، ويقول الدكتور محيى الدين عفيفى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إن ذلك يتم من خلال لجنة مراجعة المصحف الشريف المشكلة بقرار من شيخ الأزهر،وتضم نخبة منتقاة من السادة العلماء المتخصصين فى علوم القرآن الكريم من أساتذة بكلية القرآن الكريم ومعاهد القراءات التابعة للأزهر الشريف ، وتقوم هذه اللجنة بمراجعة كل ما يعرض على المجمع من مصاحف مطبوعة أو مسموعة كتلاوات قرآنية وكذلك الأجهزة الإلكترونية الناطقة المدمج عليها القرآن الكريم مكتوبا ومسموعا علاوة على كتب التفاسير والتجويد وغيرها من كتب علوم القرآن، ويضيف أن المجمع يعتبر صاحب المرجعية الأولى فى هذا المجال على مستوى العالم الإسلامى. وقد لجأت الكثير من الدول إلى الأزهر فى توثيق ومراجعة المصاحف الرسمية للدولة ، ومن هذه الدول الإمارات، ومصحف سلطنة عمان، ومصحف دولة الكويت،وكذلك قطر والبحرين ، كما راجعت اللجنة مصحف سلطنة بروناى ومصحف وزارة الأوقاف بفلسطين. ويوضح الدكتور محيى الدين عفيفى أن هناك دورا هاما فى الرقابة على مطبوعات المصاحف الشريفة التى ترد من الخارج عبر المنافذ الجمركية وكذا الوسائل الحديثة التى يتم تحميل القرآن عليها،مثل المصاحف الإلكترونية وإسطوانات الليزر التى تحوى تلاوات قرآنية،وكذا المصاحف المطبوعة المقترن بها قلم ناطق،كما أن هناك أوجه تعاون مع الجهات الأمنية فى شأن مراقبة ما يتداول بالأسواق من مصاحف للتأكد من صحة الموافقات الصادرة لها من الأزهر المتمثل فى مجمع البحوث الإسلامية للحفاظ على كتاب الله المجيد، ولا ننسى أيضا دور المجمع الهام فى القيام بمراجعة ترجمات معانى القرآن الكريم بمختلف اللغات الأجنبية وذلك من خلال إدارة الترجمة بالإدارة العامة للبحوث والتأليف والترجمة، وذلك بهدف تيسير فهم معانى القرآن الكريم لغير الناطقين باللغة العربية مسلمين وغير مسلمين.
بموت السيدة نبوية النحاس فى عام 1973 إنطوت صفحة رائعة من كتاب فن التلاوة والإنشاد الدينى فى العصر الحديث ، فقد كانت السيدة نبوية هى آخر سيدة مصرية ترتل القرآن الكريم فى الاحتفالات العامة وفى المناسبات الدينية وفى المآتم والأفراح ، وكان الاستماع إليها مقصورا على السيدات وكان بمسجد الحسين قسم خاص بالسيدات يدخلن إليه من باب خاص وكانت السيدة نبوية هى واحدة من ثلاث سيدات اشتهرن فى نفس الوقت : السيدة كريمة العدلية والسيدة منيرة عبده .. والسيدة نبوية ، أما السيدة كريمة العدلية فهى أشهرهن جميعا..