البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الشخصية الوطنية من الدرجة الأولى وصل الى النمسا فى رحلة علاجية ولكنها لم تخل من النشاط المتميز الذى عهدناه فى قداسته ولذا كان ل «الأهرام» لقاء خاص معه بداية للاطمئنان عليه ولطمأنة شعب مصر وكان الحوار التالى: قداسة البابا كيف ترى العلاقات بين الكنيسة المصرية والنمسا خاصة مع إهدائها كنيسة من اعرق الكنائس النمساوية للأقباط المصريين فى النمسا؟ العلاقات الطيبة التى نشأت بين الكنيسة القبطية المصرية فى النمسا منذ تأسيسها على يد المتنيح البابا شنوده الثالث ثم بخدمة المتنيح يوحنا البراموسى تم تأسيس إبراشية النمسا والقطاع الألمانى وسويسرا برسامة نيافة الأنبا جبرائيل اسقف عام النمسا وامتداد هذه العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية متمثلة فى آبائها وكاردينال النمسا كريستوف شون بورن ظهرت المحبة بين الكنيستين فى مواقف كثيره وزيارات عديدة متبادلة وإمتدت إلى تقديم هذه الكنيسة التاريخية كهدية من الشعب الكاثوليكى الى الشعب القبطى المصرى وكان العشرين من مايو الجارى يوم تدشين المترنح ليكون مناسبا لطقس الكنيسه القبطية الأرثوذكسية بحضور سبعة من الاساقفة الأقباط وعدد كبير من الكهنة والرهبان وجمع غفير من المصريين فى احتفالات صباحية ومسائية وبحضور كاردينال النمسا شون بورن وممثلى الطوائف المسيحية فى النمسا, وقد شملت الاحتفالات كلمات المحبة والتقدير منى شخصيا ومن كاردينال النمسا شون بورن ونيافة الأنبا جبرائيل مع عروض توضيحية لتاريخ الكنيسة التى بنيت منذ 140 عاما وبنيت على شكل سمكة وبتصميم هندسى فريد من نوعه. هل زيارة قداستك للنمسا لتدشين الكنيسة المهداة؟ الزيارة هى علاجية لاجراء بعض الفحوصات الطبية ولكن كان لابد اولا ان أشارك مصريو النمسا فرحتهم بهذا الحدث الفريد. كيف ترى الوضع حاليا فى مصر؟ مصر تشهد إنجازات حقيقية ويحق لكل مصرى فى الداخل والخارج ان يفتخر بمعدلات الإنجاز للمشروعات الجديدة التى وعدت بها القيادة السياسية وقامت الحكومة والقوات المسلحة بإنجاز هذه الأعمال فى زمن قياسي وعلى سبيل المثال وليس الحصر تغطية حاجة البلاد من الطاقة ورغم الحرارة الشديدة التى سادت مصر فى الأسابيع الماضية إلا أن التيار الكهربائى لم ينقطع! ومن هذه الإنجازات مشروعات الطرق والتى تفتح أبواب الرزق والإمتداد العمرانى فى أماكن كثيرة وكذلك زراعة أكثر من مليون ونصف المليون فدان وقد شاهدنا بداية الحصاد الذى يفرح ويسعد الجميع وأيضا مشروعات الإسكان والتى تتم بصورة قياسية جدا وفى مواقع عديدة وتقدم مسكنا لائقا حتى يمكن إنهاء مشكلة العشوائيات فى زمن محدود وعلى الرغم من هذه الإنجازات المتلاحقة والتى يصعب حصرها من كثرتها وإمتدادها جنوب وشمال البلاد فإن قوى الشر والتى لاتريد خيرا لمصر تحاول تشويه الصورة وتقليل القيمة وتبعث روح اليأس والإحباط ولكننا نعلم ومن خلال كل الأديان ان الحق سينتصر اخيراً والظلام سينقشع والحقيقة ستبدو واضحة أمام الجميع. كيف ترون الوحدة الوطنية فى مصر؟ شعب مصر شعب متجانس ويعيش نسيجا واحدا منذ 14 قرنا من الزمان وقبل أن تظهر دول كثيرة على خريطة العالم ويعلم الجميع أن مصر الفرعونية والإسلامية والمسيحية تكون النسيج الوطنى الواحد والذى يظهر معدنه الأصيل فى المواقف والشدائد ورأينا فى السنوات القليلة الماضية حرص المصريين على وحدتهم وحرصهم على السلام والوئام والعيش المشترك وهى مسؤليه جماعيه يحملها كل المخلصين على هذه الأرض الطيبة ويوم أول يونيو من كل عام تحتفل الكنيسة بعيد دخول السيد المسيح الى مصر وبلادنا مصر تباركت بزيارة القافلة المقدسة فى أوائل القرن الميلادى حيث تحركت فى بلادنا من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها فتباركت الأرض والزرع والهواء والماء وتقدست الزمان والمكان لأن القافلة المقدسة بقيت فى مصر ثلاث سنوات وستة أشهر ويمكن ان يكون مسار هذه العائلة المقدسة أحد المميزات التى تنفرد بها الخريطة المصرية على المستوى الأثرى والمستوى السياحى وأيضا الاقتصادى وكيف أصبحت بلادنا ملاذا آمنا للسيد المسيح ويعتبر كأنه أول سائح يزور مصر, ويمكن استخدام هذا المنتج باهتمام أجهزة الدولة أن يكون له مردود عالمى القيمة فى الحياة المصرية.