منذ أن بزغ اسم جيرمى كوربن كرئيس محتمل لحزب العمال البريطاني، ثم بعد أن صعد إلى سُدة القيادة بالفعل، وأنا أتحسب لما سوف يحدثه هذا القطب اليسارى المتطرف فى بنية الحزب، وفى الحالة السياسية البريطانية بعامة، لأن التطرف يسارا أو يمينا فى الحزبين الكبيرين البريطانيين، يجعل وضع الحزب وحالة الجدل السياسى خارجه أو داخله قابلة لحدوث الانقسام وأحيانا الانشقاق عند طرح أى موضوع خلافي. وبالإضافة فإن كوربن الذى يرتبط بصلات وثيقة بمنظمة حماس الإرهابية، وبالرئيس بوتين عدو الغرب والولايات المتحدة سوف يكون قطعا هدفا لرماية سياسية حمرة، إذا جاز التعبير. وبالفعل حدث ذلك فى أزمة تعليق عضوية بعض الأعضاء فى الحزب (أربعون عضوا) ومنهم خمسة أخيرا بسبب ما وُصف بأنه عداء للسامية، إذ تم التقاط بعض تغريدات لعدد من أعضاء الحزب من أصول عربية وإسلامية ينتقدون فيها إسرائيل ومسلكها غير الإنسانى وكان ذلك أساسا لتعليق عضويتهم فى الحزب. المضحك أن واحدا من أولئك كان «كيت يبفجستون» عمدة لندن سابقا والذى كان يلقب بالعمدة الأحمر، إشارة إلى يساريته. المفهوم أن الحملة الكبرى التى يتعرض لها حزب العمال ورئيسه تجيء من دوائر نفوذ يهودية قوية فى بريطانيا، ونحن نعرف أن تطعيم الحالة السياسية البريطانية ببعض ممن يمثلون تلك الدوائر هو من حسن الفطن، وهكذا كان تونى بلير يفعل حين اختار فى التسعينيات ثلاثة من أكبر معاونيه من اليهود أو «المخلطين» بين اليهود والمسيحيين وهم جاك سترو وزير الداخلية، ولورد سانسبورى وزير العلوم، وبيتر ميندلسون وزير التجارة والصناعة، أما الزعيم الحالى جيرمى كوربن فقد تباهى بالعلاقات التى تربطه بحماس فهاج اليهود ضده، بالإضافة إلى أن الغرب دفع بعملائه من اليهود لمهاجمة كوربن صديق بوتين قيصر روسيا الذى تكرهه واشنطن. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع