ما حكم التعارف عن طريق الانترنت والزواج من خلاله, مع العلم بأن هناك شابا سبق لي التعارف به من خلال الانترنت يرغب في التقدم للزواج مني, واتفقت معه علي عدم إخبار أهلي بأن التعارف تم عن طريق النت,وأن يدعي أنه رآني بالمكان كذا, فهل هذا صحيح أم لا؟ وإذا تمت هذه الزيجة, هل ترون أنها إيجابية أم سلبية بالنسبة للفتاة؟ أجاب علي تلك الفتوي الدكتور علي جمعة, مفتي الجمهورية, قائلا: الإسلام أمر الفتاة بالعفة وأمر الفتي بالعفة كذلك, وجعل المرأة مكرمة في عين الرجل, ولذلك فلابد عند إنشاء العلاقة أن تكون علاقة سوية محترمة مكرمة من خلال الأهل, والإسلام حرم علينا الكذب, لأنه لا يزال أحدكم يكذب ويكذب حتي يكتب عند الله كذابا, ولا يزال أحدكم يصدق ويصدق حتي يكتب عند الله صديقا, والنبي صلي الله عليه وسلم يقول إن الصدق يهدي إلي البر, والبر يهدي إلي الجنة, وإن الكذب يهدي إلي الفجور, والفجور يهدي إلي النار.. يعني هذا طريق وهذا طريق, طريقنا أنه لما سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن بعض المعاصي أيفعل المؤمن كذا أيسرق المؤمن؟ أيزني المؤمن؟ قال: نعم, فلما سئل: أيكذب المؤمن؟ قال: لا. وعلي ذلك فإذا حدث نوع من أنواع التعارف بين فتاة وفتي مثل أي تعارف يحدث عن طريق العمل, عن طريق الزمالة في الكلية, عن طريق المحادثة علي هذه الشبكة الحديثة, ثم كان هذا الشاب صادقا وهذه الفتاة صادقة ولم يتعارفا علي الإثم والعدوان, بل تعارفا علي البر والتقوي وأراد أن يتقدم لها, فليتقدم, وفي الوقت نفسه فليكن هو وهي في صراحة تامة أن هذا التعارف تم عن هذا الطريق, ثم بعد ذلك يأخذ الأهل- أهل الفتاة- وقتهم في السؤال عنه وفي معرفة أخلاقه, وتتم فترة تسمي بفترة الخطبة, وهذه الفترة يكتشف كل واحد منهما الآخر قبل الميثاق الغليظ والرابطة المقدسة التي سوف تكون عند الزواج. اذن علينا أن نكون في شفافية ومصداقية, وألا نفعل أي شيء نخشي منه ويسبب لنا حرجا, فإن النبي صلي الله عليه وسلم يقول: الإثم ما حاك في القلب وخفت أن يطلع عليه الناس.. هذا الإثم لا نقاربه ولا نفعله, فإذا كانت هذه المحادثات فيها وتشتمل علي إثم, فنحن أغنياء عنها ولا نفعلها, ونحن نفعل الشيء أمام الناس وفي النور وبكل شفافية وبساطة, وعلينا جميعا أن نتعلم هذا الصدق ونتعلم هذه الصراحة, وألا نكون مثل خفافيش الظلام. هل الدعاء يغير القدر أم لا؟ القدر مكتوب في اللوح المحفوظ, والدعاء يصعد من الأرض وينزل القدر أو القضاء فيعتلجان في السماء, كما ورد في الحديث النبوي الشريف, فيغلب الدعاء فيغير الله ما هو مكتوب في اللوح المحفوظ لا ما هو في علمه فما في علم الله لا يتغير, ولكن المكتوب في اللوح المحفوظ بأن فلانا سوف يرسب في الامتحان هذه, قد ينجح بالدعاء وبالأسباب, ولذلك الدعاء نعم يغير القدر المكتوب في اللوح المحفوظ, وهناك قدر محتوم.. قدر مبرم.. قدر في علم الله سبحانه وتعالي, وعلم الله لا يتخلف, الله يعلم أن هناك دعاء, والله يعلم- سبحانه وتعالي- أن هناك أحداثا وهو يكتب الكتاب المسطور, وقد يخالف ما يحدث الكتاب المسطور, لكنه لا يمكن أن يخالف علم الله القائم في نفسه الذي لا يطلع عليه لا نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا بإذن الله, فعندما أدعو قد يختلف الكتاب المسطور, مكتوب في الكتاب المسطور مثلا أني سوف أنجح في الامتحان أو أرسب في الامتحان, فدعوت الله: يا رب أنجحني, فوفقني الله للإجابة ونجحت, مخالفا للكتاب المسطور الذي يعلمه الملائكة; لأن الدعاء قادر علي أن يغير ما في الكتاب, لكن الله سبحانه وتعالي يعلم أنني سأدعو, ويعلم أنه سيتغير ما في الكتاب المسطور, ويعلم أنني سأنجح, ولذلك فالدعاء لا يغير علم الله, لكن قد يغير الكتاب المسطور الذي تطلع عليه الملائكة, وأهم شروط الدعاء المستجاب أكل الحلال, فكل الحلال وأخلص الدعاء يستجب الله لك.