يبدأ رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس فى نهاية الأسبوع المقبل زيارة إلى اسرائيل والأراضى الفلسطينية تستمر أربعة أيام يبحث خلالها المبادرة التى أطلقتها بلاده لاستئناف مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية. وذكرت رئاسة الوزراء الفرنسية - فى بيان أمس - أن الزيارة تهدف إلى إجراء محادثات دبلوماسية فى ظل جهود فرنسا للتوصل إلى اتفاق سلام قائم على حل الدولتين، فضلا عن بحث ملفات اقتصادية وثقافية. وتأتى تلك الزيارة قبل أيام من المؤتمر الوزارى الدولى الذى تستضيفه باريس نهاية الشهر الجارى والذى قد يفضى إلى عقد قمة دولية قبل نهاية العام الجارى وكذلك بعد إعلان إسرائيل رفضها المبادرة الفرنسية وتفضيلها إجراء مفاوضات مباشرة و ثنائية دون شروط مسبقة. وكانت المحادثات التى قامت برعايتها الولاياتالمتحدة بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى قد أنهارت فى أبريل 2014، بعد 9 أشهر من انطلاقها، وتبادل الطرفان الاتهامات بإفشالها. ويلتقى رئيس الوزراء الفرنسى خلال زيارته للقدس يومى 22 و 23 مايو الرئيس الإسرائيلى الأسبق شيمون بيريز والرئيس الحالى رؤوفين ريفلين ورئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو ورئيس المعارضة فى إسرائيل إسحاق هرتسوج. ويتوجه فالس فى 24 مايو إلى رام الله حيث سيلتقى رئيس الوزراء الفلسطينى رامى الحمد الله. وقد أكد وزير الخارجية الفرنسى جون مارك ايرولت تمسك بلاده بالحفاظ على الوضع القائم بالاراضى المقدسة فى القدس "التى تعد مدينة لكل المؤمنين". جاء ذلك خلال مداخلة وزير الخارجية الفرنسى أمس أمام برلمان بلاده ردا على سؤال حول تصويت فرنسا فى منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم" يونيسكو" فى إبريل الماضى لصالح قرار يطالب سلطات الاحتلال الإسرائيلى بالحفاظ على الوضع القائم ووقف التدخل فى أى من شئون المسجد الأقصى. وأوضح ايرولت أن موقف فرنسا بشأن القدس واضح ولم ولن يتغير وهو :"الدفاع عن حرية الوصول (إلى الأماكن المقدسة) وحرية العقيدة فى القدس، كمدينة أساسية للاديان السماوية الثلاثة" . وكان المجلس التنفيذى لليونيسكو قد اعتمد فى 14 ابريل الماضى بمبادرة من عدة دول عربية وبتصويت فرنسي، مشروع قرار "فلسطينالمحتلة" بهدف الحفاظ على التراث الثقافى الفلسطينى و الطابع الخاص للقدس الشرقية مما أثار غضب رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نيتانياهو. و على جانب آخر، أكد وزير الخارجية الفرنسى أن الاجتماع الوزارى الدولى حول الصراع الفلسطينى الإسرائيلى سيعقد فى موعده يوم 30 مايو الجارى بباريس دون طرفى النزاع بهدف دفع المفاوضات المتوقفة منذ عامين. وعلى صعيد الاعتداءات الاسرائيلية، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة كفر عقبة ومخيم قلنديا شمال القدسالمحتلة أمس، وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى أن جنود الاحتلال الإسرائيلى أطلقوا الرصاص الحى مما أدى لإصابة شاب فلسطينى برأسه، ووصفت حالته بالخطيرة. وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال أطلقت قنابل صوتية حارقة وغازية سامة، فضلا عن إطلاق الرصاص الحى والمعدنى المغلف بالمطاط، بالتزامن مع اقتحام شوارع عديدة فى الحي، بالإضافة إلى اقتحام مخيم قلنديا. كما تواصل عناصر من جيش الاحتلال حصارها العسكرى لقرية حزما شمال شرق القدسالمحتلة، وسط عمليات دهم واسعة لمنازل المواطنين. وقال شهود عيان، إن قوات الاحتلال فرضت منذ الليلة قبل الماضية، حصارا مشددا على القرية، ونصبت الحواجز والمتاريس العسكرية، مما تسبب فى أزمة مرورية خانقة أعاقت وصول الطلبة والمواطنين إلى مدارسهم وجامعاتهم ومراكز أعمالهم، علما أن "حزما" تربط بين شمال القدس والضفة بجنوبها، وبأريحا والأغوار. وذكرت الإذاعة العبرية العامة أن 3 جنود من جيش الاحتلال، بينهم ضابط أصيبوا إثر انفجار عبوة ناسفة محلية الصنع قرب الحاجز العسكرى فى المنطقة، فيما زعمت الإذاعة عثور جنود الاحتلال على المزيد من العبوات التى لم تنفجر فى المكان. وفى الوقت نفسه، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلى عن فرض إغلاق شامل على الضفة الغربية بدءا من منتصف الليلة قبل الماضية، وحتى فجر غد، بحجة الأعياد اليهودية.