هوامش حرة

أين عقلاء الوطن؟

فى كل صباح احلم بأن تعود مواكب العقلاء والحكماء تعيد الحكمة للشارع المصرى.. هذه السلوكيات المجنونة والغريبة تشعرنى بالخوف على كل ما هو جميل فى هذا الوطن.. الحماقة احيانا تدمر كل شىء وغياب العقل يجعل الحياة غابة واسعة ولك ان تتصور حياتك فى الأدغال.
قضايا الكسب غير المشروع تؤرقنى كثيرا: هل الاتهامات ضعيفة ام ان الأوراق غير مكتملة ام ان الحقيقة مازالت غائبة؟!.. هناك حلقة مفقودة وهناك أسرار فى هذه القضايا لم تظهر كما ينبغى ولا أدرى خطأ من هذا هل هو ذكاء المتهمين ام براعة المحامين ام تكاسل المسئولين المهم ان الجميع شركاء فى ضياع اموال هذا الشعب.
نيران صغيرة تتناثر على وجه المجتمع وتتحول إلى حرائق ضخمة تشوه كل شىء امام العالم.. فى السنوات الخمس الماضية ارتفع المصريون إلى ابعد نقطة فى السماء أمام العالم قدرة والتزاما واحتراما ومصداقية ولأسباب لا يعرفها احد أصبحنا مصدرا للسخرية وعدم الانضباط والانفلات بكل أنواعه.. ما الذى تغير فينا هل كنا جديرين بما وصلنا اليه أمام العالم ونحن نسقط رئيسين ونقيم ثورتين أم ان هناك شىء ما تغير فى المسار وأصبحنا نقدم للعالم صورة سيئة فى السلوك والإعلام والقرار ان المعادلة المغلوطة تحتاج إلى حوار.
اشعر بالغثيان وانا أشاهد الفضائيات حين تقلب الحقائق وتشوه الانجازات وتكذب على المصريين الغلابة بعض البرامج وصمة عار فى تاريخ الإعلام المصرى لأنها تمارس الكذب.
البرامج الساخرة يمكن ان ترسم ابتسامة على وجوه المشاهدين ولكن الملابس العارية تثير الاشمئزاز فى معظم الأحيان.
قصص الفضائح بين فنانى الدرجة العاشرة على مواقع النت والتواصل الاجتماعى لا تستحق ان تكون عملا صحفيا.. الفضائح مكانها تحقيقات الشرطة والنيابة.. عقول الناس اغلى بكثير من هذه التفاهات .
وائل نور.. فنان موهوب وجميل ولكن لا أدرى هل هى لعبة الحظ أم سطوة المنتجين ام لعنة الأضواء الكاذبة.. رحمه الله.
fgoweda@ahram.org.eg
لمزيد من مقالات فاروق جويدة