اليوم.. يوم شهداء ثورة25 يناير في السويس والقاهرة والإسكندرية وفي ربوع مصر كافة.. يوم كريم بنونة ومحمد عمار وحمد بسيوني وأحمد إيهاب وسالي زهران وحسين طه ومحمد الباز وإسلام رأفت ومحمود حلمي ومحمد عثمان وعماد عفت ومينا دانيال وغيرهم وغيرهم.. يوم الذين خرجوا معبرين عن آمال الشعب من أجل عيش وحرية وعدالة اجتماعية, وهم لايريدون أن يحدث معهم مثلما حدث مع خالد سعيد وسيد بلال, خرجوا ليوحدوا المصريين علي هدف واحد نبيل, وهو الدفاع عن المستقبل الذي حاول النظام السابق أن يصادره لمصلحة نجل رئيسه, والدفاع عن مصر دولة مدنية يتمتع فيها كل مواطنيها بخيرها دون تمييز, ومن أجل أن يختار الشعب رئيسه في انتخابات حرة ونزيهة, فجعلوا الحلم حقيقة بدمائهم الذكية. لقد بات ما كان مستحيلا ممكنا, حيث يذهب الناخبون اليوم للإدلاء بأصواتهم بفضل الله سبحانه وتعالي ودماء شهداء الثورة الذين مهدوا الطريق بالدم حين تصدوا بصدورهم العارية وأرواحهم الشفافة للظلم والاستبداد الذي يحاول البعض أن يعيد إنتاجه تحت لافتات مختلفة. فمعظم القوي التي تتصارع في البلاد منذ الثامن عشر من فبراير العام الماضي بعد أسبوع واحد فقط من تنحي الرئيس السابق نسيت دماء الشهداء التي منحتهم الحرية, وراحت تتعامل مع الثورة علي أنها فرصة أو غنيمة, ولم يفهموا معني الثورة وكيف حولها الشهداء السلميون إلي أحد أعظم ما قدمته مصر للإنسانية. شهداء الثورة هم حماتها لأن أرواحهم, التي تعامل معها البعض بخطابات بلاغية في الفضائيات والبرلمان, ستلاحقنا دوما بالأسئلة: لماذا وكيف حولتم ثورة من أجل الكرامة والحرية إلي مجرد فرصة؟ وهم الذين لم يفكروا, وهم في طريقهم إلي الجنة, فيما تفكر فيه الآن شخصيات وقوي سياسية لم تكن وظيفتها منذ تنحي الرئيس السابق سوي كبح جماح التغيير المنشود واختزال الثورة في فرصة للوصول إلي السلطة, ومارست نفس ممارسات النظام السابق, المراوغة وتزييف الوعي وعدم القبول بالآخر والاغتيال المعنوي وتشويه رفقاء النضال قبل الثورة, والعنف بكل أشكاله حتي اللفظية في تنفيذ أمين أيضا لشعار الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن من ليس معنا فهو ضدنا, ممارسات استبداد لا تختلف عن تلك التي ثار المصريون عليها. اليوم ونحن نتوجه إلي صناديق الاقتراع علينا أن نتذكر دماء الشهداء.. ونكون أوفياء لهم.. فاليوم يوم الشهداء. المزيد من مقالات محمد عبد الهادى