أكد علماء الدين أن الوطن يمر بفترة دقيقة تستوجب علينا ونحن نتخير من يقود السفينة إلي بر الأمان أن يتعرف كل إنسان علي مسئولية الحاكم وواجباته وحقوق الرعية وواجباتها وأن تكون الأمة علي قلب رجل واحد وننبذ الخلافات والشقاق الذي يهدد الأمة فالمرحلة تحتاج إلي أن نكون تحت مظلة واحدة. وقال الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهرالأسبق, إن من أوائل واجبات الحاكم أن يكون عادلا ومتيحا للكلمة الحرة والنقد البناء ولا يتشبث برأيه ويستمع إلي رأي الآخرين وآراء المعارضة النزيهة وألا يشكك في نيات الناس أو يتتبع عوراتهم, وأن يستشير ويستخير والشوري فريضة في الإسلام والرسول كان يستشير أصحابه, مطالبا من الحاكم الذي يتولي قيادة الأمة في الفترة القادمة أن يحسن اختيار المسئولين لأن الرسول قال من استعمل رجلا علي جماعة وفيهم من هو أرضي لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين, وهذه رسالة لكل من يقربون المحاسيب ويتركون أهل الجدارة والاستحقاق, فعلي الحاكم أن يبعد الأقارب والأصدقاء عن دائرة الحكم وأن يقف بالمرصاد لكل من يحاول أن يستغل النفوذ ويعتدي علي المال العام. وأشار إلي أن المسلمين الأوائل كانوا لا يقبلون المسئولية العامة لأن حسابها عسير لكن عندما يكون المسئول رجلا عادلا يكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة, وأن يرعي الحاكم حق الله في حماية الدين وحماية النفس والعقل والمال والعرض وهي الضرورات التي نادت بها كل الشرائع فالعدل أساس الملك. وطالب الحاكم بأن يعلي من مبدأ الشوري لأن رأي الجماعة لا تشقي البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها, وأن يكون عادلا يطلق لحرية الكلمة والمعارضة مجالها ولا يتشكك في نوايا الناس, كما طالب الحاكم بالحفاظ علي المال العام الذي سماه الرسول مال الله فقال إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق لهم النار يوم القيامة وعمر بن الخطاب كان من أول من سن قانون من أين لك هذا وطبقه علي زوجته, لأن استغلال النفوذ محرم في الإسلام والحاكم وولي الأمر لابد أن يكون نزيها شريفا عادلا وواجب الرعية السمع والطاعة في المعروف ولا طاعة لحاكم إذا عصي الله فالطاعة تكون في معروف ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, ومن واجب الرعية نحوه أن تنتصر له عندما يقف موقف الحق وتقدم له النصيحة. ويري الدكتور محمد مختار المهدي عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس الجمعية الشرعية, أن تحقيق جميع الصفات الواردة في القرآن الكريم والسنة المشرفة للحاكم المثالي الذي تنهض به الأمة ويقيلها من عثراتها صعب المنال, وطالب جموع الناخبين باختيار المرشح الذي تتوافر فيه عدة شروط تحقق صالح الأمة, وهي علي النحو التالي: الإيمان والتقوي.. فليس لغير المؤمن التقي أمان, وصدق إقبال القوة, والأمانة من حيث هو أجير عند الأمة كموسي عليه السلام عند العبد الصالح. التعفف والقناعة كالوصي علي اليتيم( ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف)( النساء:6). الحفظ والعلم من حيث هو المسئول عن الموارد والمصارف كيوسف عليه السلام علي خزائن مصر, التفوق العلمي والفني والصحي من حيث إنه سيقود البلاد إلي تحرير المقدسات كطالوت, امتلاك آلية تحقيق العدالة بجناحيها الأساسيين:عقوبة الظالم ومكافأة المحسن كذي القرنين, قدرته علي التحقق بنفسه من آلام الشعب ومتاعبه وبذل أقصي الجهد في القضاء عليها بالتعاون بين الحاكم والمحكوم كذي القرنين في بناء السد أمام المفسدين من يأجوج ومأجوج,قدرته علي حماية العمال الشرفاء من سطوة الطغاة واللصوص كما حدث من العبد الصالح في خرق السفينة حتي لا يستولي عليها الملك الظالم, قدرته علي حماية الطرق من مسببات الضرر ومن العدوان علي المارة كما قال عمر لو أن بغلة في العراق عثرت لسئل عمر عنها لماذا لم يمهد لها الطريق. اختيار حاشيته ومعاونيه من الشرفاء الأتقياء ذوي الأيدي العفيفة والهمة العالية. تلك صفات نبيلة إذا تحقق أكثرها في مرشح كان هو الأولي بالاختيار.