طالب الرئيس الأمريكى باراك أوباما البريطانيين على البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، قائلا: إن عضوية لندن فى المنظمة الدولية رفعت مكانة بريطانيا دوليا، وجعلت الأتحاد الأوروبى أقوى وأكثر انفتاحا على العالم. الأمر الذى أثار انتقادات حادة من قبل معسكر المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد، متهمين الرئيس الأمريكى بالتدخل فى الشئون البريطانية والإزدواجية ووصل أوباما، الذى يخشى أن يضعف انسحاب بريطانيا قدرة الاتحاد الأوروبى والعالم على التصدى لمشكلات عالمية، من بينها الإرهاب واللاجئين وتباطؤ النمو الاقتصادي، إلى لندن لإجراء محادثات مع المسئولين البريطانيين ستكون الأخيرة له بوصفه الرئيس الأمريكى مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الأمريكية فى نوفمبر المقبل وأشاد أوباما بعضوية لندن فى الاتحاد التى قال إنها ساعدت فى جعل العالم أكثر حرية وثراء وأفضل قدرة على التعامل مع كل القضايا، بدءا من «العدوان الروسى إلى الإرهاب». وعند تطرقه لهذه القضية التى تقسم البريطانيين، استدعى أوباما تاريخ البلدين المتشابك وعشرات الآلاف من الأمريكيين المدفونين فى مقابر حروب أوروبية مما يعطيه حق التحدث «كصديق» بشأن الاستفتاء الذى يجرى فى 23 يونيو المقبل كما نشر أوباما مقالا فى صحيفة "ديلى تلجراف" يحض فيه بريطانيا على عدم المغادرة. وكتب فى المقال "رغم أننا جميعا نهتم بسيادتنا فإن الأمم التى تمارس نفوذها بشكل أكثر فعالية هى الأمم التى تفعل ذلك من خلال العمل الجماعى الذى يلبى التحديات الراهنة". وأضاف "هذا النوع من التعاون -ابتداء من تبادل المعلومات المخابراتية ومكافحة الإرهاب إلى إبرام اتفاقيات لتوفير فرص العمل والنمو الاقتصادي- سيكون أكثر فعالية بكثير إذا امتد عبر أنحاء أوروبا" وأثارت تصريحات الرئيس الأمريكى بخصوص البقاء داخل الاتحاد الأوروبى انتقادات حادة من الجناح الداعم لخروج بريطانيا من الاتحاد واتهم عمدة لندن بوريس جونسون، أحد أبرز وجوه حملة الخروج من الاتحاد الأوروبى أوباما ب"النفاق" و"عدم الاتساق"، قائلا إنه "لا يريد تلقى نصائح من الأمريكيين بشأن عضوية الاتحاد"، وإن الولاياتالمتحدة لن تؤيد أبدا انتقال السيادة من بروكسل إلى لندن. وأضاف جونسون "إبلاغ الولاياتالمتحدة لنا فى بريطانيا بأن علينا التنازل عن جانب كبير من ديمقراطيتنا مثال مذهل على مبدأ افعلوا مثلما أقول وليس مثلما أفعل" كما عبر وزير العدل دومنيك راب، المؤيد أيضا لخروج بريطانيا من الاتحاد عن استيائه من تدخل أوباما فى قضية الاستفتاء، متهما إياها ب"ازدواجية المعايير".