ترى ما هى صورة المستقبل التى ترسمها التطورات التكنولوجية المندفعة من حولنا والمتدفقة فوقنا كالشلال؟.يهدى ضياء الحاجرى كتابه الجديد «التكنولوجيا والسياسة» لأحفاده الذين سيرون أعاجيب عالم المستقبل السحري، فمن المؤكد أن المستقبل سيحمل معه مفاجآت واختراعات لا يمكن أن تستوعبها عقولنا حاليا، كما أن مخترعات اليوم لم تكن من الممكن أن تراود خيال أجيال الأمس، وفى نفس الوقت ستنظر إليها أجيال الغد على أنها متخلفة. ولكن ما علاقة ذلك بالسياسة؟. يجيب الكاتب: لا شك أن التطورات التقنية سارعت بمعدلات التغيير فى الأفكار والسلوكيات وأنماط الحياة وغيرت من رؤيتنا لأنفسنا وللعالم ويورد الكتاب آراء لعدد من الخبراء تقول إن التكنولوجيا أسهمت فى زيادة تطلعات الإنسان العادى وطموحاته وعددت من مطالبه وآماله، مما يلقى بأعباء على الحكومات فى سعيها لتحقيق هذه المطالب التى لم تعد كما فى الماضى محصورة فى تلبية الاحتياجات الأساسية من طعام ومسكن, ولكن الحكومات آصبحت مطالبة بتجويد مناحى الحياة, وصارت عيون الشعوب, بسبب تطور تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات, ترى ما يحدث فى خارج مجتمعاتها من تقدم لدى الدول الصناعية الكبرى وتغضب وتحبط عندما لا ترى مثل هذا التقدم متاحا لديها.ويشير الكتاب إلى الدور الذى لعبته التكنولوجيا فى ثورة 25 يناير باستخدام مواقع التواصل الاجتماعى فى حشد وتوجيه الثوار, ويصف هذه الثورة بأنها أول ثورة فى التاريخ تحدث على الهواء مباشرة, حيث تابعتها الفضائيات والمواقع الإلكترونية أولا بأول, وهو تطور لم يكن متاحا من قبل.ويتعرض الكتاب إلى التوقعات بانحسار دور الأحزاب السياسية فى العالم بعد أن فقدت دورها التقليدى كهمزة الوصل بين المواطنين والسلطة الحاكمة. فيرى بعض الخبراء أن شبكة الإنترنت يمكن أن تكون بديلا, بحيث تتجمع فئات المجتمع المختلفة فى كيانات لها مواقع إلكترونية خاصة بها لتعبر عن آرائها ومطالبها. ويتوقع الحاجرى ظهور مصطلحات جديدة مثل الديمقراطية الرقمية والبرلمان الإلكتروني. حيث يمكن لأرباب العمل استخدام الآلات الحديثة والروبوت فى المصانع والاستغناء عن العمال. وهى النقطة التى يفسر بها المؤلف جزئيا سبب انهيار الاتحاد السوفيتى. ويشير الكتاب إلى أن التكنولوجيا أصبحت متشعبة الانتشار مثل الأخطبوط، بحيث لم يعد بوسع أحد الوقوف فى طريقها وإلا اكتسحته, حتى المفكرين الذين يحذرون من أخطارها وتداعياتها السلبية على الجنس البشري. والحروب سيتغير شكلها فى المستقبل، بحيث لن تعتمد على الجنود بل ستصبح مثل ألعاب الكمبيوتر مستخدمة الفضاء الافتراضى فى الهجوم والدفاع لتصير حربا بين الأدمغة. بل إن الحكومات فى مختلف أنحاء العالم أصبحت ترفع شعار التكنولوجيا لإرضاء شعوبها ولإثبات أنها تتبنى الحداثة والتقدم. الكتاب: مابين التكنولوجيا والسياسة المؤلف: ضياء الحاجرى الناشر: مركز الأهرام للنشر