الإعلام المصرى تجاوز كل الحدود واصبح يمثل دولة داخل الدولة وكل إعلامى يجلس الآن على منصة من ملايين الجنيهات التى تكدست فى حسابه وتصور نفسه معلما ومؤرخا وزعيما يلقى الاتهامات بأحط الألفاظ وأسوأ الكلمات.. وليس العيب على هؤلاء الذين اخرجتهم ايام الفوضى وغياب هيبة الدولة.. أن الإعلام المصرى الأن اصبح شوكة فى ظهر المجتمع المصرى وهو يتلقى كل يوم التعليمات بالكلمات والألفاظ والشتائم.. كل إعلامى الآن يجلس امام الكاميرا وخلفه ملقن يضع السموم على لسانه وبقدر ما يأخذ بقدر ما يندفع ويصول ويجول .. لم تعد قضية الإعلام المصرى الأن خلافات فى الرأى او المواقف ولكن القضية زعامات كاذبة وتجاوزات مرفوضة وقوى غامضة تحرك هذه الأشباح التى تظهر علينا كل ليلة .. لقد فقد الإعلام المصرى ثقة الإنسان المصرى تماما ورغم كل الدعوات المغرضة على الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى خرج عدة مئات للتظاهر ضد الحكومة حول قضية الجزيرتين تيران وصنافير .. ولو ان الخلاف بقى حول هذه القضية لقلنا انها حرية رأى وخلاف رأى ولكن حين تحولت الهتافات الى دعوات لإسقاط النظام والإساءة الى جيش مصر ظهر الوجه القبيح المتآمر لهذه التوجهات وهى تخفى وراءها اموالا ومؤامرات ونوايا سيئة ..على الحكومة او الدولة الأن ان تفيق من غفوتها لأنها طالت قلنا من زمن بعيد ان وراء الإعلام المصرى اموال مشبوهة ورجال اعمال يبتزون الدولة ودولا وحكومات وان ملفات هؤلاء جميعا لدى الأجهزة الرقابية وان هناك سوقا واسعة لشراء وبيع وتجنيد هؤلاء الإعلاميين والمطلوب وقفة مع رجال الأعمال وديونهم للبنوك والمشروعات والأرباح التى حققوها من دماء الشعب ومطلوب ايضا وقفة مع الإعلاميين الذين باعوا شرف المهنة وتحولوا الى راقصين فى مزادات رجال الأعمال .. ان السبب فى ذلك كله هو غياب هيبة الدولة والتراخى الشديد فى مواقفها تجاه إعلامها المهلهل والمشبوه.. حين تتحول المنصات الإعلامية الى دعوات للتحريض والخروج وتشويه صورة الدولة يجب ان تكون هناك وقفة لأن المال الفاسد افسد كل شئ فى مسيرة الإعلام المصرى [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة