بقلم:صافي ناز كاظم: فتحي رضوان هو المحامي والأديب والخطيب والسياسي الثوري, من سلالة أحمد عرابي ومصطفي كامل ومحمد فريد, الذي عندما قامت23 يوليو1952 كان في سجن الملك فاروق وكان من البديهي أن يطلق سراحه في الحال ويضع نفسه متطوعا لخدمة المصلحة الوطنية. لا يريد من أحد جزاء ولا شكورا. هو حكاية كبيرة طويلة عريضة لا مجال لتلخيصها في تعريف مبتسر لهذا الجيل الثوري المنتمي ل25 يناير2011, يكفي أن أقول إنه من آباء هذه الثورة التي يتنازعها الآن من ليسوا منها ويلبسون ثوبها وهم يضمرون قتلها أو دفنها بالحياة علي أقل تقدير. اسمع يابني منك له إذهب إلي مؤشر البحث عن المعلومات في حاسوبك وستعرف عنه مؤقتا مايجعلك تتعجب كيف تمكنوا من طمس ذكري رجل بهذا القدر من الوطنية والموهبة والكفاءة وأنه أول من دعا إلي إنشاء وزارة الثقافة والإرشاد القومي وكان أول وزير لها, وليس غيره كما يوحي البعض بذلك, ثم أخذها منه الضابط صلاح سالم, عضو مجلس قيادة الثورة, ثم عاد إليها لإنقاذها حتي تاريخ إعتذاره عنها وعن المشاركة برمتها أكتوبر1958, واستلمها من بعده الدكتور الضابط ثروت عكاشة الذي فوجئ باختياره وهو يستمع إلي نشرة الأخبار من الإذاعة وكان وقتها سفيرا لمصر في روما! ولقد مرت ذكري ميلاد فتحي رضوان المئوية,11 مايو2011, من دون أي تنبه أو اهتمام ممن ربضوا علي أنفاس ساحاتنا الثقافية الذين لم يعنهم في يوم من الأيام إحياء أي ذكري تستحق الإحياء. ماعلينا: في استحضار لصوته وبشاشته في عيد ميلاده الحادي بعد المائة, الذي مضي منذ أيام قليلة, عدت إلي قراءة كتابه الوثيقة,72 شهرا مع عبدالناصر, أتعجب وأضحك وأطمئن أن معظم مآسينا ليست وليدة اللحظة. في نصيحة مستخلصة من التجربة والخبرة يقول فتحي رضوان, في مجال العقبات التي يلاقيها رئيس الدولة في سعيه لاختيار معاونيه: ليس أشق علي أي رئيس دولة من اختيار رجاله الذين يعملون معه, وينفذون أوامره, ويقترحون عليه الأفكار والمشروعات, وينصحونه, أو ينقدون قراراته عند الاقتضاء; فإذا وفق الرئيس إلي اختيار الرجل الصالح والمناسب فإن( بطانة) الرئيس المقربة إليه والمحببة إلي قلبه قد لا تقبل هذا الرجل لأنها تري فيه ما يهدد امتيازاتها ويشاركها في حب الرئيس فتفعل المستحيل لتمنع تعيينه. وإذا صمد الرئيس للمؤامرات حوله, وعين الرجل الصالح الذي اختاره, فقد تطارده( البطانة) بعد ذلك وتضع في طريقه العراقيل والعقبات حتي يفر من وجهها نجاة بنفسه, وإذا صمد في وجهها رأي نفسه آخر الأمر غير قادر علي أن يعمل شيئا. وقد يري الرجل الصالح أن خير وسيلة لبقائه هي أن( يفسد), وأن يخضع لأوامر البطانة والحاشية ذات النفوذ ثم يكتشف الرئيس أن الرجل الذي ظنه( صالحا ومناسبا) لا هو صالح ولا مناسب.! ومن الفقرات الطريفة ما يحكيه عن جلسات مجلس الوزراء التي كانت طويلة طولا لم يعهده مجلس وزراء لا في مصر ولا في غيرها, ونتج عن ذلك أن عددا من الوزراء كان يستغرق في النوم أثناءها, ولهذا أصبح من فكاهات المجلس المتداولة, حين يتوجب إحصاء الآراء في المسائل المعروضة, قول فتحي رضوان: الموافق من حضراتكم يصحي!