رفض السفير أحمد راغب, مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج ورئيس غرفة عمليات الانتخابات الرئاسية بوزارة الخارجية, الاتهامات الخاصة بوقوع بعض حالات التزوير في أثناء تصويت المصريين في الخارج في الانتخابات الرئاسية, وشدد راغب علي أن وجود حالات لا تتعدي أصابع اليد الواحدة من الأخطاء الفنية القليلة وغير المقصودة لا يبرر الاتهامات بوجود تزوير, وخاصة أن هذا العدد الضئيل جدا لايذكر بالمقارنة بعشرات الآلاف من المصريين الذين يتوافدون يوميا بأنفسهم علي مقار اللجان بالخارج للمشاركة في هذه الانتخابات. وأكد في حوار مع الأهرام أنه كان يري أهمية أن تطول فترة التصويت إلي أكثر من أسبوع, وهو ما سيتم العمل علي تلافيه في الانتخابات القادمة الخاصة بالاستفتاء علي الدستور بالتنسيق مع اللجنة العليا للانتخابات. الأهرام: من سيتولي فرز أصوات الناخبين في السفارات ؟ اللجنة الفرعية التي أقرتها لجنة الانتخابات الرئاسية برئاسة رئيس البعثة الدبلوماسية سواء كان سفيرا أو قنصلا عاما هي التي ستقوم بعملية الفرز في كل سفارة وقنصلية. الأهرام: كيف كان الإقبال من جانب المواطنين علي التصويت في أول انتخابات رئاسية مصرية حرة؟ في الواقع لا نستطيع قياسه الآن, إنما الإقبال من وجهة نظري الشخصية لم يكن علي المستوي المنتظر, وكنت أتمني أن يكون أكثر من ذلك, لأن العدد الذي تم بالتصويت المباشر نحو59 ألفا فقط الذين صوتوا مباشرة في السفارات والقنصليات, هذا بخلاف الذين صوتوا بالبريد بينما الذين سجلوا أنفسهم كانوا582 ألف مواطن. ومن المعلوم أن التصويت في هذه الانتخابات يختلف عنه في الانتخابات البرلمانية السابقة التي تم فيها الانتخابات عبر البريد فقط, وحتي الآن لم يتم حصر المظاريف البريدية التي تلقتها البعثات حتي اليوم, وعقب اختتام عملية التصويت يكون من السهل التوصل إلي الرقم الحقيقي لأعداد المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية. الأهرام: كيف كان استعداد السفارات والقنصليات لاستقبال الناخبين ؟ بالطبع هذه ثاني مرة تجري الانتخابات في السفارات بعد الانتخابات البرلمانية, ومن ثم هناك نوع من الثقة. أود عبر جريدة الأهرام العظيمة أن يعلم الناس أن ما يتم في السفارات في الخارج هو مجهود مضن يقوم به أعضاء السفارات سواء من الدبلوماسيين أو الإداريين أو أمن أو معاونين لإجراء هذه العملية وإتمامها خاصة أن ذلك يسير جنبا إلي جنب وبالتوازي مع أعمالهم العادية. أؤكد أن الأعمال القنصلية والدبلوماسية بالسفارات والقنصليات لم تتوقف مطلقا بسبب الانتخابات, كما يسيرالعمل بشكل طبيعي سواء فيما يتعلق بالنشاط السياسي والدبلوماسي واستقبال الوفود. الأهرام: ما هي أهم الشكاوي التي تلقتها غرفة العمليات في أثناء سير عملية التصويت؟ لم تكن شكاوي, إنما كانت هناك طلبات من بينها أن بعض المواطنين ليس لديهم بطاقة الرقم القومي في الخارج ومعهم جواز السفر, وطرحنا الموضوع علي المستشار حاتم بجاتو الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية الذي استجاب علي الفور للتصويت بجواز السفر المميكن وليس الجواز العادي, وفكرنا كذلك في أن جواز السفر في حالات عديدة يكون بحوزة صاحب العمل في بعض الدول, ولعدم حرمان المواطن من أداء واجبه الوطني تم قبول التصويت بصورة ضوئية من جواز السفر المميكن. الأهرام: ما حقيقة ما تردد عن اتهامات بالتزوير في بعض اللجان ؟ ما حدث ليس تزويرا علي الإطلاق, لأن التزوير وفقا للقانون الجنائي يعني تغيير رغبة الناخب عمدا, بالطبع هذا لم يحدث, لكن ما حدث أن الكود باركود معلق أو يكون الناخب قد صوت مرة بالبريد ومن ثم سجل تصويته وتوجه للتصويت مرة أخري بنفسه حتي يضمن أن التصويت وصل ومن ثم يظهر أنه صوت مرتين, هذا يؤكد عدم وجود أي خلل ويؤكد أيضا الشفافية. وفي جميع الأحوال أن هذه الحالات تعد علي أصابع اليد الواحدة ويتم إطلاع هذا الناخب علي المستندات الواردة من السفارة سواء توقيع في سجل كشوف الناخبين أو إطلاعه علي الإقرار المرسل عبر البريد لمواجهته بها وتحرير محضر بهذا الموضوع ويرسل للوزارة وغرفة العمليات التي تقوم بإرساله إلي لجنة الانتخابات الرئاسية للتحقق. أتصور أن من يشيرون إلي وجود تزوير علي خلاف الحقيقة لا يريدون لمصر أن تسعد ولا يريدون للمصريين أن يفرحوا بهذا العرس الديمقراطي المصري الكبيرفي أول انتخابات رئاسية بعد ثورة25 يناير. أعتقد عندما تكون هذه الحالات أقل من خمس حالات من بين الآلاف الذين صوتوا فإن هذا الموضوع يحسب للسفارات ولا يؤخذ عليها. الأهرام: هل تعتقد أن أصوات المصريين في الخارج ستؤثر في الانتخابات الرئاسية ؟ لاشك أن مسألة أن تكون مؤثرة أو غير مؤثرة هو أمر يعتمد علي القدرة التنافسية ما بين المرشحين, قد يكون الفارق صوتين بين مرشح وآخر وقد يكون الفارق آلافا من الأصوات, العملية نسبية, مجرد حصول المواطن علي حقه في الاختيار إنجاز عظيم. الأهرام: برأيك كيف يمكن العمل علي تلافي الأخطاء التي حدثت في أي انتخابات قادمة وما هي الخبرات المستفادة من هذه العملية الانتخابية خاصة وأننا مقبلون علي الاستفتاء حول الدستور الجديد ؟ لم تكن هناك مشكلات بالقياس لأي انتخابات تحدث في العالم بأمانة كاملة, نحتاج قبل أي انتخابات قادمة للجلوس أكثر مع صاحبي القرار اللجنة العليا للانتخابات ومع الجهات الفنية التنمية الإدارية والمنفذة وزارة الخارجية في الخارج لأجل مراجعة الإجراءات. إنني علي اتصال مستمر مع المستشار بجاتو لمحاولة تلافي المشكلات ونوضح للجنة المعوقات التي حدثت. كنت أعتقد أن تستمر فترة التصويت أكثر من أسبوع خاصة في السفارات التي تتميز بالجاليات الكبيرة, تصور أن هناك266 ألف ناخب في السعودية, ولو تم حساب العدد وتقسيمه علي7 أيام يكون إجمالي الناخبين في اليوم نحو ستة آلاف يستغرق كل واحد ثلاث دقائق فإنك تحتاج إلي60 ساعة ونجريها في12 ساعة فقط. العملية مرهقة جدا وكنا نحتاج إلي وقت أطول حتي تتم بمهنية سليمة, ومع ذلك تمت بشكل متميز.