الحقيقة الواضحة أن أول وقف لتدهور مرافق القاهرة عبر عقود جاء على يد المهندس إبراهيم محلب عندما تولى رئاسة الحكومة. وكانت أول نجاحاته المتفق عليها نقل الباعة الجائلين من الأماكن التى أقاموا فيها ضد القانون، بعد أن أبرم معهم اتفاقاً بالتراضى. ولا يزال سكان القاهرة وزائروها يشيدون بهذا الإنجاز حتى الآن. وكان النجاح الأقل فى مشكلات أخرى تحتاج بطبيعتها إلى وقت أطول وخطط أبعد. وقد أبدى المهندس محلب، إضافة لحماسه الشخصى لمهمة إنقاذ القاهرة، أنه يستوعب مدى التعقيدات التى يواجهها التطوير، وإدراكه لتداخل الأسباب والحلول، وضرورة وضع أولويات تكون نقطة البداية انطلاقاً لما بعدها، والخطوة الثانية تمهيداً للثالثة..إلخ هذه المهام هى فى صميم مسئوليات المحافظ، ولكن كان من النادر أن يحقق المحافظون الذين تتابعوا على القاهرة جزءاً مما أنجزه محلب. بل لقد انهارت القاهرة أمامهم، وكانوا يتحججون بقلة الإمكانات أو بندرة الكوادر المدربة، إلى آخر الحجج التى تسعى لتبرير اللا عمل، والتى استطاع محلب أن يتجاوز الكثير منها فى الفترة القصيرة التى وضع فيها القاهرة ضمن جدول أعماله. ولكن المشروع الطموح لتطوير القاهرة تعثر وفقد قوة الدفع بمجرد مغادرة المهندس محلب منصبه، بل لقد صارت إنجازاته عُرضة للانتكاس. قد تكون الفرصة متاحة الآن بعد أن شغر منصب محافظ القاهرة لأن يتولى محلب رسمياً هذه المسئولية لاستئناف ما بدأه، بأمل ألا يكون فى حساباته أن هذا تخفيض لرتبته كرئيس سابق للحكومة، وليت الرئيس السيسى يتخذ القرار سريعاً، لأن القاهرة تئن تحت وطأة العشوائيات والقبح والاكتظاظ والمرور والمتسولين والضجيج والقمامة..إلخ إلخ لغة: أن تنفى الشىء أى تجحده وتنكره، وكل ما قد رددته فقد نفيته، والنفى الإبعاد من البلد والطرد إلى بلد آخر، وفلان من نفايات القوم أى من أراذلهم، ونفاية الشىء بمعنى بقيته وأردأ ما فيه وما يُلقى منه، ومن هذا صارت النفاية مرادفاً فى الكلام العام للقمامة. لمزيد من مقالات احمد عبدالتواب