يشعر الانسان بالاستغراب والاشمئزاز من تفنن البعض في إثارة قضايا تافهة لا اولوية لها, فضلا عن مجافاتها للقانون وللشرع! أقول هذا بمناسبة ما أكدته مصادر المجلس القومي للمرأة من ان المجلس تلقي شكاوي من اهالي قرية بالصعيد (قرية أبو عزيز,بمركز مطاي, محافظة المنيا) تفيد بوجود قافلة طبية, نظمها حزب الحرية والعدالة, لتوقيع الكشف الطبي علي الاهالي وإجراء عمليات ختان للذكور والاناث, كما كشف المصدر أن بعض الاهالي قالوا أن الاطباء أسدوا نصحا لهم بضرورة الموافقة علي إجراء عمليات الختان لبناتهن من باب المكرمة لهن!! غير ان ما يصيب الانسان بالدهشة اكثر, هو مانسب للسيدة عزيزة الجرف عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة من تدوينة لها علي تويتر قولها إنه لايوجد نص ديني أو حديث شريف, ينهي عن عملية الختان فهي سترة للفتاة, كما أضافت أن الختان للرجال و النساء من صفات الفطرة التي دعا الاسلام اليها, وحث علي الالتزام بها, مضيفة ان الختان للنساء مكرمة! إن حزب الحرية والعدالة, من خلال قافلته, ومن خلال تصريحات نائبته إنما هو للأسف- يروج لعادة وحشية مقيتة, يحرمها اولا القانون المصري, باعتبارها جريمة تشوه الانثي, وتعرض البنات الصغيرات المسكينات لآلام مبرحة جسدية ونفسية لا تمحي, كما تحرمها من امكانية ممارستها لحياتها الطبيعية بعد زواجها! وهي جريمة تحرمها ثانيا المنظمات الدولية المعنية وعلي رأسها منظمة الصحة العالمية التي ترصد أن أغلبية ما تبقي من ممارسات تلك العادة إنما تتم في إفريقيا جنوب الصحراء, وفي مناطق متناثرة في اليمن وبعض المناطق المحدودة في عدد قليل من البلدان العربية, وايضا للاسف- في مصر! ثم أنها-ثالثا- عادة رفضها كل علماء وفقهاء الاسلام الثقاة! بقي أن أسأل النائبة المحترمة التي تدافع عن تلك العادة: أي فطرة تعنين؟ وماهي بالتحديد المكرمة في مجافاة الشرع, والقانون المصري, والمواثيق الدولية؟ المزيد من أعمدة د.أسامة الغزالى حرب