استمرارا لمسلسل الأخطاء الأمنية الفادحة الذى ما زالت تكشف عنه تفجيرات بروكسل منذ الثلاثاء الماضى.ألقى وزير الداخلية البلجيكى باللوم على ضابط اتصال فى حدوث الثغرة الأمنية التى أدت إلى وقوع الهجمات، فيما كشفت تقارير إعلامية عن أن الشرطة اليونانية كانت لديها معلومات حول تهديدات لاستهداف مطار بروكسل منذ يناير من العام الماضى . وذلك فى الوقت الذى حذر فيه وزير العدل الألمانى من أن برلين قد تصبح المسرح القادم للهجمات الإرهابية. ففى بروكسل، ذكر يان يامبون وزير الداخلية البلجيكى خلال جلسة استماع برلمانية، أن ضابط اتصال من قوة الشرطة البلجيكية فى تركيا، هو السبب الرئيسى وراء الثغرة الأمنية التى أدت إلى وقوع الهجمات. وزعم يامبون أن ضابط الاتصال استغرق 3 أيام حتى يسأل السلطات البلجيكية عن التاريخ الإجرامى للبكراوى عقب اعتقاله فى تركيا يونيو الماضي، كما استغرق الأمر منه 5أيام لسؤال السلطات التركية عن مزيد من المعلومات حول الأنشطة المتعلقة بالإرهاب التى اعتقل البكراوى على خلفيتها، وبالتالى أبلغ الضابط السلطات فى بلجيكا حول ارتباط البكراوى بالإرهاب بعد 6أيام من ترحيله إلى هولندا. وأكد يامبون أنه عرض الاستقالة بسبب ما وصفه ب"الزلة الأمنية"، لكن رئيس الوزراء شارل ميشيل رفض قبولها. وعلى صعيد متصل، أكدت إدارة مطار بروكسل أن استئناف الرحلات الجوية لن يتم قبل الثلاثاء القادم، حيث يمكن لفريق المهندسين تقييم الأضرار التى لحقت بمبنى المطار. وعلى صعيد متصل، كشفت وسائل إعلام بلجيكية عن اعتقال مشتبه به جديد فى الهجمات يدعى فيصل شفو، فيما لم تصدر أى تفاصيل رسمية عن السلطات الأمنية بعد. وذكرت الإدارة فى بيان لها أنها تعمل للتوصل لحل مؤقت لاستئناف الرحلات بشكل جزئى وسط إجراءات أمنية جديدة فرضتها الحكومة البلجيكية. وفى أثينا، ذكرت محطة "سكاي" اليونانية الإخبارية أن الشرطة اليونانية كانت قد اكتشفت فى يناير من العام الماضى خططا تشير إلى الهجوم الإرهابى على مطار العاصمة البلجيكية بروكسل، وأنها قامت بالفعل آنذاك بتبادل ما توصلت إليه من معلومات مع السلطات البلجيكية. ووفقا للتقرير، فإن المستندات تم اكتشافها فى مسكنين مستأجرين من قبل متطرفين تبين بعد هجمات باريس فى نوفمبر الماضى أن أحدهما هو عبد الحميد أبا عود العقل المدبر لهجمات العاصمة الفرنسية. وأشار التقرير إلى أنه خلال التحقيقات ألقت السلطات اليونانية القبض على رجل -33عاما- فى المسكن الآخر ، وتم تسليمه إلى بلجيكا. ولم يصدر حتى الآن بيان رسمى من الشرطة اليونانية حول ما أوردته القناة فى تقريرها. وفى برلين، أعرب هايكو ماس وزير العدل الألمانى عن اعتقاده بأن من غير المستبعد وقوع هجمات إرهابية فى بلاده على غرار هجمات بروكسل. و قال فى تصريحات لصحيفة "ساربروكر تسايتونج" الألمانية إن ألمانيا تعتبر منذ فترة طويلة هدفا محتملا لهجوم إرهابي"لكن سلطات الأمن لدينا ستفعل كل ما فى قدرتها لمنع هذه الهجمات وحماية مواطنيها بأفضل الطرق الممكنة". ونصح ماس الألمان بألا يقعوا "فريسة للذعر"، وقال"لو وقفنا متسمرين فى خوف وذعر، فعندئذ سيكون الإرهابيون قد حققوا هدفهم". وفى واشنطن، أكد جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى أن الولاياتالمتحدة تقوض"ببطء وثبات" قدرة تنظيم داعش على تجنيد عناصر جديدة وشن هجمات مثل تلك التى وقعت فى بروكسل الأسبوع الماضي. وقال كيرى فى لقاء مع محطة "سى إن إن" الأمريكية إن"الأمر سيستغرق سنوات للحد من انتشار فكر تنظيم داعش الذى يؤدى إلى قيام أفراد بمثل هذه الهجمات". وشدد كيرى على أن هذا هو الذى يجعل الولاياتالمتحدة تلاحق التنظيم، قائلا إنه"إذا تم ترك داعش بدون مراقبة وملاحقة عناصره فستكون النتائج مدمرة". كما أكد ضرورة الاستعداد لمنع وقوع أى هجمات داخل الولاياتالمتحدة، واصفا ذلك بأنه "تحد صعب". كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سيلتقى مع ينس شتولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلنطى "الناتو" بواشنطن فى الرابع من أبريل المقبل. وأوضح البيان أن الرئيس أوباما سيبحث مع ينس آخر تطورات الحرب الجارية ضد تنظيم داعش الأرهابى، كما سيؤكد خلال اللقاء أن الولاياتالمتحدة "تقف إلى جانب الناتو فى أعقاب الهجمات الإرهابية المروعة" التى شهدتها بروكسل، حيث يوجد مقر المنظمة. وأشار إلى أن الجانبين سيناقشان أيضا الاستعدادات لقمة حلف الناتو المقررة يومى 8و9يوليو المقبل، والمقررة فى العاصمة البولندية وارسو، "بما فى ذلك جهود الحلفاء لتعزيز الردع فى أوروبا والتصدى لعدم الاستقرار فى محيط القارة".