كم أمتعونا بعطائهم الفني!.. علي خشبة المسرح أو علي الشاشة الفضية وبقيت أعمالهم شهادة صدق علي أنهم عظماء, لكن نهاياتهم علي غير ما تمنوه, وما دعوا إليه من قيم نبيلة للعطاء والحب والوفاء انتهت حياة معظمهم بين التسول عبر الطرقات أو الإهمال في غرفة مظلمة أو بئر سلم أو في بيت المسنين, أو في بيته راضيا تمنعه عزة نفسه عن سؤال الناس, بلا متابعة أو رعاية أو عناية من نقابة أو قريب أو زميل, تحولت النجوم الساطعات التي كم نورت حياتنا وتلألأت في سماء الفن وانتزعت آهات الإعجاب والسعادة من حناجرنا تحولت إلي ركام مهمل خفت بريقها مع الزمن وتفشل نهاياتهم المظلمة في نقل آهات الألم خارج صدورهم إلي من يهمه الأمر! .......................................................................... وخلال هذا التقرير نفتح أهم النهايات المأساوية لنجوم كثيرا ما سطعوا في عالم الفن ليس آخرهم عبد العزيز مكيوي وبالقطع لم يكن أولهم, فمن قبله كانت نهايات اسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصري ومحمد أبو الحسن وميمي شكيب وعبد السلام النابلسي ويونس شلبي كيف ينتهي الحال بهؤلاء الي ذلك المصيرالمرعب في دروب التسول أو الموت مع ضيق ذات اليدأو كلمة شكر تحمل معني رد الجميل بلا ثمن يكفي للعلاج أين نقابة المهن التمثيلية؟ فقد كانت مفاجأة صادمة في الوسط الفني عندما توفي منذ أيام الفنان القدير عبد العزيز مكيوي نجم الفيلم البارز القاهرة30 داخل دار للمسنين بعدما تم نشر صورة وهو يفترش قارعة الطريق ويمد يده متسولا ليأكل, وقبله الفنان محمد ابو الحسن قد فارق الحياة أخيرا بعدما باع أثاث منزلهبسبب عدم توفر المال لعلاجه وغيرهم الكثير من الفنانين. في البداية لم يكن الفنان عبد العزيز مكيوي هو اول من توفي داخل دار مسنين فسبقته إلي ذلك المصير الفنانة القديرة ميمي شكيب نجمة الصالونات الاجتماعية التي كنت تغير قصورها باستمرار وتعيش حياة صاخبة في أعمالها تمثل حياة الترف والبذخ الشديدين لتنتهي بها الحياة في الواقع داخل غرفة ضيقة بدار مسنين مع حالة اكتئاب نفسي شديدة. وقد يندهش البعض عندما يعلم ان أسطورة الكوميديا المصرية التي لن تتكرر النجم إسماعيل ياسين كانت نهايته مع المرض وإشهار إفلاس حتي وجد ميتا داخل حجرة متواضعة لا تعبر بأي حال عن حجم الأموال التي كان ينفقها أثناء حياة نجوميته أو التي أنفقها محبوه لمشاهدته علي المسرح أو في السينما, أما الفنان عبد السلام النابلسي فحكايته هي ام المأسي فهذا النجم اللامع المحبوب تم اجباره علي الهروب الي لبنان بعد مطاردة الضرائب له لسداد مبلغ13 الف جنيه وفي بيروت مات النجم في شقة صغيرة بعد ان امتنع عن الطعام3 أيام لسوء حالته النفسية.ولن ينسي أحدنا النجم يونس شلبي اللذي كثيرا ما أسعدنا ورسم الابتسامة علي شفاة أطفالنا, هذا الفنان المحبوب انتهي به مطاف نجوميته الي رحيل مر وهو لا يملك نفقات علاجه. اما مأساة المأسي فعاشها النجم الرائع عبد الفتاح القصري حيث كانت نهايته داخل منور بيت قديم مهجور لا يجد ثمن طعام او علاج الا من احسان الجيران بعدما تنازل عن ارثه لاقاربه معتقدا أن نجوميته ستدوم ليكتشفه الجيران بالصدفة وهو نائم علي الأرض في غرفة ضيقه تحت سلم منزل متهالك بلا قريب أو حسيب.اما حكاية الفنان الكبير أمين الهنيدي فهي مدهشة بالفعل ويكفي فقط ان نعرف ان المستشفي الذي مات داخله رفض تسليم جثتة الي ذوية لانة دخل المستشفي بلا اي نقود. هذا الفنان الرائع الذي اسعدنا كثيرا مات وهو لا يملك تكاليف علاجه فاي مصير هذا.ولعل وفاة الفنان الكبير عبد العزيز مكيوي منذ ايام داخل دار مسنين بعد التسول في شوارع الاسكندرية لن تكون الاخيرة طالما لم توفر الجهات المسئولة حمايتها لهولاء العظماء. حملنا السؤال الكبير إلي الفنان د.اشرف زكي نقيب المهن التمثيلية الذي أكد في البداية أن القانون يجبر النقابة علي رعاية أعضائها وتوفير الحماية والرعاية لهم في أي ظروف مأساوية يتعرضون لها.سألته علي الفور وماذا فعلت النقابة تجاة ما حدث للفنان عبد العزيز مكيوي؟ فأجاب بأنه ومنذ تم نشر صور مكيوي في هذه الحالة عام1102 سافرت علي الفور الي الاسكندرية وهالني الحالة الجسدية والنفسية التي كان يمر بها مكيوي ورفض كل المحاولات التي بذلتها معه لاقناعه بالعودة معي الي القاهرة لتوفير مسكن له وعلاجه علي نفقة النقابة, ووافق في النهاية علي السفر الي القاهرة وأصرت القوات المسلحة علي توفير العلاج له داخل إحدي مستشفياتها, وبعد خروجه من المستشفي تم توفير مكان داخل النقابة لرعايته, لكنة رفض تماما كل المحاولات وكان المدهش أنه وافق علي الفور علي الاقامة في دار للمسنين وهرب بعد فترة قليلة وسافرت الي الاسكندرية فوجدته يقيم في مسرح الليسيه وحاولت إعطاءه أموالا فرفض كثيرا ثم وافق وفي النهاية نجحت في إقناعه بضرورة الاقامة في النقابة أو حتي بجوارها لنتمكن من رعايتة ليعود مرة أخري إلي دار مسنين بالقاهرة حيث كان يفضل الاقامة في دار مسنين عن أي مكان آخر. واختتم نقيب التمثيليين د.زكي كلماته بان النقابة لم ولن تتقاعس عن حماية أعضائها وتوفير الرعاية لهم خاصة المرض أو في أي ظروف قهرية, ولا أنفي الإهمال الذي يمر به بعضهم ولكن يبدو أنه مرض نفسي يصيب بعض النجوم وتجعله يرفض أن يكون موضع شفقة أو ضعف شديد.
