أصيب شمال الهند بالشلل أمس لليوم الرابع على التوالى بسبب المظاهرات المتواصلة التى نظمها متظاهرون بولاية هاريانا للمطالبة بتوفير فرص عمل، وذلك فى الوقت الذى سيطر فيه الجيش على البنية التحتية لتوفير المياه لحوالى 20 مليون شخص فى العاصمة نيودلهي. وبعد انتشار أعمال الشغب والسلب فى الولاية التى بدأتها عرقية «جات»، وأسفرت عن مقتل 19 شخصا وإصابة 200 آخرين حتى الآن، انتشر الآلاف من قوات الجيش فى محاولة للسيطرة على مصادر المياه ووقف التظاهرات، التى اشتعلت مجددا أمس الإثنين بالقرب من مدينة سونيبات حيث أشعل المحتجون النار فى قطار شحن. وأسفرت المظاهرات عن إغلاق الطرق السريعة، وإلغاء 850 رحلة قطار، وإغلاق 500 مصنع، وخسائر اقتصادية تقدر بحوالى 3 مليارات دولار. وأعلن زعماء الاحتجاج أنهم سيواصلون احتجاجاتهم، وقال راميش دلال من حركة «الحفاظ على الجات» إن «الحكومة تظن أننا سنرضخ لتكتيكات الضغوط لكنهم يرتكبون خطأ كبيرا بتجاهلنا». وأضاف «الجات عازمون على كسب المعركة .. اضطروا لإرسال الجيش للسيطرة على غضبنا لكن حتى ذلك فشل». وفى غضون ذلك، قال رئيس وزراء دلهى أرفيند كيجروال إن «الجيش نشر قواته لحماية البنية التحتية للمياه فى ولاية هاريانا بالقرب من العاصمة . وقد عمل الجنود على تأمين قناة مونك، كما تبذل جهود لإصلاح المعدات التى دمرها المتظاهرون». وفى هذه الأثناء، ذكرت وكالة «رويترز» أن ناريندرا مودى رئيس الوزراء الهندى تجاهل المظاهرات تماما، لكنه وجه انتقادات لمن سماهم ب«المتآمرين» الذين يريدون تقويض حكومته. وأشار مودى إلى أن «بعض الناس لا يبتلعون رئاسته للوزراء، ولا يبتلعون أن ابن بائع شاى أصبح رئيسا للحكومة». وتابع خلال خطاب أمام مزارعين فى مدينة أوديشا إن «هؤلاء يتآمرون يوميا لتقويض حكومتى والتشهير بي». ونقلت صحيفة هندوستان تايمز عن حزب بهاراتيا جاناتا ، الذى يحكم على المستوى الوطنى وعلى مستوى ولاية هاريانا منذ عام 2014 القول إنه سوف يطرح تشريعا على مستوى الولاية لتحقيق الحصص التى يطالب بها المتظاهرون. وتشكل طبقة الجات حوالى 80 مليون شخص فى شمال البلاد فقط، كما أنهم يشكلون ربع سكان ولاية هاريانا، ومعظمهم من أصحاب الأراضى الذين تقلص نفوذهم مع تقلص رقعة الأراضى التى يملكونها مع الزيادة السكانية وعامين من الجفاف أضرا بمحاصيلهم.