عقدت علي هامش مؤتمر الاستثمار في افريقيا مائدة مستديرة للحديث عن أهم التحديات التي تواجه القارة الإفريقية من وجهة نظر القادة الأفارقة المشاركين في القمة من خلال عدة تساؤلات أجاب عنها رؤساء كل من الجابون ونيجيريا والسودان إلي جانب غينيا الإستوائية وإثيوبيا. ودارت أغلب المناقشات حول سبل التصدي للضربات التي هزت الاقتصاد العالمي, وتأثير ذلك علي افريقيا. ومن جانبه قال الرئيس السوداني عمر البشير إن بلاده مثلما تأثرت بهذه الهزات فإنها أيضا أثرت فيها, كما أن عدم الاستقرار في كثير من بلدان القارة كان عاملا في تفاقم هذه الأزمة. وأضاف أنه بالرغم من أننا ننتج مواد أولية إلا أنها تعود إلينا بأسعار مضاعفة لذلك علينا دعم البنية التحتية وحل النزاعات والاتجاه نحو التصنيع لإعطاء قيمة مضافة لمنتجاتنا حتي نتفادي الآثار السلبية لهذه الضربات. وأعطي مثالا لمحصول القطن الذي تنتجه بلاده بكميات كبيرة, وتبيعه كمادة خام في حين تتجاوز تكلفته سبعة أضعاف حينما يعود إلينا في صورته النهائية. وقال انه لن يحدث ذلك الا بتشجيع التبادل التجاري وما يتبعه من خلق فرص عمل لمواجهة البطالة بتوظيف الموارد البشرية والطبيعية التي تذخر بها بلداننا خاصة السودان التي لديها ثروة معدنية تتمثل في البترول والغاز فضلا عن الأراضي الزراعية الشاسعة الصالحة للزراعة. وأكد أن السودان ومعها ثلاث دول أخري مرشحة لسد العجز في نقص الغذاء, كما ان الخرطوم تعد منفذا للعديد من الدول الحبيسة مثل افريقيا الوسطي وتشاد. ومن جانبه قال رئيس وزراء إثيوبيا هيلا ميريام ديسالين ان اقتصاد بلاده لا يعتمد علي النفط لذلك عندما يكون هناك ركود في الاقتصاد العالمي يجب أن يتسم اقتصادنا بالتنوع. فالاقتصاد الاثيوبي زراعي في المقام الأول لذلك نحن نسعي للتسريع في عملية تحقيق الأمن الغذائي لنتوجه مباشرة الي التصنيع, خاصة مع وجود مساحات شاسعة قابلة للزراعة, وأيضا من خلال إضافة قيمة مضافة لمنتجاتنا. وقال علي بونجو رئيس الجابون إن بلاده تسعي إلي تقليل اعتمادها علي النفط وتتجه إلي الانفتاح علي الاستثمار والاستماع إلي وجهات نظر رجال الاعمال, لهذا قمنا بمراجعة القوانين والتشريعات لمساعدة مجتمع رجال الأعمال علي الدخول بقوة في عملية التصنيع, ونتيجة ذلك قللنا اعتمادنا علي النفط بنسبة60% وتقوم الجابون الآن بالاعتماد علي صناعات أخري كالأخشاب والتعدين لدعم هذين القطاعين حتي لا نضطر للاعتماد علي مورد واحد وهو النفط. وعن الحوافز التي وضعتها الجابون لتحفيز المستثمرين أوضح بونجو أن أهم التحديات التي تواجه عملية التنمية تكمن في تطوير البنية التحتية والطاقة إلي جانب تدريب الكوادر الفنية التي يحتاج إليها العمل, لذلك فإننا قمنا بانشاء منطقة صناعية لخدمة هذه الأهداف اما رئيس غينيا الاستوائية تيودوراوبيانج فأكد ان بلاده لديها خطة لدعم البنية التحتية حتي عام2020 و قال ان غينيا الاستوائية مثلها مثل باقي الدول التي تعرضت لهبوط شديد في أسعار المواد الأولية, الا انها لديها مصادر اخري للدخل كصيد الأسماك و والزراعة التي يمكن ان تسهم في دعم عملية التنمية. وكشف رئيس نيجيريا محمد بخاري عن انه بالرغم من ان بلاده تعد دولة غنية بالنفط والغاز مما يجعل تصنيفها العالمي مرتفع إلا أن قضية الامن و مكافحة الإرهاب أدت الي تآكل ميزانية الدولة المخصصة للتنمية وتوجيهها للتصدي للارهاب. وأشار بخاري الي ان نيجيريا حققت نجاحا مرضيا في مجال تعزيز الامن و قامت بانشاء لجنة لتعبئة الموارد,و تحديد مصادر تمويل الإرهاب. مذكرتا تفاهم مع كينيا لتطوير السكك الحديدية شهد أشرف سالمان وزير الاستثمار وطارق قابيل وزير التجارة والصناعه توقيع مذكرتي تفاهم علي هامش مؤتمر الاستثمار في افريقيا, الأولي بين سكك حديد وادي ريفت فالي بكينيا وإحدي شركات الاستثمار لتوفير حلول وخدمات النقل والدعم اللوجيستيي لمجالس التصدير المصرية, والثانية تهدف الي الترويح لخدمات منطقه ريفت فالي بكينيا بالمعارض التجارية المحلية والدولية. وقال مصدر بالشركة إن مصر ستصدر ب3 مليارات دولار لإفريقيا بعد توقيع العقد وإن إنشاء خط السكك الحديدية سيزيد التجارة مع افريقيا خلال عامين بنسبة30%, وسيقلل تكاليف وأعباء التصدير بين مصر وكينيا.