لايوجد ثمة إنسان على وجه الأرض يختلف معك فى حريتك فالحرية مكفولة للأفراد والدول فقد مضى عهد الاستعمار ولكن هناك خيطاً رفيعاً بين الحرية والفوضى فأنت حر ما لم تضر وحريتك تنتهى عند حدود الآخر وهناك قوانين ومواثيق تحكم الأفراد والدول وهذا ينطبق على قضية سد النهضة والنزاع عليه بيننا وبين إثيوبيا، إن حصة مصر من مياه النيل سنويا تبلغ نحو 55 مليار متر مكعب وهذه الحصة والكمية من المياه تكفينا كمياه شرب وزراعة غير توسعية بالكاد وليس لدينا بدائل قوية ومصادر للمياه وبالتالى فهذه القضية قضية حياة أو موت وإذا كنا نؤيد حق إثيوبيا فى مشاريعها التنموية التى تقوم على بناء السد النهضوى من توليد طاقة وخلافه فهذا شيء أما الشيء الآخر فهو عدم المساس بحقنا التى تكفله لنا جميع المواثيق الدولية فعليها أن تفعل البدائل التى تحافظ على حقنا كما يرى المتخصصون الفنيون فى الموارد المائية سواء بزيادة عدد الفتحات فى جسم السد أو عدد سنوات تخزين المياه خلف السد أو حجم المياه التى سيتم تخزينها أو بدائل أخرى وعلى إثيوبيا أن تدرك أننا اقوياء ولسنا ضعفاء ونستطيع فى التوقيت المناسب الرد وفى حوار اجراه الإعلامى المتميز وائل الأبراشى مع السيد سامح شكرى وزير الخارجية سأله ماذا لو لم تنجح المساعى الودية مع الإخوة الإثيوبيين فكان رده دبلوماسى حيث قال:«إن هذا ليس ماتش كورة فيه غالب ومغلوب لكننا نتعامل مع هذه المشكلة ونتحاور مع الطرف الآخر وإما نفوز معا أو نخسر معا»، وهذا رد يحمل مدلولات كثيرة والكرة فى ملعب إثيوبيا وعليها أن تدرك وتعلم مغزى مقولة:« إذا رأيت أسنان الليث بارزة فلا تحسبن أن الليث يبتسم!». لمزيد من مقالات جمعة أبو النيل