تأرجحت ردود الفعل السياسية إزاء أحداث العباسية أمس بين اتهامات للمجلس العسكري بتثبيت النية لفض الاعتصام بالقوة, ودعوات للمجلس باتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بمواجهة المخربين والمتآمرين علي البلاد. وعادت حركة صوت الأغلبية الصامتة للظهور أمس داعية إلي تنظيم تظاهرة كبري يوم الجمعة المقبل في ميدان حدائق القبة تحت شعار كلنا الجيش المصري ردا علي دعوة حازم أبو اسماعيل كل القوي السياسية إلي اجتماع بميدان التحرير الجمعة المقبل, فيما رفض حزب النور المشاركة في أي مليونية لا تخدم مصلحة الوطن. وحملت24 حركة وحزبا ثوريا المجلس وإعلامه المدلس المسئولية الكاملة عن فجيعة العباسية مشددة علي أنها لن تركع لإرهاب المجلس. وأعلنت هذه الحركات والأحزاب في مؤتمر صحفي أمس عن وقوفها في وجه أي مخطط يستهدف إلغاء حق التظاهر السلمي, ومقاومتها لأي محاولة تستهدف وقف نقل السلطة أو العمل علي إفراغها من مضمونها, وشيطنة أي فصيل سياسي مهما كانت توجهاته. ودعا حازم صلاح أبواسماعيل المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة كل القوي السياسية والإسلامية إلي لقاء يوم الجمعة القادمة بميدان التحرير, للنظر فيما آلت إليه الأمور من فواجع مؤلمة. الدكتور طارق فهيم أمين حزب النور بالاسكندرية وعضو هيئة الدعوة السلفية, شدد علي عدم مشاركة حزب في أي مليونية إلا إذا كانت سلمية وتخدم الوطن. وقال حريصون علي ألا يتم استغلال التجمعات داخل الميادين, في إشعال أي معارك أو مواجهات, مضيفا فالإسلام يدعو للحوار والنقاش والتسامح وعدم الأذي, وضد رفع المسلم للسلاح في وجه أخيه. وأدان عدد من النقابات المهنية الأحداث المؤسفة والانتهاكات والإعتقالات العشوائية التي تعرض لها المتظاهرون في ميدان العباسية. وشجبت الكنيسة القبطية الكاثوليكية في بيان لها أمس جميع أشكال العنف التي وقعت خلال هذه الأحداث, معربة عن أسفها لما حدث وتعازيها لأهالي الضحايا. ودعت إلي التردي والحوار الهاديء لحل المشكلات, فالعنف لا يولد إلا العنف. وطالب حزب المستقلين الجدد بإجراء تحقيق عادل ونزيه مع كل من تورط في أحداث العباسية, سواء بالتحريض أو المشاركة, مع تعويض أهالي العباسية عن الأضرار المادية والخسائر البشرية. في المقابل, أعلنت حركة صوت الأغلبية الصامتة عن تنظيم تظاهرة كبري يوم الجمعة القادم في ميدان حدائق القبة بمشاركة قوي سياسية وشخصيات عامة بعنوان كلنا الجيش المصري, لرفض التطاول علي الجيش المصري جموع الشعب المصري العظيم, بكافة طوائفه و فئاته أن يخرج عن صمته ويشارك بشكل إيجابي وفعال ومسئول في رسم ملامح مستقبل البلاد, منتقدة ما تعرضت له القوات المسلحة من هجوم وقذف بالحجارة والمولوتوف والذي أعتبرته الحركة تعديا لا يستوجب مزيدا من الصمت علي إهانة القوات المسلحة, واعتبرت الصمت تخاذلا نحوها. ودعا البيان الشعب المصري بكل طوائفه من عامة الشعب والسياسيين والإعلاميين والفنانين والرياضيين والحركات السياسية الوطنية إلي توحيد الصفوف والمشاركة في جمعة كلنا الجيش المصري, للتعبير عن التقدير والإحترام للمؤسسة العسكرية, ورفض كل من يتبني أجندة أجنبية تهدف لهدم المؤسسة العسكرية ومن ثم هدم البلاد, مشيرة إلي حصولها علي التصاريح اللازمة للتظاهرة من الجهات الأمنية وإنها ملتزمة بالتوقيتات التي تم الاتفاق عليها. وأشارت إلي إن الجمعة القادمة سيتم الاعلان فيها عن رفض الأغلبية الصامتة من شعب مصر ما ينتهجه حزب الأغلبية البرلمانية من مغالبة وطغيان وإصرار علي تعطيل تشكيل اللجنة التاسيسية للدستور ومن ثم عرقلة الجدول الزمني لتسليم السلطة من قبل المجلس العسكري.