حسنا فعل وزير الخارجية سامح شكرى وغسل يد مصر الدولة والشعب من نظام بشار الأسد وأعلنها صريحة مدوية خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب مؤخراً فى أبو ظبى أن مصر لا تؤيده ولا تحمى نظام بشار الأسد بل تؤيد وتطلب الحماية للشعب السورى. أعتقد أنه بعد دلالة هذا الموقف المصرى الأخير الذى يتمحور فى الأساس حول حماية وصيانة كامل مؤسسات الدولة السورية الرئيسية سواء قوات الجيش والأمن وسلطات القضاء الذى لم يتغير منذ البداية ويمثل جوهر وعقيدة التعاضى المصرى منذ بدء أزمة سوريا انطلاقا من منع سوريا إلى الانزلاق إلى متاهات الفوضى والتخريب وانهيار كيان الدولة باعتبار أن القاهرة كانت ومازالت ترى أن الأمن القومى السورى إحدى ركائز الأمن القومى العربى وبالتالى التصميم المصرى على جعل دمشق والابقاء عليها إحدى ركائز حجر الزاوية والرقم المحورى فى المعادلة الاقليمية بعد أن تتجاوز تلك المحنة حتى وإن طالت انتظارا لما تسفر عنه مفاوضات جنيف أو غيرها وأنا مثلى مثل الملايين فى العالم العربى وغالبية دول العالم كنا نعتقد حتى الأمس أن صدام حسين كان ولايزال الديكتاتور الأوحد فى الشرق الأوسط بسبب بشاعة جرمه بحق الشعب العراقى وعلى يد جبابرة وبارونات حزب البعث. لكن ماحدث ويحدث فى سوريا فاق التوقعات والخيال قتلك المشاهد الدراماتيكية والقتل والتفريغ والتدمير لعاصمة الأمويين والتهجير لشعب سوريا التى كانت حتى الأمس القريب قلب العروبة النابض يتماهى. أن لم يكن يتفوق ويتجاوز فى بشاعته جرائم اليهود الصهيانية فى فلسطين من حيث حرفية القتل وقسوة الموت ودموية التنكيل ونسف الأحياء بالبراميل المتفجرة وصارت سوريا على يد الديكتاتور الذى حتما سيلقى نهاية صدام وصار أسوأ منه بلاد الخراب والحرائق المشتعلة التى أتت على مدن وأقاليم وريف دمشق الذى مازال يتحصن فيها القاتل بحماية إيرانية وروسية مضاعفة من أجل نسج خيوط جرائمه اليومية بحق شعبه. هذا القاتل بشار الذى ألقى بشعبه تحت أتون النيران والحرق والموت جوعاً وحصاراً والتهجير فى خيام الثلج فى شتى ربوع العالم ومراكب الهروب من الموت بالبراميل المتفجرة إلى الموت فى البحر. حيث الحصيلة حتى أمس أكثر من 300 ألف قتيل و11 مليون لاجىء سورى فى الشتات والمنافى، وبدورى أتساءل هل يعقل بعد خمس سنوات من المنزلق السحيق للشعب السورى الذى هوى به بشار الأسد بجهله وغبائه السياسى وأوقعه فى الأفخاخ والكمائن هذا البلد العربى وهذا الشعب المسحوق عظامه والمهدر دمه فى أقبية نظام الأسد أن يظل يدفع الفواتير اليومية ويسدد الأثمان لكل ساعة من أجل الاستمرار والاحتفاظ بالمقعد فى قصر المهاجرين فى وسط دمشق ليبقى بشار سيد اللعبة المميتة لشعبه وأهله فى سوريا هذا القاتل الذى أصيب بالعمى الوطنى وصار يفتقد الرؤية وانعدام الصلاحيات ويتشبث بمقعد القصر ليقضى على البقية الباقية من شعبه مثلما فعل فى ذروة الثورة السورية فى 15 مارس عام 2011 فى مدينة درعا لدم سفك ولحم فرى لحرق ماتبقى من كل سوريا فى قادم الأيام. ولكن فى المقابل ماذا فعل العرب الأشاوس لانقاذ سوريا والسوريين ؟ لا شىء الجميع فى العالم العربى من حكومات وشعوب ومعهم الجامعة العربية رسبوا جميعاً ومع مد الخط على استقامته نستطيع القول إن العالم أجمع قد سقط فى امتحان هذه الأزمة المنصوب سركها منذ خمس سنوات حيث الجميع هنا وهناك قد باع سوريا والسوريين باستثناء إيران وروسيا اللذين هبا لنجدة وإنقاذ بشار وعائلته والبعض من طائفته العلوية فقط أما الغالبية من السوريين لابد أن يقتلوا غدرا وغيلة على يد شبيحة بشار وعصابات حزب الله وفرق قاسم سليمانى القائد الإيرانى الذى دفع بزمرة القتلة الايرانيين من الحرس الثورى وفرق الموت الجوالة للحشد الشعبى العراقى ليقتلوا ويدفنوا آلاف السوريين أحياء كل ساعة ليبقى سيد القصر فى دمشق، وليلعن السوريون السنة العروبة ويعلنوا وفاتها أمام وطأة وبشاعة القتل ونحر الرؤوس والحرق فى أقفاص الحديد الذى باتت داعش الإرهابية تمتهنه يومياً بشكل ممنهج بتشجيع وتأييد من بشار الذى استدعاه ليقيم إمارته الإرهابية المجنونة بغطاء وحاضنة سورية رسمية من بشار وجيشه. ولا يقل أحد لى إن بشار غير مسئول عن داعش والنصرة وأحرار الشام وجند الاسلام وغيرهم من عناصر ومجرمى 180 تنظيما إرهابيا يسكن دمشق بل على العكس تماماً فلولا تواطؤ بشار وخيانة خونة جيشه لما حضرت داعش وكل هؤلاء الإرهابيين ولما فتحت أبواب وحدود سورياودمشق أمام كل هذه الفرق والطوابير الطويلة من القتلة والدمويين والمقاتلين الأجانب ليحط بهم الرحال فى عاصمة الأمويين ومركز الممانعة العربية فصار بشار وحده هو المسئول عن كل مأسى شعبه ووطنه. وبكل تأكيد كل العرب هم أيضاً معه مسئولون عن تلك المأساة التى لاتزال تتوالى فصولها فى سوريا حيث تركوا الوطن والشعب هناك يعانى الويلات حتى صدق قول أحد زعماء الغرب فينا كيف لقادة وشعوب عربية أن تنام ويغمض لها عين وإخوانهم السوريون العرب يعانون كل هذا الجرح والدمار والتدمير والقتل الممنهج والجوع والتشريد. بالفعل صار كل مايحدث فى سوريا فى رقاب العرب والعروبة، ولن ترحم دماء ومأسى السوريين زمن العهر العربى وستظل تلاحق وتلعن عروبتنا تلك المأسوف على حالها.. ومن أسف فمازال القادم فى سوريا أدهى وأمر ولم نعد نملك سوى ترف التباكى والاستسلام للأحزان على سوريا وشعبها. لمزيد من مقالات أشرف العشري