وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز علي عودة السفير السعودي إلي مصر اليوم وفتح السفارة والقنصليات السعودية بالقاهرة والسويس والإسكندرية. وذلك استجابة لطلب الوفد البرلماني والشعبي المصري برئاسة سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب وأحمد فهمي رئيس مجلس الشوري والذي استقبله الملك عبد الله عقب صلاة الجمعة في الديوان الملكي بالرياض أمس. وأكد خادم الحرمين الشريفين في كلمته أمام الوفد بحضور ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي والأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع والأمير سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وعبد العزيز خوجة وزير الاعلام والثقافة بالإضافة إلي عبد الله آل الشيخ رئيس مجلس الشوري السعودي ان علاقات البلدين والوشائج التي تربطهما قائمة علي وحدة الدين ونصرته في الحق وانه ليس لأي سحابة عابرة ولايمكن لكائن من كان ان يعبث بهذه العلاقات, مشيرا إلي ان العلاقات مع مصر لها اولوية ولانسمح لأي فئة أن تلغيها أو تهمشها مضيفا أنه إذا كان هناك عتاب فيدخل من باب العقلانية لعلاج أي التباس في العلاقات. وأشار الملك عبد الله إلي ان مصر بهمومها وآمالها وطموحاتها لها في قلب المملكة مكانة كبيرة والعكس صحيح وان ماحدث في الآونة الأخيرة من تداعيات للعلاقات بين البلدين أمر يؤلم كل مواطن سعودي ومصري شريف وما قرارنا باستدعاء السفير وإغلاق السفارة إلا لحماية منسوبيها من أمور قد تتطور لما لايحمد عقباه, واعرب الملك عبد الله عن سعادته لحضور الوفد الذي يعبر عن مكارم الاخلاق المستمدة من عقيدتنا الإسلامية. وأضاف ان أمام هذا الموقف النبيل لايسعني إلا أن أقول إننا لن نسمح لهذه السحابة العابرة ان تطول, معربا عن أمله ان يقف الاعلام في البلدين موقفا كريما وليقل خيرا أو ليصمت. وعقب ذلك أكد الدكتور الكتاتني عمق العلاقات بين البلدين والشعبين مشيرا إلي ان الشعب المصري يكن كل التقدير والاحترام للمملكة. وأكد أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري ان أبناء الشعب المصري العاملين في المملكة يلقون كل الاهتمام والرعاية. وأشار إلي قضية الجيزاوي مؤكدا ثقته في أنه سيحاكم بصورة عادلة أمام القضاء السعودي معربا عن أمله في ان تتم معاملته وفقا لقواعد الرحمة قبل العدل وأن يشمله الملك عبد الله بعفوه كما اعرب عن أمله في إعادة فتح السفارة لتسهيل حصول المصريين علي تأشيرات الحج والعمرة. كما تحدث السيد البدوي رئيس حزب الوفد. مشيرا إلي أن ما مر بعلاقات البلدين هو أمر عابر وأن البلدين هما أساس النهضة في المنطقة كما تحدث الأنبا مرقص ممثل الكنيسة الأرثوذكسية, مشيرا إلي أن أي مشكلة تطرأ يجب حلها بالحوار معربا عن أمله في عودة السفير السعودي سريعا وطالب الشيخ محمد حسان بعودة العلاقات لسابق عهدها مؤكدا انه لايمكن لأي أزمة عابرة ان تنال من العلاقة المتينة بين البلدين. وقد حضر اللقاء السفير محمود عوف سفير مصر بالمملكة والسفير أحمد القطان سفير المملكة لدي مصر وسيد البدوي رئيس حزب الوفد والشيخ محمد حسان والقس صفوت البياضي والفنانون محمود عبد العزيز ومحمد صبحي وهاني شاكر وخيري رمضان وأشرف عبد الغفور والنواب مصطفي بكري وسعد عبود. وعلي صعيد آخر, نفي السفير السعودي بالقاهرة ما نقل عنه بشأن تقديم المملكة500 مليون دولار إلي مصر خلال يونيو المقبل وقال إن الموافقة علي هذا المبلغ كانت مسبقة وستصرف ضمن حزمة مالية كبرنامج مساعدات لمصر بتكلفة3.75 مليار دولار. ووصف قطان الزيارة بالناجحة مؤكدا عودته للقاهرة مساء اليوم وقد تقررت عودة الوفد المصري إلي القاهرة سريعا نظرا للأحداث الجارية بعد موافقة خادم الحرمين علي اداء الوفد للعمرة في ضيافته وأعرب الوفد عن شكره وتقديره لهذه المكرمة والدعوة الكريمة.