يبدو أن الغرب بدأ يضيق ذرعا بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين ولم يعد يتحمل سياسته المناقضة للسياسات الأوروبية الأمريكية سواء فى شرق أوروبا «الأزمة الأوكرانية» أو فى الشرق الأوسط «الأزمة السورية» ومن ثم تصاعدت فى الآونة الأخيرة حملة واسعة لتشويه بوتين واغتيال سمعته. وفى هذا السياق أذاعت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي» ما أسمته فيلما وثائقيا تحت عنوان «فساد بوتين» وظهر فى سياق الفيلم «ديمترى سكارج» الرئيس السابق لشركة «سود كمفلوت» لصناعة وتجارة السفن متحدثا كشاهد على إهداء الملياردير اليهودى «رومان إبراموفيتش» يختا فاخرا للرئيس بوتين تصل قيمته إلى ما يربو على 35 مليون دولار. ورغم أن موسكو اعتادت تجاهل مثل هذه الحملات طوال السنوات الماضية واعتبرتها جزءا من خطة استخباراتية غربية هدفها النيل من بوتين والتأثير على شعبيته الواسعة فى روسيا بزعم امتلاك بوتين لحسابات سرية بمليارات الدولارات وامتلاكه لقصور فارهة بفضل علاقاته الوثيقة مع المافيات العالمية رغم ذلك اضطر الكرملين هذه المرة إلى الخروج عن صمته ودحض ما ورد فى فيلم هيئة الإذاعة البريطانية حيث وصف «ديمترى بيسكوف» الناطق الرسمى باسم الكرملين هذه الاتهامات بأنها قذف ومحض افتراء وتلفيقات لا أساس لها من الصحة. لكن أكثر ما أزعج الكرملين أن تتورط إحدى صحف المعارضة الروسية فى حملة تشويه بوتين وهى صحيفة «نوفايا غازيتا» التى نشرت تقريرا منسوبا للمعارض الروسى «بوريس نيمتسوف» الذى عثر عليه مقتولا فى موسكو العام الماضى وجاء فى التقرير أن بوتين يملك أسطولا صغيرا يضم 4 سفن تصل قيمتها إلى مليارات الروبلات الروسية. وفى اعتقادى أنه بصرف النظر عن صحة أو دقة هذه التقارير التى تستهدف تشويه ثعلب المخابرات ومعشوق المراهقات الروسيات فإن مثل هذه الضغوط مورست من قبل مع العديد من زعماء الدول الذين يراد تطويع مواقفهم السياسية لتكون متوافقة إلى حد ما مع الأهداف والمقاصد الأمريكية. وظنى أن بوتين بثقافة بطل الجودو يصعب عليه أن يركع وأن ينحنى بسهولة! خير الكلام: وذاك الشباب الغض والهمة التى تدوس إلى غايتها كل حائل! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله