كشفت دراسة مصرية حديثة، بمعهد الدراسات والبحوث البيئية، أن أعمال البناء الحالية تستهلك فى أثناء تنفيذها بالطرق التقليدية، نحو ثلث إنتاج الطاقة، وتلوث البيئة، وتؤثر سلبا على العمالة، بجانب تأثيراتها على الصحة، والاقتصاد، مطالبة باستخدام التكنولوجيا الحديثة فى صناعة التشييد، والبناء. الدراسة أجرتها الباحثة: هدى السيد حسن الصبح، بقسم الهندسة البيئية بالمعهد، بهدف معرفة تأثير استخدام أساليب البناء الحديثة لشركات المقاولات على القائمين بالعمل فيها من العمال، والمهندسين، ورؤسائهم، وأيضا تأثير ذلك على المنتفعين، وأفراد المجتمع، اجتماعيا واقتصاديا، وكذلك تأثير استخدام أساليب البناء الحديثة على النواحى الاقتصادية. وأظهرت نتائج الدراسة أن الشركات لا تزال تستخدم الطرق القديمة أو التقليدية أو تستخدمها جزئيا. وكشفت أن التطور فى مجال تكنولوجيا البناء له آثار اقتصادية من خلال ترشيد استهلاك الطاقة، باستبدال العمالة المدربة محل الآلات والمعدات، وله أيضا آثار اقتصادية نتيجة السرعة فى التنفيذ، وفتح الأسواق الجديدة، وتشغيل المصانع فى جميع المجالات، وكذلك تشغيل الأيدى العاملة، باعتبارها سلسلة متشابكة من الحلقات. وركزت الدراسة على العلاقة بين التقنيات الحديثة فى البناء، وأفراد المجتمع، وأعمال الخرسانة، نظرا للتطور الكبير والتقدم السريع فيها، ولشيوع استعمالها فى أعمال البناء. ونبهت الباحثة إلى أنه من أجل الحصول على خرسانة جيدة خالية من العيوب، تجب دراسة المواد الداخلة فى تكوين الخلطة الخرسانية، واشتراطات صلاحيتها، وكذلك دراسة الأضرار التى تحدث للمنشآت الخرسانية، كالشروخ، والتشققات بأنواعها، وأسبابها، وكيفية علاجها، وطرق تجنبها، وأساليب صيانة المنشآت الخرسانية، والمحافظة عليها، وكيفية حماية الخرسانة من الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والبراكين، ودراسة مقاييس مراقبة الجودة المناسبة للخرسانة، والتطور الحادث فى مجال تكنولوجيا إدارة البناء والتشييد، المتمثل فى محيطاته الأربعة: «الاقتصادى - السياسى والقانونى - التكنولوجى - الاجتماعي»، مع الاهتمام بدراسة برنامج السلامة والصحة المهنية والبيئية للعامين فى هذا المجال. وأوصت الدراسة باستخدام طرق وأساليب الإنشاء الحديثة للمباني، واختيار الطريقة المناسبة من طرق الإنشاء، التى تناسب كل موقع وبناء، مثل الخرسانة سابقة الصب والإجهاد، والخرسانة المرفوعة، والشدات المنزلقة، وطريقة الإنفاق. كما رصدت الدراسة الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على استخدام الأساليب والتكنولوجيا الحديثة فى البناء، ومنها تقليل استهلاك الطاقة، وكشفت أن الاتجاه الحديث الآن هو تنقية مواد البناء من الشوائب التى تضر بالبيئة، لأن ذلك سينعكس على مستخدمى المواد، والمنتفعين بها، بأضرار كبيرة، مثل استخدام الاسبستوس، الذى ثبت تسببه فى انتشار مرض السرطان، ومادة الرصاص التى تعد أيضا من المواد الخطرة، وثبت أنها تسبب التسمم المزمن بالرصاص. كما رصدت الباحثة استخدام الإضافات الحديثة لتحسين خواص الخرسانة، مثل استخدام الألياف المركبة فى زيادة متانة وأداء المنشآت الخرسانية،كخليط ألياف الزجاج والبولى بروبلين والصلب، إذ ثبت أنه وسيلة فعالة لتحسين إجهاد الشد غير المباشر، وإجهاد الانحناء. وتحد الألياف من تمدد الشروخ الدقيقة داخل الخرسانة، وفق الدراسة، التى أكدت أيضا أن استخدام التكنولوجيا الحديثة لتطوير المناطق القديمة ضرورى للوصول لأحياء راقية تبعد بالمجتمع عن العدوانية، والتلوث. وأخيرا، تؤكد الدراسة أن الحفاظ على ثروة مصر العقارية، يستلزم الصيانة المستمرة لها، لتلافى الأسباب المؤدية للعيوب والشروخ، التى تحدث فى أثناء الإنشاء، أو بمضى الزمن، أو نتيجة للمؤثرات الخارجية، أو الكوارث الطبيعية، كالزلازل، والبراكين .