فى تصعيد للضغوط التى تواجهها حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بسبب ملف اللجوء، طالب وزير النقل الألمانى ألكسندر دوبرينت، المستشارة بالاستعداد لإغلاق حدود البلاد والتراجع عن سياسة الترحيب باللاجئين، إذا ما استمر عجز الاتحاد الأوروبى عن الوصول إلى قرار موحد بشأن اللاجئين. وأكد الوزير أنه إذا لم يتراجع أعداد الوافدين فى القريب، فإن ألمانيا يجب أن تبدأ التحرك منفردة والتراجع عن سياسة "الوجه الودي" فى استقبال اللاجئين. جاءت مطالب دوبرينت، وهو عضو بحزب الاتحاد الاجتماعى المسيحى البافاري، فى تصريحات لصحيفة "موينشنر ميركيور". ويعد الحزب البافارى حليفا للحزب الديمقراطى المسيحى المحافظ بزعامة ميركل، وقد صعد الحزب البافارى من ضغوطه على الحكومة المركزية بعد إرتفاع إجمالى أعداد اللاجئين الذين استقبلتهم البلاد منذ الصيف الماضي، حوالى 1،1 مليون شخص. وكان هورست سيهوفير، زعيم الحزب فى أقليم بافاريا، الذى يعد نقطة الدخول الحدودية الرئيسية أمام اللاجئين إلى الأراضى الألمانية، قد كشف فى تصريحات لمجلة "دير شبيجل" أنه سيرسل الى الحكومة الاتحادية طلبا رسميا لإعادة فرض "ضوابط" على حدود البلاد. وكانت المستشارة ميركل قد تعهدت بخفض واضح فى أعداد اللاجئين الوافدين خلال العام الجارى 2016، وإن امتنعت عن تحديد تقييم للأعداد التى سيتم قبولها خلال الفترة المقبلة. وتعمل المستشارة على إقناع الدول الأوروبية الأخرى بالتزام نظام "الحصص المقيدة" فى قبول اللاجئين بغرض توزيع العبء، فضلا عن العمل لإقناع تركيا بإبقاء اللاجئين فى اراضيها دون دخولهم أراضى الاتحاد. على الصعيد ذاته، بدأت إدارة موقع التواصل الإجتماعى الأشهر "فيسبوك" حملة فى أنحاء أوروبا بعنوان "مبادرة من أجل الشجاعة المدنية على الانترنت"، ضد التدوينات المتطرفة والتى تحث على كراهية الأجانب واللاجئين. وتعهدت إدارة فيسبوك بتخصيص أكثر من مليون يورو - أى ما يوازى 1،09 مليون دولار لدعم المنظمات غير الحكومية فى مساعيها للتصدى للتدوينات العنصرية والمناهضة للأجانب. وفى سياق متصل ، وقعت مواجهات بين قوات الشرطة الهولندية ومتظاهرين شرق البلاد إثر تنظيم تجمع احتجاجى ضد استقبال اللاجئين. ووقعت هذه المواجهات بعد ساعات قليلة على دعوة النائب برلمانى تابع لتيار اليمين المتطرف خييرت فيلدرز لاحتجاز اللاجئين والمهاجرين فى مراكز استقبال من أجل حماية النساء اللواتى كما قال يتعرضن لاعتداءات مماثلة لتلك التى جرت ليلة رأس السنة فى كولن بألمانيا.