لم تكن ليلة رأس السنة مناسبة سعيدة لألمانيا تستقبل بها عاما جديدا بعد جهد مضن استمر طوال العام لاستقبال طوفان اللاجئين،فقد تعرضت مدن ألمانية ، منها كولونيا وهامبورج لعمليات تحرش جماعى وسرقات واعتداءات منظمة . ووفق شهود عيان فى كولونيا كان هناك تجمع يضم أكثر من ألف شخص عند ساحة محطة قطار كولونيا لهم ملامح عربية، أحاطوا فى مجموعات ضحاياهم من النساء، وأعاقوا تحرك رجال الأمن،مما أثار انتقادات حادة لأداء الشرطة وأدى لإقالة رئيس شرطة المدينة. وتعالت أصوات معارضى المستشارة ميركل بشأن سياستها المنفتحة على استقبال اللاجئين فى ألمانيا حيث وصل إليها أكثر من مليون لاجئ العام الماضى. أجهزة الأمن تلقت نحو مائتى بلاغ بحالات التحرش والسرقة فى كولونيا وأكثرمن مائة بلاغ فى هامبورج، وألقت القبض على 32 مشتبها به معظمهم من طالبى اللجوء . تلك الأحداث الصادمة أتاحت الفرصة للتيار اليمينى فى ألمانيا وأوروبا المناهض للأجانب واستقبال اللاجئين لتعزيز مواقفه المطالبة بغلق الحدود أمام اللاجئين والمهاجرين .كما تعالت المطالبة بتعديل القوانين وتشديد العقوبات . فى هذا السياق حذر مسئول أمنى ألمانى من أن هناك عصابات عربية ومن شمال إفريقيا تسعى للاستعانة باللاجئين وتجندهم عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى لاستغلالهم فى أعمال إجرامية .وسط ذلك الجدل الدائر شهدت ألمانيا صدور طبعة حديثة من كتاب «كفاحى» للزعيم النازى أدولف هتلر بعد مضى 75 عاما على وفاته، وانقضاء حق النشر الذى امتلكته ولاية بافاريا منذ عام 1945 ،وطبع معهد التاريخ المعاصر فى ميونيخ .الطبعة المنقحة فى جزءين تضمنت 3500 شرح وتعقيب لأكاديميين ومؤرخين على ما جاء بالكتاب من أفكار هتلر ورؤاه وأكاذيبه لأغراض دعائية، وبلغ عدد نسخه المطبوعة حتى عام 1945 اثنتى عشر مليونا. من المهم التصالح مع أخطاء الماضى بفهم أسبابها لتفادى تكرارها،وغير خاف تنامى تيار اليمين المتطرف فى الدول الأوروبية . لمزيد من مقالات ايناس نور