فى الآونة الأخيرة، فقد الكثير من الشباب معنى الانتماء للوطن وهى الكلمة التى تربت عليها أجيال سابقة وأصبح هناك خلط بين كلمتى الانتماء والولاء، مما أدى إلى سفر أو هجرة الكثيرين ،وذلك بحجة البحث عن الرزق وضيق الحال فى بلده و من هنا كان لابد من الوصول إلى الأسباب الحقيقية وراء عدم الانتماء. يرى الدكتور ألبرت تانيوس رئيس رابطة المصريين فى فرنسا أن مشكلة الانتماء تفاقمت بعد ارتفاع البطالة فى مصر ، فحلم كل شاب أن يحقق ذاته مع استغلال الكثير من الدول هذه الظاهرة لجلب الشباب إليها والاستفادة منهم مقابل مرتب مغر وتوفير مكان السكن والانتقالات حيث وصل عدد المصريين المغتربين فى الخارج حوالى 8 مليون مصرى يوجد حوالى 70 ٪ منهم فى دول الخليج العربى بواقع 50 ٪ فى السعودية و 20 ٪ فى باقى دول الخليج أما 30 ٪ منهم فى أوروبا ودول أمريكا الشمالية. ويقول محمود عثمان رئيس الجالية المصرية بميلانو فى إيطاليا إن استقطاب الدول الأوروبية لخيرة شبابنا والاستفادة منهم واضح وضوح الشمس ،فمثلا كندا تبذل قصارى جهدها فى جذب معظم طلبة الماجستير بعد حصولهم على الدكتوراه بتوفير فرصة عمل بمرتب مغر ومسكن وسيارة ومنحهم الجنسية ، فى حين نجد أستراليا تمنع ازدواج جنسية المقيمين لديها حيث أسرع معظم المصريين بالتقدم بطلبات للتنازل عن جنسيتهم ،مقابل بقائهم فى أعمالهم بأستراليا ، فشغف الشباب بالدول الأوروبية وصل للجنون و أكبر دليل على ذلك وجود الكثير من المدن بالخارج يقطنها المصريون مثل ولاية نيوجيرسى بأمريكا وميلانو بإيطاليا. ويوضح محمد أنور رئيس المجلس الوطنى للتنمية بالإسكندرية أن قضية الانتماء للوطن لها عدة اتجاهات لم تستطع الحكومات السابقة تغطيتها ، فالانتماء لا يتحقق فقط بتوفير فرص العمل للشباب ولا بتوفير الاحتياجات الضرورية للحياة ولا بممارسة الديمقراطية لمدارسها المختلفة وإنما الانتماء هو نابع من عقل ووجدان الفرد نتيجة للفكر والثقافة الموجه إليه فكل هذه العوامل ما هى إلا المكونات الأساسية لقضية الانتماء للشباب ويعد نجاح أى دولة بنسبة انتماء شبابها لوطنهم وتوفير كل هذه العوامل دون الآخر ، على سبيل المثال وجود محاولات جادة لتفعيل هذه العوامل مجتمعة منها توفير فرص العمل للشباب التى تعد العقبة الأولى والرئيسية أمام أى خريج ،بالإضافة إلى طرح الآلآف من المشاريع القومية التى يعمل فيها الشباب والاستفاده منها أما عن ممارسة الديمقراطية فهناك مشاركات سياسية للشباب ومؤتمرات لتأهيلهم وانخراطهم فى الحياة السياسية لأنهم جزء مهم من الوطن . وحول ظاهرة الهجرة الشبابية التى تلوح فى الأفق ،تكمن هذه الظاهرة بداخلها فكر وثقافة الانتماء لدى الشباب ولقد أطلق لها العنان دون أى توعية أو رقيب وبالتالى اختار الشباب سبيل اللجوء إلى الدول الأخرى. وبالرغم من ذلك،فالمصريون فى الخارج لديهم الانتماء للوطن بشكل ملحوظ من خلال محاولاتهم المستمرة فى خدمة البلد والنهوض باقتصادها بالمشاريع والاستثمارات. وعلى الجانب الآخر، تشير الدكتورة انتصار بدر أستاذ الموارد البشرية بجامعة 6 أكتوبر إلى أن غموض كلمة الانتماء فى المجتمعات أدى إلى ظهور الاتجاهات الفكرية المتطرفة والجماعات المتعصبة وتغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة فمعنى كلمة الانتماء هو الانتساب أو انضمام الفرد إلى جماعة معينة، أما الولاء فهو عبارة عن الإيمان والاقتناع بقضايا الوطن والتفانى فى حلها والتضحية من أجل الارتقاء بالبلد والنهوض بها حتى إن كان على حساب المواطن . هنا تطالب الدكتورة انتصار بضرورة أن تكون هناك توعية أسرية ومجتمعية لهؤلاء الشباب لأنهم نواة أى وطن يجب الاستفادة منهم واستغلال قدراتهم وفتح أبواب الحوار الدائم معهم للوصول إلى حلول وسطية لمشاكلهم سبل التحايل للحصول على الجنسية الأمريكية وبسؤال الشباب المصرى عن سبل التحايل للحصول على الجنسية الأمريكية، قال سليم هيثم إنه أصبحت الآن هناك طرق لسفر السيدات الحوامل لأمريكا لإنجاب مولودهن والحصول على الجنسية الأمريكية وذلك عبر أطباء وسماسرة عرب من جنسيات مختلفة فى الولاياتالمتحدة يستأجرون منزلا كاملا لاستقبال السيدات المصريات الحوامل ويتفقون مع أطباء فى أمريكا لإجراء العمليات ثم إعادتهن إلى المنزل للحصول على فترة نقاهة وبعدها العودة إلى مصر، وذلك مقابل الحصول على مبالغ باهظة مقابل تسهيل عملية الإنجاب للحصول فى نهاية الأمر على الجنسية الأمريكية التى تميز المولود عن باقى أقرانه فى مصر بالعديد من الامتيازات والحصول على حقوقه بالكامل بداية من التعليم وحتى العلاج وأبسط الحقوق الأخرى التى يحرم منها المواطن المصرى ذاته فى بلده،ولهذه الأسباب ينجرف الآباء والأمهات على الحصول على تأشيرة أمريكا بعد اكتشاف الحمل مباشرة من أجل منح أبنائهن الجنسية الأمريكية .