لأول مرة أستمع للمرشح الرئاسي الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح, وذلك في لقاء موسع مع جانب مهم من مصر المخملية التي تمثل قيادات في قطاعات مختلفة من الشعب المصري. رجال أعمال, دبلوماسيو, وزراء سابقين, مهندسون, أطباء, إعلاميون, أصحاب مشروعات زراعية وصناعية وسياحية, مفكرون, ساسة, سفراء أجانب وعرب, وغيرهم وذلك في لقاء بمجلس الأعمال المصري الكندي, وبدعوة من رئيس المجلس المهندس معتز رسلان الذي إستضاف في السابق السيد عمرو موسي, واللواء أحمد شفيق, كما سيدعو الأربعاء المقبل السيد خيرت الشاطر المرشح الرئاسي السابق لحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين. نجح معتز رسلان في تحويل المجلس لمنصة سياسية وإقتصادية للتعريف بأفكار مختلف التيارات والنخب السياسية في معركة مصر الفاصلة للتحول الديمقراطي بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. ولإن الأفكار كثيرة سنوجزها في عبارات تلغرافية. قال أبو الفتوح: مصر أفضل ما فيها شعبها..لم أكن راضيا عن الإنتخاب السابق للجمعية التأسيسية للدستور ولا طريقتها ولابد أن نضرب تعظيم سلام للديمقراطية.. إنتخابات البرلمان نزيهة, والأغلبية نساعدها بالنقد, وعصر الفراعين إنتهي.. ألوم الأغلبية علي سياسة الإستحواذ, ويجب ألا يحدد سلوكها الأخذ طالما إمتلكت القدرة عليه.. مصطلح فلول يفتح الباب علي مصراعيه للزج والنيل من مصريين شرفاء يمكن أن يساعدوا في عملية البناء, وهذا المصطلح يقتصر علي من تلوثت يده بدماء وأموال المصريين.. مصر لن تكون غير مصر لا هي تركيا ولا تونس ولا أي بلد, فليس لدينا تدين متشدد ولا علمانية متطرفة.. التخوفات من الأغلبية الإسلامية عيب بعد25 يناير ولا يجب أن نسال: هيعملوا إيه فينا؟ بل إحنا هنعمل إيه فيهم؟.. وثيقة الازهر مرجعيتنا الوحيدة لفهم الإسلام.. وقعنا جميعا كمرشحين للرئاسة علي وثيقة الحريات وهي غير ملزمة للدستور.. برنامجنا الإقتصادي يتضمن مشروعا لتطوير محور قناة السويس, ومشاريع تكنولوجية في الطاقة البديلة من الرياح والشمس, الإكتفاء الذاتي في سلة الغذاء المصرية, الإهتمام بالتعليم والصحة ورفع موازنة التعليم25%, الصناديق الخاصة الجيدة التي تقوم بأغراضها تبقي وأن تدخل موازنة القوات المسلحة في ميزانية الدولة, إعادة النظر في الهيكل الضريبي بضريبة تضاعدة تصل إلي25 إلي30% كحد أقصي, الخروج من عنق الزجاجة بالإستثمار ونتمني خلال عشر سنوات ان يكون أغني أغنياء العالم من مصر, الخروج من الإقتصاد الريعي القائم علي تحويلات المصريين والسياحة فقط إلي إقتصاد القيمة المضافة بالإهتمام بالإنتاج الزراعي والصناعي والتجارة, أن تكون مصر خلال10 سنوات ضمن أقوي20 دولة إقتصاديا وعلميا.. الجيش المصري يجب أن يكون أقوي جيش في المنطقة حيث أن مصر مستهدفة, وما ينص عليه دستور1971 فيما يخص الجيش يجب أن يستمر, ونثق في جيشنا ونعتز به.. الإبقاء علي نص المادة الثانية في الدستور ويضاف إلي النص: علي أن يتم الحفاظ علي شريعة الإخوة المسيحيين لطمأنتهم, وأنا ضد التمييز بين المصريين بسبب الدين أو اللون او الجنس. هذه أفكاره التي عبر عنها والتي أضاف إليها في رده علي الأسئلة المزيد من التوضيح قائلا: إصلاح الدعم ضرورة وخاصة المتعلق بدعم الطاقة للصناعات كثيفة الإستخدام والتي تبيع منتجها بالسعر العالمي..نستهدف برنامج ضمان إجتماعي يضمن الحد الأدني للدخل.. الإهتمام بالمراة وخاصة المعيلة.. تأسيس صندوق لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. إعادة النظر في منظومة التعليم الفني وربطه بحاجة سوق العمل.. سنظل في حاجة للإقتراض من الخارج حتي نمر من عنق الزجاجة ثم نكف عن الإقتراض.. الإعتماد في السياسة الخارجية علي العلاقات الثنائية وليس التحالفات متعددة الأطراف لأضرارها.. إنتخاب شيخ الأزهر وعمداء ورؤساء الجامعات ليس هو النظام الأمثل, والقبول به حاليا لحين إستقرار الأوضاع.. جامعة الأزهر منارة للعلم ومؤسسة علمية ستكون مرجعية لنا في فهم الإسلام.. هناك ممارسات ضد المرأة تم نسبتها للإسلام زورا وبهتانا, والإسلام برئ من تهميش المرأة, ولابد من إعادة النظر في التشريعات للقضاء علي التمييز ضد المرأة.. لن أدير معركتي بالنصب بالإدعاء أن نائب الرئيس سيكون إمرأة أو قبطي, فهذا النائب يكون من يكون, والعبرة بالكفاءة.. سيحكم علاقاتنا الخارجية معاهدات لا يجب أن نعصف بها بجرة قلم ولكن وفقا لتطابق نصوص المعاهدات والقانون الدولي, وعلاقتنا بالخارج بعيدة عن التبعية, وسنقيم علاقات متوازنة ليس بالغرب فقط ولكن بالصين( الأولي إقتصاديا) خلال10 سنوات, والأفارقة الذين يحبون مصر.. سنقوم لبناء الوطن ومش فاضيين نصدر الثورة لبلاد أخري.. مصر بسياستها الناعمة تستهدف أن تكون دولة قوية سياسيا واقتصاديا وعلميا.. سنخدم القضية الفلسطينية بتقوية مصر.. علاقتنا بإيران ستقوم علي المصالح المشتركة, وضد أن تكون إيران مصدرا لتهديد إخوتنا العرب, ولن نساير أمريكا بالتفكير أن الإيرانيين خطر.. نزلت مستقل والوطن أهم عندي من الحزب الذي أنتمي إليه.. أختلف مع قرارات اللجنة العليا للإنتخابات بشطب العشرة السابق ترشحهم, ومسألة الإستبعاد بسبب حمل جواز سفر أجنبي لأحد الوالدين نوع من أنواع التزيد, ويكفي في مسالة الولاء أن يكون المرشح وزوجته مصريين ولم يسبق لهما حمل جنسية أخري.. هناك إرتباك في الأداء الإعلامي, وفي أوربا قوانيين متشددة في جرائم السب والقذف من قبل الإعلام, وتعويضات بالملايين لحماية المجتمع, ولابد أن تكون هناك تشريعات بالتشاور مع نقابة الصحفيين وميثاق شرف إعلامي, وأن ترفع الدولة يدها عن الإعلام, ووزارة الإعلام بدعة. وعن نفسه قال: أنا طبيب دفعة76, وزوجتي إستشارية نساء وتوليد, لدي6 أولاد(3 اطباء, ومهندس, وصيدلي, وخريج تجارة له بيزنس بسيط) مستور إقتصاديا من خلال مشاركات تجارية بسيطة يديرها إخوتي, أبي موظف بسيط كان يعمل فترة مسائية لإعالتنا, وأمي سيدة مصرية طيبة لا تعرف القراءة أو الكتابة, من كفر الزيات وولدت بحي مصر القديمة, أنا أخ وصديق وخادم لكل المصريين. إنتهت الجلسة التي أدارها الإعلامي الزميل عمرو الليثي, ويذكر أن أبو الفتوح هو الطالب الذي وقف مصارحا للرئيس الراحل أنور السادات في لقائه ببعض من شباب الجامعات ومنتقدا سياساته وغضب السادات منه وقال له قولته الشهيرة قف مكانك, وكانت هذه الواقعة سببا في إستبعاده من التعيين بالجامعة رغم تخرجه بتقدير جيد جدا بمرتبة الشرف. والخلاصة, أن رهان أبو الفتوح ليس علي الإسلاميين, ولكن علي أصوات المصريين بمختلف تياراتهم إضافة إلي المرأة( التي كان لها دور كبير في الإنتخابات البرلمانية) والأقباط, وذلك عبر الوسطية والإسلام الصحيح. من الناحية الإقتصادية أكد الرجل أنه سيستشير أهل العلم, وبرنامجه الإقتصادي لا يختلف عن باقي المرشحين اللهم إلا في رغبته بتحقيق التوازن ما بين مدنية الدولة, ومرجعيتها الإسلامية. لا ينظر لمصر من منظور الخلافة الإسلامية بل من منظور وطني يري مصر أولا, يقدر الشباب ويثمن دورهم ولا ينكر أهمية الكفاءة والخبرة.