أكل الزجاج، النوم على المسامير، شد أتوبيس بشعر الرأس، هذه قدرات جسدية خارقة، لا تعتمد على العقل وماهو وراء الطبيعة، المعروفة بالقدرات غير العادية، والتى ينشدها المخرج داوود عبدالسيد فى فيلمه، الذى يحرض فيه على التأمل والبحث عمن يمتلك تلك القدرات، يخلط البعض أحيانا بينها وبين عالم الغيبيات والسحر، استطاع المخرج مع موسيقى راجح داوود التى يصفولها الذهن، بجعل المشاهد أحد عناصر الفيلم، يفتش مع الباحث يحيى “خالد أبوالنجا” بأدائه السلس غير المتشنج، وينقب عنهم. ايضا نرى الشاعر الأيرلندى بتلر ييتس الحاصل على نوبل، قد آمن بالخوارق الطبيعية حتى ان شعره أظهر إيمانه بهذه الروحانيات، كتلك التي كتبها عن البطل “كوجولاين” الذي قيل ان له قدرات بشرية خارقة. وبطل داوود عبدالسيد، طفلة موهوبة ووالدتها حياة “نجلاء بدر” صاحبة البنسيون بمرونة أدائها، انتقلت قدراتهما الى الباحث نفسه. وفى البنسيون، الذى أبدعه الديكوريست أنسى أبوسيف حيث دارت الأحداث، كل قاطنيه فنانون، مغن ىالأوبرا ومطرب ومخرج سينمائى ورسام، حتى صاحبة البنسيون فى الأصل تشكيلية، ربما يقصد ان الفنانين الأكثر تأهيلا للقدرات غير العادية، بخلاف الحقيقة، الاختلاف كان سيضفى حيوية، كما حدث مع الشخصية الأمنية الغامضة “عباس أبوالحسن»، محاولا استغلال قدرات الطفلة، فكادت تضيع. كثيرون يمتلكون قدرات خاصة، تنتظر من يوقظها، ليكونوا مميزين، قدرات وليست كرامات. قدم داوود صورة سينمائية نتشوق إليها، وللأسف كنا اثنين فقط فى صالة العرض، الفن لايكون بدون جمهور، يكفى 10فى المائة فقط ممن هاجموا السبكى وليس ممن شاهدوا أفلامه، لتستمر سينما داوود وغيره من المبدعين. لمزيد من مقالات سمير شحاته