لأول مرة فى التاريخ، استخدمت القوات الروسية أمس الأول الغواصات لتوجيه ضرباتها الصاروخية ضد مواقع تنظيم"داعش» الإرهابي، وذلك فى الوقت الذى كشف فيه الرئيس فلاديمير بوتين عن أمله فى عدم اللجوء لاستخدام الأسلحة النووية ضد مواقع التنظيم الإرهابي. وقال بوتين إنه «فيما يتعلق بالضربات الموجهة من على متن الغواصة، يجب تحليل كل ما يتعلق بالواقع على الأرض، وبفاعلية الأسلحة بطبيعة الحال، لقد أثبتت هذه الأسلحة جودتها سواء «كاليبر أو صواريخ 101 إكس». وأضاف أنها «أسلحة حديثة عصرية، فائقة الفاعلية، نحن ندرك ذلك الآن ، أسلحة بالغة الدقة ، ويمكن تزويدها برؤوس تقليدية أو رؤوس خاصة، أى نووية»، على حد تعبيره. وأضاف «أننا وبطبيعة الحال لن نكون فى حاجة فى حربنا ضد الإرهابيين الى مثل ذلك، وأُعْرِب عن الأمل فى الا نحتاج إلى مثلها، لكن ذلك يقول بأننا تحركنا كثيرا إلى الأمام من حيث تطوير الأسلحة والمعدات التى ندعم بها الجيش والأسطول". وعلي صعيد متصل، نفي وزيرالخارجية الروسي سيرجي لافروف اعتزام بلاده استخدام أسلحة نووية ضد الإرهابيين. و قال لافروف " يمكن للمرء النتصار عليهم بأسلحة تقليدية، وهذا يتناسب بالضبط مع عقيدتنا" ومن جانبه، قال سيرجى شويجو وزير الدفاع الروسى فى تقريره إلى الرئيس بوتين القائد الأعلى للقوات المسلحة إن الغواصة "روستوف أون دون" الموجودة شرق المتوسط على مقربة من الشواطئ السورية وجهت عددا من صواريخ "كاليبر" المجنحة بعيدة المدى إلى مواقع داعش، وألحقت الكثير من الأضرار بمستودعاته للذخيرة ومصنع لإنتاج الألغام والبنية التحتية". وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن "القوات المسلحة الروسية عززت خلال الأيام الأربعة الماضية، شدة ضرباتها الجوية على مواقع الجماعات الإرهابية، حيث ألقت ألفى قنبلة، مشيرة إلى أن تكثيف الضربات الجوية ضد مواقع التنظيمات الإرهابية ساهم فى تعزيز الجيش السورى وتدعيم مواقعه على الأرض". وفى إطار متصل، أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أن الوزارة لا تبنى قاعدة جوية جديدة فى سوريا، مشيرا إلى أن رئيس هيئة الأركان العامة السورية لديه أدلة على أن طائرات من التحالف الغربى نفذت ضربات جوية على مواقع للجيش السورى فى دير الزور أمس الأول. من جهة أخري، شكك فيتالى تشوركين سفير روسيا لدى الأممالمتحدة فى خطط الولاياتالمتحدة لعقد اجتماع ثالث للقوى العالمية بشأن سوريا فى نيويورك الأسبوع القادم قائلا إن عملية محاولة وضع نهاية للحرب الأهلية المستمرة منذ أربعة أعوام ستقل قيمتها إذا لم يتم الوفاء بمتطلبات محددة أولا. وفى إطار متصل، ندد السفير الروسى فى مجلس الأمن الدولى بنشر قوات تركية فى العراق لكن المجلس لم يتخذ أى موقف حول هذا الخلاف بين بغدادوأنقرة. وحذر تشوركين أنقرة من الإقدام على نشر قوات فى سوريا، معتبرا أن الخطوات التركية فى العراق شكلت مفاجأة حتى بالنسبة لواشنطن. وعلى صعيد الخلافات بين موسكووأنقرة بشأن حادث إسقاط المقاتلة الروسية فوق الأجواء السورية، أعلن الرئيس الروسى أن بلاده استعادت صندوقا أسود للمقاتلة "سوخوى 24" التى أسقطتها تركيا على الحدود السورية الشهر الماضي، وأنها سوف تحلله مع خبراء أجانب. وحذر بوتين من أن تحليل الصندوق الأسود ومهما كان مضمونه لن يغير موقف روسيا ولن يخفف من غضبها تجاه تركيا بعد "هذه الخيانة". وعلى الصعيد الميدانى فى سوريا، خرج المئات من المدنيين ومقاتلى المعارضة من حى الوعر، آخر نقاط سيطرتهم فى مدينة حمص فى وسط سوريا، تنفيذا لاتفاق تم إبرامه الأسبوع الماضى مع ممثلين عن الحكومة تحت إشراف الأممالمتحدة. وانطلقت عشرة أوتوبيسات بيضاء اللون محملة بالمدنيين ومعظمهم من النساء والأطفال من الحي، وسمح لكل منهم بأخذ حقيبة معه، بالإضافة إلى خمسة أوتوبيسات أخرى خضراء اللون تقل العشرات من المقاتلين وهم يحتفظون بسلاحهم الخفيف والمتوسط. وأعلن محافظ حمص طلال البرازى عن "بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق الوعر المتمثل بوقف إطلاق النار وبدء خروج الدفعة الأولى من المسلحين" بالإضافة إلى "بعض العائلات من المدنيين" و"بينهم مرضي". وقال البرازى "يقدر عدد المسلحين الخارجين بحوالى 300 مسلح" بالإضافة إلى "100 عائلة وبعض المدنيين". وقد يستغرق تنفيذ الاتفاق مدة تصل إلى شهرين، حسب السلطات. ويفترض أن يسمح برفع حصار الجيش عن الوعر، آخر معقل يدافع عنه مقاتلو المعارضة فى المدينة التى وصفت من قبل ب"عاصمة الثورة".