لست أتجنى على الحقيقة عندما أؤكد أن عودة أصوات غربان الفوضى للصياح مجددا ضد مصر ليست بعيدة عن أجندة أمريكية قديمة هدفها إبقاء العالم العربى وفى القلب منه مصر ضعيفا ومفككا ومقسما.. وليست التداعيات الكارثية لمشروب الربيع العربى الفاسد سوى بعض جوانب المأساة التى نجحت مصر فى الإفلات منها باندلاع ثورة 30 يونيو عام 2013. إن غربان الفوضى هم أهم أذرع الأجندة الأمريكية الذين تستخدمهم واشنطن لضرب الدول العربية بعضها بعضا فهؤلاء مزروعون فى كافة التيارات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ودورهم هو القيام بدور الواشى الذى يوسوس فى أذن كل دولة عربية بما يفسد علاقتها مع الدول العربية الأخرى.. وأيضا فإن هذه الأذرع تلعب نفس الدور لضرب وتمزيق الوحدة الوطنية داخل كل وطن عربى على حدة من خلال الدق على أوتار طائفية أو مذهبية أو عرقية والإيحاء لكل فصيل بأن الفصائل الأخرى تتعاون مع واشنطن من وراء ظهر الآخرين وتسعى للحصول على رضاها وكسب ودها. هؤلاء الغربان صنعت منهم أمريكا رموزا سياسية وإعلامية وحقوقية بعضهم ظاهر على السطح وأغلبهم خلايا نائمة لكن المهمة واحدة وهى أن يكون العنوان الأبرز للأمة العربية مجتمعة أو لكل قطر عربى على حدة هو سلوك «الإخوة الأعداء» من خلال التشكيك فى كل شىء ونشر التلوث الاجتماعى والسياسى والسخرية من الأعراف والعادات والتقاليد التى حافظت على وحدة وسلامة هذه المجتمعات العربية طوال قرون مضت! ومن يراجع لغة الخطاب السياسى والإعلامى لهؤلاء الغربان منذ أكثر من 10 سنوات يجد ترويجا مقصودا للتأثير فى الذهنية السياسية العربية بأن السيادة الوطنية لم تعد فى ظل معادلات العولمة سيادة مقدسة ومشمولة بحماية دولية قانونية لأن الدولة الوطنية لن يكون بمقدورها أن تحفظ بقاءها متماسكة فى وجه تداعيات وإفرازات العولمة التى تحتم مراجعة الداخل الاقتصادى والاجتماعى والسياسى طوعا أو كرها! المسألة ليست فى الصنم السنوى المسمى 25 يناير أو غيره من الأصنام الأخرى، وإنما المسألة تتعلق بأجندة خارجية نجح أصحابها فى تجنيد حفنة من الغربان الذين يتصايحون علينا بين الحين والحين! خير الكلام : لو عرف كل الناس ماذا يقول كل الناس عن الآخرين لما تكلم أحد مع أحد ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله