تراجع جديد.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الثلاثاء 4 يونيو 2024    أول مرة منذ 6 فبراير، انخفاض سعر خام برنت لأقل من 78 دولارًا للبرميل    تراجع مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    طهران ترفض مقترح بايدن بشأن وقف إطلاق النار في غزة    لحظة أقتحام نشطاء يساندون فلسطين لقنصلية الاحتلال في سان فرانسيسكو (فيديو)    سيف زاهر يعلن أسماء اللاعبين المتوقع انضمامهم للأهلي ويفجر مفاجأة عن علي معلول (فيديو)    ملف يلا كورة.. مشروع القرن ينتظر الأهلي.. استدعاء عمر كمال.. وإصابة فتوح    سيف جعفر يتحدث عن سرقة العقود من الزمالك.. ماذا قال؟    الدماطي: الأهلي أول نادي أرسل الدعم لأهلنا في فلسطين.. وتعاقدات الرعاية من قبل أحداث غزة    طقس اليوم.. شديد الحرارة نهارا مائل للحرارة ليلا على أغلب الأنحاء.. والعظمى بالقاهرة 38    اليوم، بدء قبول اعتذارات المعلمين المشاركين في امتحانات الثانوية العامة 2024    طريقة حصول نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة الغربية الرابط والخطوات    كريم محمود عبد العزيز يحيي ذكرى ميلاد والده: "في الجنة ونعيمها يا أعظم أب"    عمرو عرفة يروج لفيلم أهل الكهف    زوجى ماله حرام وعاوزة اطلق.. ورد صادم من أمين الفتوى    6 شروط لأداء الحج ومعنى الاستطاعة.. أحكام مهمة يوضحها علي جمعة    متى ينتهي وقت ذبح الأضحية؟.. الأزهر للفتوى يوضح    طبيبة تحذر الحجاج من المشروبات الغازية على عرفات: تزيد العطش    مصرع وإصابة 21 شخصا في المغرب تناولوا مادة كحولية    عمرو أديب يكشف مفاجأة بشأن زيادة مدة انقطاع الكهرباء    إيران: تسجيل 80 مرشحا لخوض الانتخابات الرئاسية    طاعات على المسلم فعلها تعادل ثواب الحج والعمرة يومياً.. تعرف عليها    "في حد باع أرقامنا".. عمرو أديب معلقاً على رسائل شراء العقارات عبر الهاتف    أسعار الذهب في الإمارات بختام تعاملات الأمس    واشنطن تفرض عقوبات جديدة على صناعة الطائرات المسيرة بإيران    أمير هشام: جنش يرغب في العودة للزمالك والأبيض لا يفكر في الأمر    نفاذ تذاكر مباراة مصر وبوركينا فاسو    مقتل صاحب كشك على يد عامل بسبب خلافات مالية    حاكم كورسك: إسقاط 20 طائرة مسيرة أوكرانية خلال يوم    4 يوليو المقبل.. تامر عاشور يحيي حفلا غنائيُا في الإسكندرية    انطلاق تدريبات جوية لقوات الناتو فوق شمال ألمانيا    وفاة 11 شخصا جراء تسرب للغاز في منجم بمقاطعة بلوشستان الباكستانية    عبد الحفيظ: مرحلة مدير الكرة انتهت بالنسبة لي.. وبيبو يسير بشكل جيد مع الأهلي    مصطفى بكري: الرئيس حدد مواصفات الحكومة الجديدة بالتفصيل    نقابة الصحفيين تكرم الزميل محمد كمال لحصوله على درجة الدكتوراه| فيديو    مجهولون يطلقون النار على المارة وإصابة مواطن في الأقصر    رفضت ترجعله.. تفاصيل التحقيق في إضرام نجار النيران بجسده بالبنزين في كرداسة    سيد عبد الحفيظ يعتذر من خالد الغندور لهذا السبب    مجدى البدوي يشكر حكومة مدبولي: «قامت بواجبها الوطني»    وكيل مديرية الصحة بالقليوبية يترأس اجتماع رؤساء أقسام الرعايات المركزة    بمرتبات مجزية.. توفير 211 فرصة عمل بالقطاع الخاص بالقليوبية    مصطفى بسيط ينتهي من تصوير فيلم "عصابة الماكس"    «كلمة السر للمرحلة القادمة رضا المواطن».. لميس الحديدي عن استقالة الحكومة    اليوم 240 .. آخر احصاءات الإبادة الجماعية في غزة: استشهاد 15438 طفلا و17000 يتيم    وصلة ضحك بين تامر أمين وكريم حسن شحاتة على حلاقة محمد صلاح.. ما القصة؟ (فيديو)    مصرع شاب في حادث مروري بالوادي الجديد    هل الطواف بالأدوار العليا للحرم أقل ثواباً من صحن المطاف؟.. الأزهر للفتوى يوضح    عدلي القيعي يرد على تصريحات شيكابالا: قالي أنا عايز اجي الأهلي    النائب العام يلتقي وفدًا من هيئة الادعاء بسلطنة عمان الشقيقة    "الشراكات فى المنظمات غير الحكومية".. جلسة نقاشية ضمن فعاليات مؤتمر جامعة عين شمس    صحة الفيوم تنظم تدريبا لتنمية مهارات العاملين بوحدات النفايات الخطرة    متربى على الغالى.. شاهد رقص الحصان "بطل" على أنغام المزمار البلدي بقنا (فيديو)    حضور جماهيري ضخم في فيلم " وش في وش" بمهرجان جمعية الفيلم    أكرم القصاص: حكومة مدبولي تحملت مرحلة صعبة منها الإصلاح الاقتصادي    غدًا.. جلسة استئناف محامى قاتل نيرة أشرف أمام حنايات طنطا    بمشاركة 500 قيادة تنفيذية لكبريات المؤسسات.. انطلاق قمة "مصر للأفضل" بحضور وزيري المالية والتضامن الاجتماعي ورئيس المتحدة للخدمات الإعلامية    النائب العام يلتقي وفدًا رفيع المستوى من أعضاء هيئة الادعاء بسلطنة عمان الشقيقة    تقديم الخدمة الطبية ل 652 مواطنا خلال قوافل جامعة قناة السويس بقرية "جلبانة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.على النعيمى الأمين العام لمجلس «حكماء المسلمين» فى حوار مع «الأهرام»: الرئيس السيسى لديه رؤية متقدمة لتصحيح صورة الإسلام أمام العالم..
زرنا المتحف المصرى تشجيعا للسياحة.. وتدمير التراث الحضارى أمر محرم شرعا
نشر في الأهرام اليومي يوم 27 - 11 - 2015

بكلمات واضحة وصريحة، أكد الدكتور على النعيمى الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين ضرورة تجديد الفكر الدينى لخدمة الإسلام والمسلمين، مشددا على أن هذا الموضوع لا يجوز أن يقتصر على ما يسمونهم رجال الدين، لكن يجب أن يساهم فيه كل إنسان مفكر مبدع. وكشف فى حوار خاص للأهرام عن تفاصيل مادار فى اجتماع المجلس مع الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ أيام، وكيف أبلغهم الرئيس أنه سيقاضيهم أمام الله يوم القيام عن مسئوليتهم لتصحيح مفهوم الإسلام ونشره بين الناس.
كما أشار إلى أسباب قيام أعضاء المجلس بزيارة المتحف المصري، فى رد عملى على جرائم داعش بتدمير الآثار، والدور الذى يقوم به المجلس فى تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب من خلال لقاءات مباشرة مع المسئولين هناك، و(قوافل السلام) التى يرسلها المجلس بالشراكة مع الأزهر الشريف إلى بعض الدول.
إلى جانب تفاصيل مبادرة حل الأزمة الصومالية، من خلال اجتماع يعقد قريبا لكل الأطراف المعنية فى القاهرة، وإلى نص الحوار:
كيف كان لقاؤكم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
طلبنا لقاء الرئيس السيسي؛ نظرًا لما فجره حادث الطائرة الروسية من تداعيات لابد من مواجهتها بكل القوة والحذر، فمصر هى الدولة التى تواجه الإرهاب على الأرض كل يوم، وقد حملت عبء هذه المهمة، وهى قادرة على أدائها على أكمل وجه، فلا يمكن إبراز دورها على أنه تبرير لخطأ، أو تنصل من المسئولية، فنحن بحاجة إلى أن يقابل مجلس الحكماء الرئيس ويعطيه دعما، وهذا الدعم يظهر من خلال مؤسستين مؤسسة الأزهر ممثلة بالإمام الأكبر، ومؤسسة مجلس الحكماء المسلمين، فنحن بعد حادثة باريس أصررنا على ظهور الإمام الأكبر وتوجيه كلمته إلى العالم لأن الغرب يتأثر بكلامه، ويحسب خطواته، فكانت كلمة موفقة.
وبرغم ما يحيط بسيادة الرئيس من أعباء فى المرحلة الراهنة، فقد وافق على اللقاء مرحبًا وقال لنا: اليوم لكم.. تكلموا كما تريدون، وكان حريصًا على أن يسمع وكان كلامه دقيقًا جدًّا، وقد خرج أعضاء المجلس بصورة إيجابية عن شخصية الرئيس وعن رؤيته، وعن التحديات التى تواجه الأمة الإسلامية والمسئوليات التى عليها، فقد كان سيادته واضحًا فى كلامه، ووضع النقاط على الحروف.
وما رؤيتكم للأفكار التى تم طرحها فى هذا اللقاء ؟
الرئيس عبدالفتاح السيسى لديه رؤية متقدمة، تنبع من مسئولية وليس من تحميل الآخرين بالمسئولية، أو تبرير مواقف لهم، فقد قال: " قلت مرارًا إنى أقاضى شيخ الأزهر أمام الله يوم القيامة، لكن اليوم أقول إنى أقاضيكم أنتم كلكم يوم القيامة عن مفهوم الإسلام الذى نعيشه الآن وننشره بين الناس، وننشئ الأجيال القادمة، نصنع مستقبل أبنائنا بمفهوم الإسلام، بما لا يعبر عن الإسلام الحقيقى ولا يتناسب مع العصر الذى نعيش فيه نحن، ولا نفهم أو نحاول أن نفهم لماذا ينظر الآخرون إلى الإسلام هذه النظرة"، فهو هنا لا يتحدث عن مراجعة الإسلام، ولكنه يعلم أن الإسلام خاتم الرسالات، وآخر خطاب ربانى للبشرية، "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا"، فالبشرية بعد هذا الخطاب تعيش آلاف السنين وتتغير أمورها وأوضاعها وتستجد أشياء كثيرة عندها، ولابد ان تكون قادرة على تقبل التغيير الذى تمر به وتتفاعل معه، فلا يأتى خطاب سماوى يقول غيروا أو بدلوا .. وانتهى الأمر، فالإسلام – كما نعلم – صالح لكل زمان ومكان، لكن مشكلتنا نحن فى فهمنا لهذا الدين فى القوالب التى وضعناها له.. وأصبحنا نحن عبئًا على الإسلام.
كما طالب الرئيس السيسى بأن يعيد الحكماء التأمل فى قضية ثوابت الدين والأشياء التى يجب أن تتغير، بتغير الحياة ومقتضى هذا التغير، وكان هناك توافق فى الحقيقة، وأعضاء المجلس كلهم أكدوا أن الإسلام دين يستوعب التغيير، وقادر على مواكبة كل عصر، وتساءل الرئيس: "إن الله - عز وجل - يقول "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالمينَ"، ليس للمسلمين ولكن للعالمين، هل الإسلام الذى نشاهده الآن رحمة للمسلمين حتي..؟" وأبدى تأكيده أنه مستعد لأى شيء يخدم الأمة وأى شيء يمكن أن يساهم فى إبراز الصورة المشرقة للإسلام، وأكد دعمه للأزهر وشيخ الأزهر، وأنه مُلَبٍّ لأى شيء يحتاجه مجلس حكماء المسلمين.
وأعتقد أن هذه الجلسة كانت مهمة للطرفين وأن الحكماء خرجوا بانطباع مختلف عن شخصية الرئيس وعن رؤيته وأيضًا عن مسئولياتهم والدور الذى يقومون به.
ما دور مجلس حكماء المسلمين فى مواجهة الجماعات التكفيرية والتنظيمات الإرهابية مثل داعش وغيرها، التى تتبنى أفكارًا متطرفة باسم الدين؟
لقد أنشئ مجلس الحكماء على أساس أن هذا الدين دين سلام للبشرية ككل وليس للمسلمين فقط، ولذلك كان له موقف واضح من هذه الجماعات التى تستغل وتسيء للإسلام، وهذا واضح فى بيانات عدة توضح وتجلى موقف المسلمين إزاء حادثة معينة، ومن ناحية أخرى استحدث المجلس (قوافل السلام) بالشراكة مع الأزهر الشريف، وتقوم فكرة هذه القوافل على تنظيم ورش عمل لدعاة الأزهر وعلمائه عن الدولة التى يذهبون إليها؛ مثل: طبيعتها، والثقافة السائدة هناك، والمسلمين هناك، والمشكلات والتحديات التى تواجههم، ثم ارسالهم هناك ليلتقوا بالجالية المسلمة، وبمشرعين من أعضاء البرلمان، وبسياسيين، ومفكرين، يتقنون لغة الدولة التى يذهبون إليها، وقد استطعنا إرسال (11) قافلة خلال هذا العام، إلى إيطاليا، وفرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة وأفريقيا الوسطي، وباكستان، و إندونيسيا وتشاد، وكانت ردود الأفعال طيبة جدًّا عليها، ولذلك قررنا أن نحضر برنامج القوافل لعام 2016، واعتمدنا 16 قافلة، وقررنا أن يصحب القافلة هذا العام أحد خريجى الأزهر من ابناء نفس الدولة، ليكون أقرب إلى فهم ثقافتهم وطبيعة البلد، ويساعدهم فى أداء مهمتهم.
وهل حققت هذه القوافل النتائج المرجوَّة منها؟
أعتقد أنها حققت ما تصبو إليه، فقد التقت القافلة التى ذهبت إلى فرنسا، أعضاء البرلمان الفرنسي، وبعد المناقشات والتوعية بلسان الإسلام الصحيح، قال أعضاء البرلمان: " هذه أول مرة نسمع عن هذا الإسلام.. فلم تكن الصورة كذلك أبدًا" وكان كل أعضاء القافلة يجيدون اللغة الفرنسية، بل إن الفرنسيين طالبوا بزيادة تلك القوافل، ورؤية برنامج لتأهيل الأئمة فى المساجد فى فرنسا حتى أن رئيس فرنسا فرانسوا أولاند تكلم مع فضيلة الإمام الأكبر فى عمل مشروع من هذا النوع.
هذه الوقائع تنقلنا للحديث عن دوركم فى تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب خاصة بعد الاتهامات الموجهة للمسلمين بأنهم وراء التفجيرات الإرهابية ؟
كان المجلس من السباقين إلى وضع خطة الحوار مع الآخر من مختلف دول العالم مع غير المسلمين لبناء جسور من الثقة معهم، ومحاولة إيجاد مبادرات مشتركة تخدم الإنسان كإنسان، ولذلك كان هناك مبادرة حوار مع جمعية من الجمعيات المسيحية فى إيطاليا، حضرها الإمام الأكبر، وكان لقاء مثمرًا إلى أبعد حد، وكانت ردود الأفعال جيدة جدا، وأيضا فقد زار الإمام الأكبر بريطانيا والتقى برجال دين وسياسيين ومفكرين، وحققت هذه الزيارة نتائج مبهرة، لدرجة أنهم طالبوا بزيارة أخرى والآن تم الاتفاق على إتمام زيارة فى شهر أكتوبر المقبل، وأيضًا كان عندنا مشروع لقاء لمجلس الكنائس العالمى فى جنيف هذا الأسبوع ولكن عند أحداث باريس اضطررنا لتأجيله، لكن المهم هنا أننا نتحاور مع الآخر من أجل بناء جسور ثقة ومن أجل إطلاق مبادرات مشتركة تخدم المشترك بيننا.
وما أهم ملامح هذا الحوار الذى يتبناه المجلس؟
أهم ملامحه أننا لا نذهب إليهم حتى نقنعهم بالإسلام أو أن نحاورهم على أن ديننا صحيح ودينكم خطأ، مثلما لا نقبل أن يأتوا إلينا ويقولوا لنا إن دينهم صحيح وديننا خطأ، ولكننا نوضح للبشرية جميعًا أننا كبشر توجد مصالح مشتركة بيننا تخدمنا، ويجب أن نتعاون فى هذا المشترك بدون أن يستفز أحدنا الآخر وأن تحترم خصوصية الآخر، ومن أهم هذه المشتركات أن الإرهاب خطر على الجميع، والإضرار بالبيئة خطر على الجميع، ضياع الأخلاق والقيم يهوى بنا فى السافلين؛ فالأخلاق يحتاجها الإنسان حتى يعيش حياة سوية، إذن الهدف أن نتعرف على المصالح المشتركة بيننا ثم نعمل على إطلاق مبادرة مشتركة تعزز الثقة بيننا وتخلق أرضية واحدة نفهم من خلالها بعضنا أكثر .
نفهم من هذا أن المجلس لن يكتفى بإدانة الأعمال الإرهابية وسيذهب إلى منطقة الأحداث على أرض الواقع؟! وأن قوافل السلام ستشارك فى ذلك؟
نعم.. بالطبع.
ما الهدف من الزيارة التى قام بها مجلس حكماء المسلمين للمتحف المصرى خلال اجتماعاتكم بالقاهرة، وهل هى رد عملى على تدمير داعش للآثار؟
زيارتنا للمتحف المصرى كانت بهدف دعم وتنشيط قطاع السياحة فى مصر، وأكد أعضاء المجلس خلالها أن أرض مصر الطيبة، بما تمتلكه من حضارة عريقة وموروث ثقافى متنوع يؤهلها لأن تكون المقصد السياحى الأول فى العالم، حيث تمثل مركزا لتلاقى الحضارات والثقافات عبر تاريخها الطويل.
أما بالنسبة لما يقوم به تنظيم "داعش" من تدميرٍ وهدمٍ للآثار بالمناطق الخاضعة لنفوذهم بالعراق وسوريا بدعوى أنها أصنام ، فنحن مع موقف الأزهر الشريف الذى أكد أن ذلك يعد جريمةً كبرى فى حق العالم بأسره، أن تدمير التراث الحضارى أمر محرم شرعًا ومرفوض جملةً وتفصيلًا، وكذلك التعامل بالتهريب والبيع والشراء للآثار.
فالآثار من القيم التاريخية والإنسانية التى ينبغى عدم مسها بسوء، وهى إرث إنسانى يجب الحفاظ عليه، ولا يجوز الاقتراب منه أبدًا، وما يقوم "داعش" من تدمير للهوية وطمسٍ لتاريخ شعوبٍ بأكملها - هو جريمة حربٍ لن ينساها التاريخ ولن تسقط بالتقادم.
كيف يساهم مجلس حكماء المسلمين فى تجديد الخطاب الديني؟
نحن لا نحتاج إلى تجديد الخطاب الدينى ولكن نحتاج إلى تجديد الفكر الدينى ولذلك لابد أن نفرق بين الفكر والخطاب، فنحن لا نتكلم عن القرآن والحديث، وإنما ما نعيش فيه الآن فكر آخرين، فكر علماء، هذا الفكر وجدوه قابلا للصواب والخطأ، وعندما أخذوه، أخذوه فى ظروفهم وأوضاعهم وزمانهم، الإمام الشافعى مثلًا عنده فقهان، الفقه القديم والفقه الجديد، عندما كان فى العراق كان لديه فقه، وعندما جاء عاش فى مصر قام بتغيير 70% من فتاواه، وهذا فى نفس الزمن ولكن المكان تغير، الآن تغير كل شيء..
القضية ليست قضية خطاب ديني، القضية قضية فكر يجب أن يعاد النظر فيه، يعاد تقييمه، هل هذا يخدم المسلمين، هل هذا الذى نحتاجه الآن، لذلك الموضوع لا يجوز أن يقتصر على ما يسمونهم برجال الدين، لأن هذا يجب أن يساهم فيه كل إنسان مفكر، مبدع، لأنى أقول لكِ الآن، عندما نقول خطابًا دينيًّا، ننظر بذلك إلى شق من الموضوع، نحن نريد إنسانًا يستمتع بالحياة، يعشق الحياة، يتذوق الفن، يتذوق الجمال، إنسانًا قادرًا على الاشتراك مع الآخرين بأريحية فى أحلامه فى آماله، وليس إنسانًا متشنجًا يفهم الإسلام أنه شدة، وأنه وصاية على الآخرين!
ويجب ألا يترك ذلك الموضوع لمن يسمونهم برجال الدين فقط... ولكن من كل من يملك التوجيه فى المجتمعات سواء أكانوا معلمين أو إعلاميين أم صحفيين أم كُتَّابًا؛ لأن تجديد الفكر سيجدد الخطاب بصورة تلقائية.. هذا هو المهم، ويجب أن يكون واضحًا أننا عندما نتحدث عن تجديد الفكر لا نقصد تغيير الثوابت- كما يفهم البعض- فالثوابت كما هي، لكن فهمنا نحن لهذه الثوابت، وإنزالها على واقع هو ما يحتاج إلى إعادة نظر، وتغيير بتغيرات الحياة ومتطلباتها؛ لأن ممارسات حياتنا.. هى التحدي، فكل معيشة تتطلب اجتهادًا يتناسب مع العصر، وأيضا نحن من مسئوليتنا الدينية أن نقدم لأبنائنا الدين الإسلامى بسماحته وبيسره وبإنسانيته حتى نقبل أو نضمن تمسكهم بهذا الدين وحملهم لأمانته أيضا.. لكن لو قدمت لهم دينًا فيه التشنج وفيه القتل وفيه سفك الدماء، وفيه الشدة التى تتنافى مع فطرة الإنسان وطبيعته.. هنا تحدث الكارثة.
لماذا لم يستطع المجلس القيام بدور فى مناطق النزاعات داخل الدول الإسلامية مثل اليمن وسوريا وبعض الدول الإفريقية؟
لأن دور المجلس هو تقديم رأى لكنه ليس بصاحب قرار، ولا يملك قوة تنفيذية، وهذه الأزمات أبعادها أو قواعدها تدار وفق اللعبة السياسية.. ولذلك نحن الآن مثلًا لدينا مبادرة تتعلق بالصومال.. هذه المبادرة تأتى فى وقت اقتنع السياسيون فيه أن هناك دورًا يجب أن يقوم به العلماء، نحن استنفدنا سنينَ من الجهود لإجراء مصالحة وطنية ولم نتمكن، ولذلك جاءت مناشدة من القيادة الصومالية، الرئيس ورئيس الوزراء، وزير الأوقاف الصومالي، بتدخل مجلس الحكماء، وسوف تشهد القاهرة قريبا اجتماعا مهما لكافة الأطراف الصومالية للبدء فى حل الأزمة ، هنا مجلس الحكماء يأتى فى أرضية تتقبل الدور وتتقبل أن يقوم بمهام تخدم الشعوب فالصراعات لم تعد محلية.
إن هدفنا أن نجمع كل الفئات الصومالية.. ولا نقصى أحدًا، سنجمعهم بالقاهرة فى الأزهر.. ونخلق أرضية للحوار بينهم فى قضية مشتركة خلال شهر أو شهرين.. لكننا نريد التأكد من وجود كل من يمثل علماء الصومال ممن له تأثير ومصداقية للصوماليين لأننا نريد أن نطلق مبادرة للمصالحة الوطنية، والصومال بها 18محافظة، وقد طلبت من كل محافظة ثلاثة أشخاص، ولا تستبعد أى محافظة، يحضر الجميع، كل الأطياف والتيارات.. وأنا مؤمل الخير لأن الناس فى النهاية تعبت من الحرب فهى على رأى المتنبى لا ترحم غالبًا ولا مغلوبًا.
ما آليات نشر ثقافة السلم فى المجتمعات الإسلامية؟
من الأشياء التى نقوم عليها الآن.. طبع بعض الكتيبات ونشرها ووضعها على موقع مجلس حكماء المسلمين على الإنترنت، ونحاول أن نعد مبادرة أهم مائة سؤال عند الشباب الآن على الموقع، وأيضًا قوافل السلام سوف تتعامل مع هذه الأسئلة.. سؤال عن الخلافة وعن الحاكمية.. القضايا التى يستغل فيها الشباب وتقدم بمفاهيم خاطئة ويضيع فيها شبابنا نتيجة لخداعه بمفاهيم غير صحيحة وأصبح أسيرًا لها، فنحاول عمل قاعدة بيانات لأهم مائة سؤال يواجهها الشاب المسلم ونبدأ بعمل ندوات ومحاضرات حول الأسئلة بالجامعات نريد نستهدف الجامعات بسبب المحاضنة بها، لأن الشباب ينشغل بهذا الفكر وينحرف.
ما أوجه التعاون بين المجلس والأزهر الشريف؟
تستطيعين القول بأن المجلس والأزهر يكمل بعضهما البعض، وهناك تعاون تام والحقيقة أن فضيلة الإمام الأكبر، يوظف إمكانات كل مؤسسة لخدمة الإسلام بما يسهم فى تحقيق أهداف المؤسسة الأخري، فنحن فى قوافل السلام نستعين بعلماء الأزهر، حتى الإمام الأكبر نفسه يلتقى بهم ويوجههم ويرشدهم، مما يخلق جسرًا من التعاون والترابط فى سبيل تحقيق السلام ونشر القيم الإسلامية والإنسانية الصحيحة.
ما الدول المشاركة فى مجلس الحكماء؟ وما شروط الانضمام لعضويته؟
هى ليست دولًا، إنما هى شخصيات إسلامية لها مكانتها لكنهم لا يمثلون دولهم، فكل واحد منهم له شخصيته الاعتبارية، له رصيده من الإنجازات وله مكانته لدى عموم المسلمين، ومعروف برصانته وحكمته، ودائما نتدارس أسماء ونفكر فى إضافة أسماء ولدينا قائمة ندرسها الآن وندرس رصيد هؤلاء وهل بإمكانهم الإسهام بشيء يخدم المسلمين فى قضية بيان أن الإسلام هو دين سلام.
ماهو نشاط مركز (هداية) الذى تتولون رئاسته ؟
مركز (هداية) هو مركز دولى أنشأه الاتحاد الدولى لمكافحة الإرهاب.. وهذا الاتحاد يتكون من 29 دولة؛ فيها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، ومصر، والجزائر وتركيا، وإندونيسيا، واستراليا، والإمارات، والمركز يقوم على تنظيم لقاءات، ندوات ،وورش عمل.. حول التعامل مع التطرف العنيف وهذه الورش تقام مع قضاة ووكلاء نيابة ورجال شرطة، وأئمة مساجد.
ونطرح برامج وقائية من التطرف أو معالجة التطرف، لكننا نركز على تدريب المدربين.. ندرب مجموعة يذهبون لبلدهم ليشتغلوا ويدربوا الآخرين.. وقد أنشئ المركز سنة 2012 وأعتقد أن له حضورًا جيدًا على الساحة الدولية، وضم برامج لمكافحة التطرف العنيف فى كثير من الدول مثل باكستان، أفغانستان، طاجيكستان، كوسوفو، واليمن والصومال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.