وافق مجلس الوزراء على مشروع إنشاء جهاز تنظيم إدارة المخلفات الذى يهدف الى ادارة المخلفات بأساليب توفر خدمة متطورة ومستدامة وقادرة على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية وتحويل المخلفات من مشكلة الى فرص اقتصادية واستثمارية. فى هذا السياق قرأت تقريرا علميا مطولا صدر منذ أسابيع عن برنامج عمل للحد من هدر الموارد بانجلترا، وقد ركز على مخلفات الغذاء وجاءت فى سياقة معلومات جد مهمة تؤكد أن إدارة المخلفات ليست ترفا ولكنها ضرورة حياة من النواحى البيئية والصحية والاقتصادية والمناخية علاوة على دورها الفعال فى تحقيق التنمية المستدامة، فالإدارة الرشيدة للمخلفات كفيلة بتحويلها من نقمة الى نعمة . وجاءت فى سياق التقرير حقائق علمية أهمها مايلي: ان نحو ثلث ماينتجه العالم من غذاء يلقى به فى القمامة، ويقدر فاقد الغذاء عالميا بنحو 400 مليار دولار سنويا الآن ومن المتوقع زيادته الى 600 مليار دولار فى عام 2030. تكلفة تقليل فاقد الغذاء تعتبر منخفضة إذا قورنت بالفوائد الكثيرة لتقليل هذا الفاقد ومنها زيادة الكفاءة والقدرة الانتاجية وتوفير عائد اقتصادى يتم اهداره بالاضافة الى تقليل معدل الغازات التى تسبب الاحتباس الحراري.. ان تقليل فاقد الغذاء بنسبة تتراوح بين 20 و50% يؤدى الى توفير من 120 الى 300 مليار دولار سنويا فضلا عن أنه يقلل كميات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى إذ إن 7% من هذه الغازات ( 33 مليون طن سنويا) مصدرها فاقد الغذاء فى انجلترا حيث يتم فرز المخلفات من المنبع ( وهو ماليس متبعا فى مصر حتى الآن) يمثل فاقد الغذاء نحو 15 مليون طن سنويا ( 7 ملايين طن من المنازل ، 39 مليون طن من مصانع الأغذية 30ملايين طن من المطاعم والمستشفيات). يمكن تقسيم فاقد الغذاء من المنازل الى ثلاث مجموعات : الأولى : يمكن منعها ( بقايا غذاء صالح للأكل) وتمثل نحو 60% من مخلفات الغذاء ، الثانية: من الممكن منعها مثل بقايا الخبز وقشور البطاطس، والأخيرة تعتبر مصدرا جيدا للألياف الغذائية ومضادات الأكسدة ، الثالثة : لايمكن منعها وتشتمل على مخلفات الشاى وقشور الموز وعظام الدجاج وقشور البصل وقشور البرتقال ووفقا لهذا التقريرفإن كل أسرة فى انجلترا تلقى طعاما فى القمامة تعادل قيمته 1100 دولار سنويا. وفى ضوء هذه المعلومات تأتى أهمية إدارة المخلفات خصوصا فى الدول النامية ، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق تقليل الفاقد من المحاصيل الزراعية بتطوير تقنيات ما بعد الحصاد عن طريق مقاومة الآفات والفطريات وتحسين طرق التخزين واستخدام التخزين المبرد الى جانب استخدام احجام متفاوتة من العبوات للاستهلاك المنزلى واستهلاك المطاعم والاندية والمستشفيات وذلك لتقليل الفاقد بقدر الإمكان. لقد آن الأوان لأن نحول المخلفات من نقمة الى نعمة ولعل إنشاء جهاز تنظيم ادارة المخلفات يكون أولى الخطوات على هذا الطريق د. محمد محمود يوسف سكرتير عام الجمعية العلمية للصناعات الغذائية