فكرة أن تكون أول لحظة يخاطب فيها عمرو موسي المرشح للرئاسة جموع الشعب المصري من داخل عزبة الهجانة,تطرح جملة من التساؤلات وتثير الدهشة. قد يكون كسب سكان عزبة الهجانة وقد لا يكون, فهل اقنع بقية الشعب الذي يري في نموذج المناطق العشوائية سطو حقيقي علي مصر الجغرافيا والتاريخ. اختزل مليون كيلو متر مربع وهو مساحة مصر في بؤرة عشوائية مساحتها 75 فدانا و لا يوجد فيها بيت واحد مقام بطريقة رسمية. عمرو موسي الدبلومسي الذي جاب العالم شرقا وغربا وشاهد بأم عينه نهضة العالم عمرانيا وحضاريا يخاطب الشعب المصري من داخل عزبة الهجانة المنطقة التي تمثل قمة العشوائية التي لم تكن في أي يوم ملمح من ملامح العمران المصري. وهي بوضعها الحالي رسالة عن فوضي مصر. عمرو موسي لو كان رفع بيده خريطة تنظيمية لشكل عزبة الهجانة بعد توليه الرئاسة تضمن تطوير المنطقة وتخطيطها من جديد كنموذج لما هو قادم من التعامل مع البؤر العشوائية لكان جاء بالجديد. هو يعلم ان هذا الأمر صعب بعد أن ارتفعت الأبراج الشاهقة في المنطقة العشوائية واكتظت بالسكان وباتت الحلول معدومة في ظل إصرار السكان علي البقاء مهما تكن المغريات.
وليس بعيدا عن الأذهان المعركة السياسية التي كانت بين نواب الحزب الوطني المنحل ومحافظ العاصمة. وكان نواب الحزب يساندون العزبة في وجه المحافظ لضمان الأصوات الانتخابية. كل المشاهد التي بثتها الكاميرات للعالم في هذه المناسبة قطعا لا تضيف لصورة مصر السياحية والحضارية, والعالم قد يعرف أنها منطقة صغيرة, لا تعكس الحالة العامة, يدرك أن المرشح الرئاسي بالغ في البحث عن خلفية لمؤتمره نسي معها أن صورة مصر ينبغي أن تبقي دوما جاذبة, ومادامت هناك خيارات فالمقارنة تصب في مصلحة ساحة الكرنك مثلا أو حديقة الأزهر أو برج القاهرة أو كوبري ستانلي بالإسكندرية. المزيد من أعمدة ماهر مقلد