لست من المتابعين لقصص زواج وطلاق الفنانين، ولا يثير فضولى على الإطلاق كيف ينهى البعض عشرة العمر بعد طول سنين.. ولا كيف يبدأ البعض مشروعا جديدا فى سن السبعين . لكن الفنان سعيد طرابيك الذى رحل قبل أيام أصبح فجأة محور أحاديث الفضائيات والفيس بك والشارع المصرى، ووجدت الكثير يسأل ويكتب حول مافعله الرجل، ومابين مؤيد ومعارض وحاقد وحاسد ومستنكر ورافض وفرحان وغاضب، تراوحت ردود الأفعال حول " الجريمة " التى ارتكبها هذا الفنان، وهو يقف بقدميه على رصيف محطة أرذل العمر التى يجب بحسب زعم الكثير أن يستعد فيها الإنسان للموت أو يستسلم للإكتئاب والأحزان.. ولكن وياللهول جاء تصرف طرابيك مخالفا لتوقعات العوام، الذين يصرون على أن ينفذ من حولهم نفس الأجندة القديمة لعقولهم .. وملأت صوره كل مكان وظهر ضيفا على الفضائيات ليفسرويوضح ويبرر محاولا أن يقنع الناس بما فعل ولماذا فعل ! أشفقت وقتها كثيرا عليه ورأيته معاقبا بجريمة لم تخرج عن كونها إشهار وقبول وولى ومأذون .. جريمة يرتكبها الملايين كل يوم فى مصر والعالم دون أن يحاسبهم أحد أو ينظر إليهم على الأقل نظرة ريب وشكوك، ربما ينبرى أحدهم ليقول: لست أعترض على الزواج ولكن كان يجب عليه أن يتزوج من إمرأة مسنة بعمره لا فتاة جميلة تصغره، ولمثل هذا أقول: من أنت حتى تعترض أو تطلب أو تختار ثم تقيم وتحكم وتصدر قرار!! أنت لست طرفا فى هذه المعادلة أبدا، لأن العلاقات العاطفية والإنسانية بين رجل وإمرأة أيا كانت أعمارهما أو ظروفهما الصحية والإجتماعية والتعليمية ستظل أمرا شديد الخصوصية، وليس لأحد أن يحاسب أو ينتقد طالما أنها تمت تحت مظلة " الشرعية " وطالما الرجل ..أى رجل قرر أن تكون هى " حلاله " ويكون هو " حلالها " فأى ظروف أو اعتبارات أخرى ستكون شأنهما وحدهما، ولن يأتى أحد ويطلب منك أن تدفع فاتورة فارق العمر لهما، وبعد أن يغادر المأذون ويغلق باب الزوجية فلا أحد فى العالم يشقى أو يسعد بالاختيار سوى الطرفين. الزواج قرار ومسئولية شخصية، وليس علينا جميعا عندما يتم إخطارنا بوقوعه، سوى أن نبارك أو نقول خيرا، أما الفضول والحشرية وكلمات السخرية التى طالت الرجل حيا وميتا، أتحدى أن تجدها فى قاموس أى إنسان متحضر تربى فى بيت ليس به أم تتلصص على جيرانها ولا أب يسلى قعداته بحكايات القيل والقال، تعلموا ياسادة أن تحترموا اختيار غيركم طالما لن يصيبكم منه ضرر ولا ألم ، وتعلموا أكثر أن تحترموا "الحلال" وألا تلوك ألسنتكم "المتزوجين" كما تلوك "الزناة " . لمزيد من مقالات علا مصطفى عامر