واصلت السلطات الفرنسية أمس تحقيقاتها لتحديد هوية الانتحاريين الذين نفذوا الاعتداءات الأكثر دموية فى تاريخ فرنسا وتبناها تنظيم داعش الإرهابى وراح ضحيتها 129 قتيلا، و352 جريحا وفقا لأحدث حصيلة للضحايا. ومن جانبه،كشف فرانسوا مولان النائب العام فى باريس عن بعض تفاصيل الهجوم الذى وقع الجمعة الماضى فى عدة مناطق بالعاصمة باريس ، وقال إن الإرهابيين تحركوا فى ثلاث مجموعات منسقة، أفرادها مسلحون ببنادق كلاشينكوف وعبوات ناسفة شديدة الانفجار، مشيرا إلى أن بعضهم تحدث عن سوريا والعراق خلال ارتكابهم الهجمات. كما كشف النائب العام عن أول هوية لمنفذى الهجوم على مسرح باتاكلان، مشيرا إلى أنه مواطن فرنسى يدعى عمر إسماعيل مصطفوى - 29 عاما - ومولود فى كوركورون فى ضاحية باريس. وأوضح فى تصريحات صحفية أنه تم التعرف على هوية الانتحارى بفضل إصبعه الذى عثر عليه تحت أنقاض صالة المسرح الباريسى حيث فجر حزامه الناسف ولقى مصرعه. وأضاف النائب العام أن مصطفوى سبق أن تمت إدانته بين عامى 2004 و2010 ثمانى مرات بارتكاب جنح. وقال «إن الانتحارى صدرت بحقه فى 2010 مذكرة بسبب تشدده الديني، ولكنه لم يتورط أبدا فى أى ملف يتعلق بشبكة أو عصبة أشرار على صلة بتنفيذ عمل إرهابي»، مشددا على أنه لم يتعرض للسجن أبدا. وتابع أن الانتحارى لقى مصرعه ضمن سبعة انتحاريين قتلوا خلال الهجمات من بينهم ستة فجروا أنفسهم. وفى سياق متصل، ذكرت مصادر من القضاء والشرطة أن ستة أشخاص من أقارب مصطفوى - أحد منفذى الاعتداء على مسرح باتاكلان - تم وضعهم قيد الاحتجاز الاحترازى خصوصا والده وشقيقه وزوجته، مشيرة إلى أن الشرطة تواصل تفتيش منازلهم. وفى غضون ذلك، ذكرت مصادر شرطية أنه تم العثور على سيارة أخرى تم استخدامها فى اعتداءات باريس، فى مونتروى بالضاحية الشرقية للعاصمة. ومن جهته، قال رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس لقناة «تى إف 1»إن «فرنسا فى حالة حرب .. وسنتحرك ونضرب هذا العدو الإرهابى من أجل تدميره فى فرنسا وأوروبا وسوريا والعراق». وأكد فالس أن الرد الفرنسى سيكون بالمستوى نفسه لهجمات باريس وأن هذه الحرب تخاض على التراب الوطنى الفرنسى وفى سوريا. وفى سياق متصل، أعلنت حكومات أجنبية مقتل نحو 20 أجنبيا فى هجمات باريس. والقتلى الأجانب هم ثلاثة بلجيك وثلاثة شيليون وبرتغاليان ورومانيان وتونسيتان وجزائريان ومغربى وبريطانى وأمريكية من أصول مكسيكية، ومكسيكية من أصل إسباني، وإسباني. ومن ناحية أخرى، قال متحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية لوكالة أنباء «رويترز» إن تطويق الشرطة أمس لفندق بولمان فى الضاحية الخامسة عشرة بباريس لفترة وجيزة، كان إنذارا كاذبا بينما تقتفى السلطات أثر المسلحين فى هجمات باريس. وكان شهود عيان قد صرحوا لرويترز بأن الشرطة أخلت المنطقة المحيطة ببرج إيفل بباريس ومحيط متنزه شان دى ميرس، وأن هناك وجودا مكثفا للشرطة شوهد عند فندق بولمان قرب برج إيفل.