الدكتور وسيم السيسي مفكر قبطي يتميز بالاعتدال والحرص الشديد علي الوحدة الوطنية بين الشعب المصري, وله الكثير من الآراء والتوجهات السياسية حول الأحداث التي تمر بها البلاد منذ ثورة25 يناير. وفي حواره مع الأهرام وضع النقاط فوق الحروف حول مخاوف بعض الاقباط بعد وفاة البابا شنودة.. كما وضع مواصفات الدستور الجديد من وجهة نظره لكي يعبر عن جميع طوائف الشعب. هل كانت تربطك علاقة شخصية بالبابا شنودة؟ العلاقة بيننا كانت علاقة أسرية بدأت منذ أن كان راهبا بالدير, حيث انه كان صديقا مقربا جدا لوالدي في شبابه. كما انني رافقته في انجلترا عندما سافرت إلي هناك للحصول علي الزمالة البريطانية في تخصصي, وحضر لعمل فحوصات طبية هناك علي العمود الفقري لشعوره بآلام شديدة به. وظلت تلك العلاقة الأسرية حتي وفاة شقيقي ثم والدي اللذين دفنا بدير السريان بموافقة البابا شنودة برغم عدم السماح بدفن أحد من عامة الشعب في الاديرة واقتصار الدفن بها علي الرهبان. ماهي أهم الصفات التي كان يتميز بها؟ كان مثالا حيا وفريدا في حبه لله والوطن ويذكر له بحق أنه كان يعشق مصر وترابها ولم يستغل الظروف السيئة التي مرت بها البلاد ضد الاقباط بما يمكن أن يسيء لقضية الوحدة الوطنية. إلي جانب ذلك كان يتميز بسرعة البديهة مع خفة الظل التي كانت تجذب اليه الجميع فكان حديثه دائما لايخلو من العديد من القفشات الطريفة التي تدل علي شدة ذكائه وسرعة البديهة لديه ومن تلك القفشات التي دارت امامي علي سبيل المثال أثناء أحد اللقاءات مع احد رجال الاعلام وقع منه قلم, فقام الاعلامي بأخذه من الارض وقال له سوف احتفظ به تذكاريا فأجاب بخفة ظله المعهودة منه قائلا: لا لماذا القلم حتي تكتب به ماتريده وتقول بقلم البابا شنودة. هل لديك مخاوف علي الاقباط بعد وفاة البابا؟ ليس لدي اي مخاوف علي الاطلاق لانني علي ثقة شديدة بروح الوحدة الوطنية التي تربط أبناء الشعب المصري كله بعضهم ببعض في نسيج واحد قوي وهذا يتجلي بوضوح في كل المواقف الصعبة التي تمر علي الوطن ويصبح جميع المواطنين المصريين فيها يدا واحدة ايضا ظهر معدن الشعب المصري الاصيل عند الاعلان عن وفاة البابا. ما هي مواصفات البابا القادم في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد؟ نحن كبشر ليس لنا يد في اختيار البابا القادم بل الله هو الذي يختاره عن طريق طقوس معينة تجري عند اختيار البابا الجديد تنتهي بالقرعة الهيكلية التي تحدد اختيار الله للبطريرك الجديد لذلك بالطبع نحن مطمئنون لاختيار الله. وكما كان اختيار الله للبابا شنودة ومن قبله من البابوات ال116 السابقين رعاة صالحين للفترة التي أتوا فيها, من المؤكد أن الله سوف يختار لنا بابا لديه القدرة علي رعاية شعبه علي أفضل وجه والمحافظة علي وحدة الوطن للخروج من تلك المحنة التي يمر بها بسلام. ما رؤيتكم لحل مشكلة الدستور الجديد؟ وضع الدستور بهذه الصورة غير مقبول علي الاطلاق خاصة بعد انسحاب علماء الدين الاسلامي والمسيحي من الممثلين عن الازهر والكنيسة وجزء من القوي السياسية الاخري من لجنة الدستور وترك الساحة للقوي السياسية الاسلامية فقط احتجاجا علي محاولة السيطرة والانفراد بوضع الدستور. واذا كان الدستور هو الذي يحدد مواصفات السلطات الثلاث فكيف تأتي إحدي تلك السلطات الثلاث لتضع الدستور ودستور مصر يجب ان يشارك في وضعه جميع أطياف الشعب المصري بمختلف فئاتهم وعقائدهم الدينية. ما رأيك في موقف بعض الأقباط من مخالفة قرار البابا شنودة بعد رحيله وقيامهم بالسفر إلي القدس للاحتفال بعيد القيامة هناك؟ قرار البابا بمنع الاقباط من السفر إلي القدس ورفضه التطبيع مع اسرائيل منذ توقيع اتفاقية السلام1979 قرار وطني حكيم, الهدف منه السلام الاجتماعي وقد اعطاه الله تلك الحكمة في القرار للحفاظ علي وحدة الشعب المصري والحفاظ علي حقوق الشعب الفلسطيني وأنصافه, لذلك لابد من التمسك بهذا القرار حتي بعد رحيله خاصة أن الديانة المسيحية لاتلزم المسيحي علي الاطلاق بالحج إلي القدس. كما أن لدينا في مصر أماكن مقدسة كثيرة يطلق عليها القدس الثانية مثل دير المحرق بأسيوط وغيرها من الاماكن المقدسة التي زارتها العائلة المقدسة عند مجيئها إلي مصر.