مطلوب منا أن نتماسك ونتفادى الانفعال الذى يدفع لسوء التقدير وخطأ التصرف .هذا تماما ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته بريطانيا رغم ما أحاط الزيارة من محاولات استفزاز سواء من الجانب البريطانى أو الإخوان هناك ، الذين تعتبر بريطانيا الأب الروحى لهم. الاستفزاز صدر أيضا من رئيس الحكومة كاميرون الذى وجه دعوة الزيارة ، إذ خالف كل أعراف اللياقة والدبلوماسية بإعلانه أنه يعتقد ، رغم عدم انتهاء التحقيقات بعد، أن سقوط الطائرة الروسية تسبب فيها قنبلة بينما الرئيس المصرى فى الطائرة متجه إلى لندن. هكذا فجأة تفتق ذهنه عن كيفية صياغة استفزاز للضيف الذى دعاه البعض فى مصر للرد على ذلك بقطع الزيارة ،وهذا بالتأكيد لا يسهم فى إزالة الجفوة القائمة مع بريطانيا منذ 30 يونيو. الوصول إلى السبب الحقيقى لتلك الكارثة هو مرادنا ،ونحتاج لدراسة تداعيات كل الاحتمالات وتحديد أسلوب التحرك وليس الانتظار حتى تنتهى التحقيقات ثم نبدأ فى رد الفعل . أتساءل عما أعلنته لندن من أن أجهزتها الأمنية التقطت اتصالا لداعش تشير فيه إلى أنها استعانت بعميل لزرع قنبلة فى الطائرة الروسية، ومادامت بريطانيا قادرة على رصد كل شاردة وواردة ، لماذا لم تتمكن وحليفتها واشنطن من رصد داعش ومنع تمدده داخل العراقوسوريا تحت مظلة دولية تزعم أنها تحارب ذلك التنظيم الإرهابى ؟ لو كان هناك عمل إرهابى وراء الحادث فهو رسالة موجهة لموسكو عبر مصر لضرب عصفورين بحجر : الإساءة للتقارب المصرى الروسى الذى يستفز الغرب وإلحاق الضرر بمصر واقتصادها عبر الإضرار بالسياحة أحد أهم روافد دخل الدولة ، ودفع موسكو لإعادة التفكير فى تعاملها مع الوضع فى سوريا والتعاون بصورة أكبر مع الغرب فى هذا الصدد . وإذا أثبتت التحقيقات أن يد الإرهاب وراء الحادث ، فالأمر يكون من تأليف وتلحين وإخراج دولى وليس تنظيما إرهابيا. لمزيد من مقالات ايناس نور