اخطأ الإخوان المسلمون منذ قيام الثورة في يناير 2011 هذه حقيقة لن نختلف عليها.. كان الخطأ الأول هو الإنسحاب من ميدان التحرير والتخلي عن شباب الثورة.. وكان الخطأ الثاني صفقة مريبة مع المجلس العسكري لا أحد يعرف حتي الآن تفاصيلها.. وكان الخطأ الثالث الجري وراء غنائم الإنتخابات بصورة اتسمت بالانانية.. وقبل هذا كله كان الخطأ الأكبر حالة الغرور والتعالي التي اجتاحت الإخوان المسلمون امام فوز كاسح في الإنتخابات البرلمانية وذكرتنا بالايام السوداء للحزب الوطني.. لا شك في ان هذه الاخطاء شوهت الكثير من صورة هذه الجماعة التي لا يختلف أحد علي انها كقوة سياسية معارضة دفعت ثمنا باهظا سنوات طويلة امام سلطات القمع والإستبداد والوحشية.. لقد مارس العهد البائد كل الوان التنكيل بأعضاء الجماعة المحظورة كما كانوا يطلقون عليها في السجون والمعتقلات وفي تقديري ان الإخوان تجاوزوا في أخطائهم وان القوي الأخري تجاوزت في عقابهم وان الإعلام المصري كان قاسيا في الهجوم عليهم في الفترة الأخيرة فلم يوجد برنامج أو كاتب أو صحيفة شهيرة أو مغمورة إلا وصبت كل غضبها علي الإخوان المسلمون وهذا نفس ماحدث مع السلفيين عند ظهورهم في الايام الاولي بعد ثورة يناير.. من حق التيارات والقوي السياسية ان تنتقد الإخوان المسلمون بعنف لأن أخطاءهم فعلا اساءت للثورة وشبابها واهدافها وعطلت الكثير من مسيرتها ولكن الشئ المؤكد اننا في النهاية لا بد ان نصل إلي منطقة للتفاهم والتعايش والحوار وان الرفض الكامل والقبول الكامل لا مكان لهما في دنيا السياسة والعلاقات بين البشر.. علي الإخوان ان يراجعوا مواقفهم وعلي القوي الأخري ان تفتح بابا للتسامح والحوار فرق كبير بين ان يعاقب الإنسان أحد ابنائه لأنه اخطأ.. وان يقطع رقبته لانه اساء.. وفي النهاية فإن القوي السياسية مهما كانت درجة الخلاف بينها ليس امامها الآن غير طريق واحد هو الحوار لأن الخسارة علي الجميع وفي لحظة تاريخية صعبة يصبح الحوار هو الخيار الوحيد للصراع بين القوي السياسية.