أكد الشيخ عبد اللطيف الهميم رئيس ديوان الوقف السنى فى العراق أن مصر قادرة فى المرحلة الراهنة على ممارسة دور إيجابى وفعال فى العراق، وذلك بحكم وضعيتها القيادية فى الأمة العربية، وما لديها من مؤسسات دينية تقدم، وتنشر الفكر الإسلامى الوسطى وفى مقدمتها مشيخة الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، فضلا عن تحقيقها العديد من التحولات النوعية خلال السنوات الأخيرة وقدرتها بقيادتها السياسية ومؤسستها العسكرية على النجاة من السقوط فى المصير الذى تعرضت له بعض بلدان المنطقة. وقال إن مصر كانت على مدى التاريخ تلعب هذا الدور وهو ما يقدره العراقيون وهى دوما تسكن ضميرهم كما تسكن ضمير كل العرب. وكشف فى حديث لعدد من الصحف المصرية من بينها «الأهرام» عن أنه تم الاتفاق خلال اللقاءات التى أجراها مع كل من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتورشوقى علام مفتى الديار المصرية والدكتور مختارجمعة وزير الأوقاف يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين على صياغة إستراتيجية حقيقية تتسم بالفاعلية للعمل المشترك لمواجهة الظاهرة الإرهابية. ولفت الى أنه سيتم فى المرحلة المقبلة وضع آليات محددة وحزمة من الإجراءات لتنفيذ هذه الاستراتيجية على نحو يسهم فى القضاء على هذه الظاهرة على أسس فكرية ودينية وثقافية واجتماعية واقتصادية راسخة، خاصة بعد أن ضرب الإرهاب الأعمى المنطقة العربية الذى تعمل تنظيمات بعينها على نشره فى المنطقة لتحقيق أهداف وأجندات ومشاريع رئيسية فى صدارتها تقسيمها على أسس طائفية ومذهبية وإقامة دويلات وكانتونات صغيرة تصب فى مصلحة أعداء الأمة جازما بأن هذه التنظيمات تعمل على تنفيذ مخطط كبير ومعد بصورة جيدة ومحكمة للمنطقة. وردا على سؤال حول جهود العراق على هذا الصعيد، أوضح الشيخ الهميم أنه تم وضع خطة تهدف لتفكيك الخارطة الفكرية والذهنية للفكر الإرهابى بطريقة علمية مدروسة من خلال تنظيم سلسلة من الندوات وورش العمل فى مختلف أنحاء البلاد بصورة مستمرة، وتم بالفعل تحديد 72 مفهوما اسلاميا تعرض للتحريف من قبل مروجى الفكر الإرهابى، وبدأت الجهات المختصة فى توضيح حقائقها عبر تقديم دراسات فكرية معمقة وبحوث شاملة تتناول بالشرح والتحليل كل المفاهيم المغلوطة التى يقدمها الإرهابيون بحسبانها من صحيح الإسلام. وردا على سؤال ل « الأهرام » بشأن قيام الطرف الشيعى بممارسات تكرس لسيطرته على المشهد السياسى مثلما كان عليه خلال حكم رئيس الوزراء السابق نورى المالكى، علق رئيس الوقف السنى بقوله: إن الوضع فى العراق معقد ومركب وليس مثاليا، وهناك تجاوزات من هذا الطرف أو ذاك وهو ما ينطوى على أخطار تؤثر على نسيج المجتمع العراقى، لكن فى المقابل هناك عقلاء يعملون ويتحركون على وقف هذه التجاوزات وحل المشكلات الناجمة عنها. وأعرب عن ثقته بأنهم سيتمكنون من بلورة صيغ معقولة للخروج بالعراق من محنته رافضا إلصاق التعميم على أى جهة أو فئة، قائلا: هناك مجموعة أو مجموعات خارجة عن القانون وهو ما نعمل على مواجهته والحد من تأثيراته.