بدأ مساء أمس الاجتماع الثانى للرباعى الدولى بشأن الأزمة السورية ، حيث سيلتقى وزراء الخارجية الروسى سيرجى لافروف، والأمريكى جون كيري، والسعودى عادل الجبير، والتركى فريدون سينيرلى اوغلو فى العاصمة النمساوية فيينا، وذلك فى اعقاب الاجتماع الأول الذى عقده الوزراء الأربعة الجمعة الماضى فى فيينا أيضا. وسينضم لهذا الرباعى اليوم سامح شكرى وزير الخارجية ووزراء خارجية ايران جواد ظريف، ولبنان جبران باسيل، وبريطانيا فيليب هاموند، وفرنسا لوران فابيوس، ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبى فيديريكا موجيريني. وسيبحث وزراء الخارجية فى "الاجتماع الموسع" سبل تسوية النزاع فى سوريا الذى أودى بحياة ربع مليون شخص منذ مارس 2011. وفى تلك الأثناء كشف السياسى جورج صبرا عضو التحالف الوطنى السورى المعارض، وقائد لمقاتلى المعارضة المسلحة ، عن أنه لم توجه الدعوة للمعارضة السياسية الرئيسية فى سوريا ولا لممثلين للمعارضة المسلحة لحضور المحادثات الدولية المقرر عقدها فى فيينا لبحث الأزمة السورية اليوم بحضور 12 دولة منها السعودية وإيران اللتان تدعم كل منهما أطرافا متصارعة فى سوريا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس إن الهدف الرئيسى من محادثات فيينا لإنهاء الصراع فى سوريا هو إطلاق حوار سياسي. واعترضت المعارضة السورية على مشاركة إيران فى المحادثات -والتى ستكون المشاركة الأولى فى محادثات تتعلق بسوريا- وذلك لدعمها العسكرى للرئيس بشار الأسد، كما يقاتل ضباطها كل يوم على الجبهات السورية". وقال صبرا " إن عدم توجيه الدعوة لسوريين هو "تعبير عن عدم جدية المشروع"، وأضاف "هذه نقطة ضعف كبرى فى هذا اللقاء لأن الأمر متعلق ببحث شأن السوريين فى غيابهم". ومن جانبه، قال بشار الزعبى رئيس المكتب السياسى لجيش اليرموك أحد فصائل الجيش السورى الحر فى تصريحات لرويترز إنه لم توجه الدعوة لممثلى المعارضة المسلحة للمشاركة فى اجتماع فيينا، وقال "بالنسبة لإيران فهى جزء من المشكلة وليس الحل ومشاركتها فى الاجتماع ستثبت ذلك للعالم، و هذا الاجتماع قبلته السعودية وتركيا لتعرية إيران". ومن جانبه استبعد وزير الخارجية القطرى خالد العطية إرسال قوات قطرية لمحاربة الحكومة السورية، وقال لقناة الجزيرة الفضائية باللغة الانجليزية "لا .. هذا غير وارد أن تطأ أقدام جنودنا الأرض، إنهم يستطيعون تحرير بلادهم بأنفسهم، وما يريدونه هو الدعم المالي". وكان العطية قال قبل أسبوع إن قطر - وهى من الداعمين الرئيسيين للقوات التى تقاتل حكومة الرئيس الأسد- قد تقوم بتدخل عسكرى ردا على حملة جوية روسية تساند الأسد. وفى غضون ذلك أكد الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى أمس أن الحكومة السورية يجب أن تشارك فى العملية السياسية فى البلاد، مشيرا إلى أن روسيا هى الشريك المطلوب لإيجاد حل للأزمة السورية. ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن ساركوزى كلمة ألقاها فى معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية الروسية فى موسكو أمس وقال فيها - "لا يمكن التوصل إلى أى اتفاق دون حوار مع النظام الحالي، ويجب أن تشارك السلطات السورية الحالية فى عملية المصالحة السياسية، مشيرا إلى أن رحيل الأسد يجب ألا يكون شرطا مسبقا" ، و قال إنه يجب أن يرحل فى اللحظة التى لا يمكن فيها تحقيق مصالحة سورية حوله. وأضاف ساركوزى أن فرنساوروسيا يجب أن تعملان معا على تسوية الأزمة فى سوريا، مشيرا الى أن الطريق الوحيد لتحقيق النصر العسكرى على "داعش" والتوصل إلى حل سياسى فى سوريا يتطلب إقامة تحالف دولى يضم روسيا التى تلعب دورا مهما داخل البلاد. وفى السياق ذاته شدد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على عزم بلاده ضرب ما سماه ب"أى كيانات إرهابية "قد تتشكل فى شمال سوريا ، فى إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطى ، وقال"لا نريد تكرار نموذج شمال العراق فى الشمال السوري". ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" أمس عن أردوغان قوله "تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطى يقوم بتطهير عرقى على الملأ فى تل أبيض ثم يقوم بإعلان المنطقة على أنها كانتوناً تابعا له،وفى الخطوة التالية يوطن الإرهابيين هناك، فى حين أن سكان المنطقة من العرب والتركمان، لذلك علينا اتخاذ ما يلزم إذا استمر التنظيم فى ممارساته هذه". وكان الحزب أعلن قبل أيام منطقة تل أبيض منطقة إدارة ذاتية.