اسم لشارع ثم لصناعة ذات إبداع مصرى أصيل، اشتهرت بها مصر منذ العصر الفاطمى وتوارثها الآباء عن أجدادهم الفراعنة. أما الشارع فهو يرمز لأشهر أسواق القاهرة المسقوفة والذى يقع على امتداد شارع المعز لدين الله الفاطمى على مقربة من باب زويلة. وقد سمى بهذا الاسم نسبة إلى تلك الحرفة التى تعد فنا مصريا أصيلا تفردت به مصر عن باقى دول العالم. أما عن نوعية هذه الصناعة فهى ترمز لصناعة الأقمشة الملونة التى تستخدم فى عمل السرادقات... ويذكر المؤرخون أن هذه الحرفة أو المهنة يمتد تاريخها إلى العصر الفرعوني، ثم أصبحت مع تعاقب السنين أكثر ازدهارا فى مصر الإسلامية خاصة فى العصر المملوكى حيث ارتبطت بتفرد مصر واهتمام حكوماتها المتعاقبة بإعداد كسوة الكعبة المشرفة، والتى كانت تطرز بخيوط من الذهب حوافها مطرزة بالفضة وملبسة بقشرة من الجواهر لا يقل وزنها عن سبعة عشر قنطاراً من الحرير إضافة إلى الذهب والفضة .. وقد استمرت مصر فى التشرف بتصنيعها حتى فترة الستينيات من القرن الماضى وقيام الحكومة المصرية بإرسالها إلى أرض الحجاز فى موكب مهيب عرف آنذاك باسم «المحمل». هذا.. ومن أشهر الخيام فى التاريخ المصرى خيمة قطر الندى ابنة السلطان خمارويه فى العصر الطولوني، وخيمة السلطان قنصوة الغورى وكانت عبارة عن قصر متحرك، واختفت بمقتله فى موقعة مرج دابق عام 1516. وإذا زرت عزيزى القارئ سوق الخيامية فستجد على جنباتها مجموعة من الورش التى تخصصت فى صناعة هذا النوع من التراث الفنى العريق والعتيق وستجد هذا الشارع مكونا من طابقين، وكان باب زويلة يغلق ليلا ويفتح نهارا وكان يسمح للتجار بالدخول صباحا لمباشرة أعمالهم فى ورشهم فى الطابق الأرضى والذى كان قديما اسطبلا للخيول. أما الطابق الذى يعلوه فكان مخصصاً لمبيت التجار الذين كانوا يتوافدون على هذه السوق من بلاد المغرب والشام، حيث كان لهم خيام يستخدمونها فى حلهم وترحالهم، وكانوا يعملون على إصلاح ما تلف منها أثناء الرحلة فى تلك المنطقة، كما كان يحرص كل منهم على أن تتفرد خيمته بألوان ومواصفات لا تتوافر فى خيام الآخرين. وكان من الطقوس المرعية لاعتماد الحرفى الخيامى الجديد عند انضمامه إلى تلك الطائفة أن يقام اجتماع لأرباب المهنة بقيادة شيخهم ويتم فحص إنتاج الخيامى الجديد ، فإذا وفقه الله وكان إنتاجه على المستوى المطلوب يقيم مأدبة اعتماده لجميع زملاء المهنة احتفالاً بانضمامه إليهم .. أما فى زماننا الحاضر فدخول المهنة يتم من خلال صبيان المهنة الذين تدربوا جيداً وأصبحوا «أسطوات». أما عن كيفية صناعة الخيام فقد كان الصانع يبدأ برسم التصميم الذى سيتم تنفيذه على القماش، وعادة ما كان يستخدم قماشاً من التيل لسماكة خامته ، ثم يقوم الخيامى بإحداث ثقوب فى رسمه ووضع بودرة مخصصة لطبع رسمته على القماش ثم يقوم بقص وحدات القماش، ثم يشرع فى تطريزها ولحمتها مع بعضها البعض، ثم يقوم بعمل ما يسمونه »التفسير» وهو عبارة عن حياكة خيوط فوق القماش فتبرز ملامح الشكل المطلوب سواء كان منظراً طبيعياً أو غيره، وغالباً ما تكون التصميمات ذات طابع فرعونى أو إسلامي، أو معبرة عن مناظر طبيعية محلاة بأشكال هندسية ما بين المسدس والمثلث والنجمة المثمنة تتخللها آيات قرآنية أو حكم شعبية مع الحرص الشديد أن تكون ألوانها زاهية وخيوطها بارزة كما نشاهد نماذج منها فى سرادقات العزاء والأفراح فى المناطق الشعبية والخيم الرمضانية وخيم البدو وكذلك فى صناعة المفروشات والتابلوهات المطرزة وكراسى البحر.. ومظلاته.