توالت ردود الأفعال الغاضبة من زيارة فضيلة الدكتور علي جمعة, للقدس المحتلة, وأعلن نواب بمجلسي الشعب والشوري وأحزاب وقوي إسلامية علي رأسها جماعة الإخوان المسلمين والجبهة السلفية والجماعة الإسلامية, ونقابة الدعاة رفضهم للزيارة معتبرين انها تطبيع مع الكيان الصهيوني, واعتراف بالاحتلال والتعايش معه. ووصفت جماعة الإخوان المسلمين الزيارة بانها مرفوضة وغير مبررة, وطالبت المفتي بتوضيح موقفه وملابسات تلك الزيارة التي تعد خرقا لقرارات مجمع البحوث الاسلامية والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ودشن حزب الحرية والعدالة صفحة علي الفيس بوك تحت عنوان آسفين يا فلسطين وأجري استطلاعا للرأي حول زيارة المفتي, وجاءت نتائجها الأولية لتصف الزيارة بأنها تطبيع مع إسرائيل. ورفض حزب الحرية والعدالة زيارة الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية للقدس الشريف, وقال الدكتور أسامة ياسين الأمين العام المساعد لحزب الحرية والعدالة ورئيس لجنة الشباب بمجلس الشعب في بيان صدر مساء امس الاول- ان الحزب يرفض بشكل قاطع زيارة المفتي, مهما كانت المبررات والأسباب, مؤكدا أنها تمثل كارثة حقيقية وضربة موجهة للجهاد الوطني الذي نجح في إفشال كل محاولات التطبيع طوال السنوات الماضية. وقال إن مفتي الديار المصرية عندما ذهب للمسجد الأقصي مخالفا في ذلك كل الفتاوي الصادرة من علماء المسلمين ومن بينهم الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية, لم يكن يمثل نفسه, إنما يمثل أحد المسئولين في المؤسسة الدينية الرسمية, وبالتالي فإن ما قام به لا يقبل تبريره ولا يمكن تمريره بل يجب مسائلته بالشكل الذي لا يسمح بتكرار مثل هذا الموقف من أي شخصية اعتبارية رسمية بما فيه إضرار بالقضية الفلسطينية ولا يخدمها بأي حال من الأحوال. وأشار ياسين إلي ان النظام السابق الذي كان يتمتع بعلاقات متينة مع قادة إسرائيل قد فشل في فرض التطبيع علي الشعب المصري, وبالتالي فإنه ليس مقبولا أن تحدث مثل هذه الزيارة بعد الثورة التي شهدت توافقا بين الموقفين الشعبي والرسمي الرافضين لوجود أي علاقات مع الكيان الإسرائيلي طالما استمر الاحتلال والاستيطان وحصار غزة. من جانبه قال طارق الزمر, الناطق باسم الجماعة الإسلامية, أن الجمعة القادمة ستكون ضد التطبيع وضد علي جمعة بعد زيارته للقدس, وهي تحت الاحتلال الإسرائيلي, كما وصف هذه الزيارة بغير المسئولة, مضيفا أنه كان من المتوقع أن الشخصيات الدينية أبعد ما يكونون عن التطبيع مع العدو الصهيوني, معتبرا هذه الزيارة من أهم المبررات التي تدعو إلي ضرورة استكمال الثورة, حتي يتم التخلص من جميع السياسات التي أرساها مبارك, وكذلك لتخلص القيادات التي صنعها نظامه. كما أدان حزب الوسط الزيارة الدكتور واعتبر عصام سلطان, نائب رئيس الحزب الوسط ورئيس الهيئة البرلمانية له بمجلس الشعب, أن تلك الزيارة جاءت لتقسم الأمة إلي نصفين, مشيرا الي أن التواصل الذي يقصده الفلسطينيون ليس ما فعله المفتي, وإنما مساندتهم ومواجهة العدوان الغاشم الواقع عليهم ومواجهة عمليات تهويد المقدسات, ومخالفه للإجماع الوطني إسلاميا ومسيحيا, معتبرا أن زيارة المفتي للقدس تأتي تعبيرا عن عدم إدراكه للواقع أو مخططات تهويد القدس مع ترك مساحة للمسلمين والمسيحيين مفتوحة للزيارة, مضيفا الفارق بين الإصلاح والانتهازية أن للمصلح خطة واضحة لتقديم قيمة كنموذج للغير, بينما الانتهازي فخطته تتغير مع ما يتاح له من فرص. وانتقد الدكتور محمد سليم العوا, مرشح رئاسة الجمهورية, أكد أن زيارة المفتي وذهابه للقدس وهي تحت الاحتلال الصهيوني تقوي المحتل, مشيرا إلي أن المفتي ذهب للقدس عن طريق الأردن ولم يستطع الصلاة في المسجد الأقصي وصلي في مسجد البراق. استنكر النقيب العام للسياحيين الزيارة واصفا إياها بأنها تعد نوعا من التطبيع مع العدو الصهيوني والذي يقتل يوميا العشرات والمئات من الفلسطينيين بالإضافة الي تحركاتهم المشبوهه ضد مصر في جنوب السودان وفي دول منابع النيل. واعتبر نقيب السياحيين أن المفتي قد أساء للمصريين وللإسلام وللعروبة بهذه الزيارة المشئومة, لإنها تعد اعترافا بالكيان الصهيوني المغتصب للاراضي والمقدسات العربية كما رفض قبله المفتون والمشايخ الراحلون ومنهم الشيخ جاد الحق علي جاد الحق والدكتور عبد الحليم محمود والشيخ نصر فريد واصل والدكتور محمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الحالي. وقد رفضت نقابة الدعاة الزيارة التي قام بها د. علي جمعة للقدس, معتبرة ذلك بأنها نوع من أنواع التطبيع مع الكيان الصهيوني, ويتضمن إقرارا لسيادة الاحتلال علي المسجد الأقصي المبارك, واعتراف بشرعية هذا الاحتلال البغيض, وأن هذه الزيارات ستكون في صالح إسرائيل, وليس الفلسطينيين, وهو ما رفضه كثير من علماء الأمة.