فى واحدة من أهم الفعاليات العالمية التى تعقد قبل قمة باريس الهادفة إلى حشد الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق التنمية العالمية المستدامة والحاجة الملحة لدعم الحلول التى من شأنها تيسير الحصول على البيانات البيئية والاجتماعية والاقتصادية فى سبيل بلوغ أجندة الاستدامة العالمية شهدت العاصمة الإماراتية أبو ظبى فعاليات المؤتمر العالمى «عين على الأرض، الذى أقيم تحت رعاية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وافتتحه الشيخ نهيان بن زايد رئيس مجلس أمناء مؤسسة الشيخ زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، بحضور معظم الهيئات والمنظمات العالمية والإقليمية والمعنيين بشئون البيئة والتنمية المستدامة من جميع دول العالم، وبخاصة برنامج الأممالمتحدة للبيئة ومبادرة أبو ظبى العالمية للبيانات البيئية وهيئة أبو ظبى للبيئة والشركاء الجدد ومنهم الفريق المعنى برصد الأرض والاتحاد الدولى لحفظ الطبيعة العالمية، ومعهد الموارد الطبيعية العالمية (wri) وشهدت الفعاليات طرح اسم مركز البيئة والتنمية للاقليم العربى وأوروبا ليصبح شريكا أساسيا جديدا. وفى افتتاحية المؤتمر أكد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتصدى للتغيرات المناخية تتطلب توفير معلومات دقيقة، وفى الوقت المناسب، ولهذا السبب اطلقت مبادرة أبو ظبى العالمية للبيانات البيئية (agedi) عام 2002 بتوجيه من الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة بهدف توفير بيانات ومعلومات بيئية جاهزة ودقيقة، ومن هنا يجب التركيز على الجهود العالمية الجماعية المشتركة فى التصدى لظاهرة التغير المناخى، وستكون الخطوة الكبرى التالية فى جهودنا المتعددة الاطراف هى المشاركة الفعالة للإمارات فى مؤتمر باريس نهاية هذا العام، الذى من المتوقع أن يتوصل المجتمع الدولى فيه إلى اتفاق فى إطار جديد من شأنه زيادة الثقة على الصعيد الدولى لخفض انبعاثات غازات الدفيئة (الاحتباس الحرارى)، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة يعتبر من الأولويات المركزية والاساسية فى صميم رؤية دولة الإمارات العربية من خلال فعاليات «عين على الأرض» وما يدعو للتفاؤل توافر العديد من الحلول التى بإمكانها المساعدة فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة على أرض الواقع، وتجربة الإمارات فى السنوات الأخيرة أكدت أن الحلول المستدامة بإمكانها أن تكون اساسا لاستثماراتنا ولتحقيق النمو والتنمية، علاوة على كونها عناصر اساسية لعلاقتنا الدولية، وعلى نطاق واسع، والتزمت الإمارات بتقديم 850 مليون دولار فى 25 دولة للتخفيف من حدة الفقر واثاره، وخلق الفرص الاقتصادية من خلال مشروعات الطاقة المتجددة، كما تستضيف الإمارات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ايرينا) مما يؤكد ريادتها فى هذا المجال، كذلك مشروع الإمارات للمحافظة على المحيطات فى العالم، والذى سوف تستضيف بشأنه القمة الثانية للاقتصاد الازرق والثانى فى يناير المقبل، أيضا مبادرات ومشروعات الامارات لحماية التنوع البيولوجى بدعم من صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية الذى اسهم فى حماية أكثر من 1200نوع من الكائنات المهددة بالانقراض فى العالم. وعلى المفهوم نفسه أكد الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه بدولة الإمارات العربية وأضاف: تحظى قضية البيانات والمعلومات البيئية على أهمية خاصة بدولة الإمارات فى ظل التغيرات التنموية المتسارعة، والحاجة إلى وضع سياسات واستراتيجيات وطنية للحد من تأثير هذه التغيرات على التنمية المستدامة التى رسمتها الإمارات فى رؤيتها 2021 وأجندتها الوطنية، وقد نجحت من خلال توظيف التقنيات المتقدمة فى مجال المعلومات والاتصالات وبناء القدرات البشرية فى وضع مجموعة واسعة من السياسات والاستراتيجيات التى تم الاعتماد فى اعدادها على بيانات حديثة ودقيقة وموثقة، ومنها مبادرة البصمة البيئية التى اطلقت عام 2007 بهدف خفض معدل البصمة البيئية للفرد فى الدولة، وإدماج مفهوم البصمة فى صناعة القرار على مختلف المستويات، وقد اسهمت مبادرة البصمة البيئة وبدعم من الشيخ حمدان بن زايد وتوجيهاته ومتابعاته فى خفض معدل البصمة البيئية بنحو الثلث. وانتقلت رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة الإماراتية إلى الحديث عن الالتزامات البيئية للحكومات العالمية بشأن التنمية المستدامة فقالت: الحاجة إلى بيانات ومعلومات شفافة ودقيقة وآنية حول الموارد فى العالم له أهميته القصوى لتحقيق تنمية مستدامة حقيقية، وتبذل فعاليات «عين على الأرض» قصارى جهودها لتوسيع المرحلة الانتقالية الخاصة بهذا الهدف، وتجدر الاشارة فى هذا الصدد إلى أنه فى سبتمبر الماضى تم اعتماد الاهداف ال17 الجديدة للتنمية المستدامة من جانب 193من الدول الاعضاء بالأممالمتحدة. من جانبه تطرق أكيم شتاينر المدير التنفيذى لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة إلى أهمية البيانات النوعية الجيدة فى تحقيق التنمية العالمية المستدامة فقال: تلك البيانات تدعم القرارات بصورة أفضل كذلك البيانات المفتوحة تدعم مجالات التعاون بشكل أفضل لذا الحاجة للنوعين من البيانات له أهميته لمواجهة التحديات المتعلقة ببناء مستقبل مستدام لكوكب الأرض وشعوبه. وتطرقت الدكتور نادية مكرم عبيد المدير التنفيذى للإقليم العربى وأوروبا (سيدارى) لقضية نقص المعلومات البيئية المتوافرة وتوثيقها وصدقها، وأكدت ضرورة توافر المعلومات الصادقة الدقيقة الموثقة والمبنية على أسس علمية وعملية سليمة حتى يتسنى الاعتماد عليها من جانب صناع القرار فى اتخاذ القرارات التنموية المستدامة السليمة والمتكاملة، وهناك دور حيوى وفاعل يجب أن يقوم به الإعلام الذى يشكل رأى المجتمع فى تبسيط المعلومة وايصالها للمواطنين فى جميع الدول للاقتناع بها.